دمشق- الزمان
باشرت سوريا بتفكيك فصائل مسلحة اجنبية لم تنضو تحت الوية القوات المسلحة، وباتت خارج إطار القانون الساري، وبحسب مصدر حكومي تحدث للزمان فإن المقاتلين الفرنسين قرعوا جرس الإنذار لدى السلطات الشهر الماضي، وعجلوا في إجراءات الرئيس احمد الشرع في تصفية هذا الملف بطريقة سلمية وقانونية وبالتنسيق مع الدول ذات العلاقة. اذ
تعتزم سوريا تسليم مقاتلين من أقلية الأويغور المسلمة إلى الصين، وفق ما أفاد مصدران حكومي ودبلوماسي وكالة فرانس برس الاثنين، الأمر الذي نفته لاحقا الخارجية السورية.
ومن بكين التي زارها للمرة الأولى منذ إطاحة الحكم السابق، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن بلاده لن تشكل «مصدر تهديد» للصين، التي شكلت أبرز داعمي الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأوضح المصدر الدبلوماسي في سوريا أن «سوريا تعتزم تسليم الصين 400 مقاتل من الأويغور في الفترة المقبلة».
وذكر المصدر الحكومي أن الملف مطروح على جدول أعمال الشيباني في بكين، مضيفا أن دمشق تخطط «بناء على طلب صيني لتسليم المقاتلين على دفعات» وذلك «بعد رفض الصين ضمّهم إلى الجيش السوري».
وفي وقت لاحق، نفى مصدر رسمي في الخارجية السورية صحة التصريحات.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عنه قوله «لا صحة لما أوردته وكالة فرانس برس عن نية الحكومة السورية تسليم مقاتلين إلى الصين».
وأعلنت الأحد لجنة كلّفتها السلطات السورية التحقيق في أحداث وقعت في جنوب البلاد، أنها لم تتمكن بعد من دخول مدينة السويداء بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على أعمال العنف الدامية في المحافظة ذات الغالبية الدرزية، مشيرة إلى انها طلبت تمديد عملها شهرين إضافيين.
وشهدت المحافظة بدءا من 13 تموز/يوليو وطوال أسبوع اشتباكات بين مسلحين من الدروز وآخرين من البدو، تحوّلت مواجهات دامية بعد تدخل القوات الحكومية ثم مسلحين من العشائر.
وفي حين أكدت دمشق أن قواتها تدخّلت لوقف الاشتباكات، اتّهمها شهود وفصائل درزية والمرصد السوري لحقوق الإنسان بالقتال إلى جانب البدو وارتكاب انتهاكات في حقّ الدروز.
وأعلن رئيس اللجنة حاتم النعسان خلال مؤتمر صحافي أنها استمعت إلى «800 إفادة»، لكن مع «عدم تمكننا من دخول مدينة السويداء ووجود بعض المناطق لضيق الوقت لم نصل إليها (…) يوجد عمل لا يزال يحتاج الى تحقيق وتدقيق، لذلك طلبنا من السيد الوزير تمديد عمل اللجنة لمدة شهرين حتى نتمكن من تقديم تقرير (…) قانوني، ينصف الجميع».
ويُعدّ ملف المقاتلين الأجانب الذين تدفقوا إلى سوريا خلال سنوات الحرب من أكثر الملفات حساسية، إذ ترفض معظم دولهم استعادتهم، بينما لا يستطيع الرئيس أحمد الشرع التخلي عنهم بعد قتالهم لسنوات في جبهة واحدة ضد الأسد، ومن بينهم المقاتلون الأويغور.
وينتمي معظم هؤلاء المقاتلين، الذين يشكّلون أقلية مسلمة ناطقة بالتركية من شمال غرب الصين، إلى الحزب الإسلامي التركستاني، وهو فصيل جهادي نشط في إدلب التي كانت معقل هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها، وانطلق منها الهجوم الذي أطاح الاسد في 8 كانون الاول/ديسمبر.
وبعد وصوله إلى السلطة، أعلن الشرع حلّ جميع الفصائل العسكرية التي انضوت غالبيتها في وزارة الدفاع. وبحسب المصدرين الحكومي والدبلوماسي، فإن المقاتلين الذين سيُسلمون الى الصين ليسوا ممن انضموا الى الجيش.
ويراوح عدد المقاتلين الأويغور في سوريا بين 3200 و4000 مقاتل، يتمركز معظمهم في إدلب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أوضح أنهم أُدمِجوا جميعا في وحدة خاصة داخل الجيش الجديد.
وأكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال استقباله الاثنين نظيره السوري، دعم بلاده لجهود إحلال السلام في سوريا، وفق ما أعلن مكتبه.
وقال يي للشيباني إن «الصين تدعم سوريا في جهودها لتحقيق السلام في أسرع وقت ممكن»، مشددا على دعم بكين لمساعي دمشق الرامية إلى «الاندماج في المجتمع الدولي والتوصل عبر الحوار السياسي إلى خطة إعادة إعمار وطنية تتماشى مع إرادة الشعب».
وأكد الشيباني من جهته، في بيان عقب الزيارة، أنه «تعهد بأن سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين ولن تسمح لأي كيانات باستغلال أراضيها للقيام بأنشطة من شانها الإضرار بأمن وسيادة ومصالح الصين».
وشكر الشيباني الصين على «جميع المساعدات التي قدمتها للشعب السوري وأبدى استعداده لتعزيز التعاون معها في جميع المجالات».
وخلال سنوات النزاع، شكلت الصين داعما رئيسيا لحكم الاسد واستخدمت مرارا حق النقض في مجلس الأمن الدولي لعرقلة قرارات ضده.
وفي العراق المحاذي ، أعلن حزب العمال الكردستاني الاثنين أن قواته انسحبت من منطقة حدودية استراتيجية محاذية لتركيا في شمال العراق، في خطوة تهدف بحسب قوله إلى دعم مسار السلام مع أنقرة. وبعد محادثات مع السلطات التركية عبر حزب المساواة وديموقراطية الشعوب في تشرين الأول/أكتوبر 2024، أعلن حزب العمال الكردستاني حل نفسه في أيار/مايو تلبية لدعوة مؤسسه عبدالله أوجلان، بعد أكثر من أربعة عقود من القتال ضد القوات التركية، خلّفت نحو 50 ألف قتيل.
وقال الحزب في بيان نشرته الاثنين وكالة فرات للأنباء المقرّبة من الأكراد إنه «اعتبارا مساء 16 تشرين الثاني (نوفمبر)، انسحبت قواتنا من منطقة زاب التي كانت تُشكل خطر نشوب صراع، إلى مناطق أخرى ملاءمة، وقد تمّ حاليا القضاء تماما على خطر نشوب صراع في هذه المنطقة».
وأضاف أن ذلك يشكّل «مساهمة عملية هامة في تطوير ونجاح عملية السلام» مع السلطات التركية ويُظهر «التزامنا بهذه العملية»، معتبرا أن هذه «الخطوة الجديدة ستساهم في حل القضية الكردية وتحقيق السلام والديموقراطية في تركيا».
ولجأ معظم مقاتلي حزب العمال الكردستاني في السنوات العشر الماضية إلى مناطق جبلية في شمال العراق، حيث تقيم تركيا منذ 25 عاما قواعد عسكرية لمواجهتهم، وشنّت بانتظام عمليات برية وجوية ضدّهم. وركّزت تركيا عملياتها باستمرار على منطقة الزاب التي شهدت اشتباكات عنيفة عدّة على مرّ السنوات والتي تحمل أهمية رمزية بالنسبة لحزب العمال الكردستاني.