الوثيقة | مشاهدة الموضوع - ما شكل المشهد السياسي في العراق بعد الانتخابات البرلمانية؟ :متابعات
تغيير حجم الخط     

ما شكل المشهد السياسي في العراق بعد الانتخابات البرلمانية؟ :متابعات

مشاركة » الجمعة نوفمبر 14, 2025 5:08 am

رغم حصول قائمة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على أغلبية الأصوات في انتخابات البرلمان، فإن ذلك لا يعني أنه يضمن الفوز بولاية ثانية. فليس كل من يحصل على أغلبية الأصوات يتمكن من الوصول إلى رأس السلطة الحاكمة إذ إن تشكيل الحكومة يحتاج أغلبية كبيرة تقارب ثلثي مقاعد البرلمان المؤلف من 329 مقعداً.

ولم تنجح أي من القوائم المتنافسة في الفوز بأغلبية مريحة تُمكنها من تشكيل الحكومة منفردة. فبات تكوين التحالفات ضرورة سياسية. ويقول علاء مصطفى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد لبي بي سي إن "الانتخابات لم تفرز غولاً، بل قوائم متساوية في الحجم تقريباً"، وهو ما يُحتّم التفاوض من أجل الدخول في ائتلافات. وتتباين الانتماءات الطائفية والعرقية للمتنافسين ما بين شيعة وسنة وأكراد وغيرهم. ووفقاً لما جرى عليه العُرف في السياسة العراقية على مدار العشرين عاماً الماضية فإن الكتلة الشيعية عادة ما تشكّل الحكومة.

وتعددت ردود فعل الشارع إزاء شكل المشهد السياسي المقبل. فهناك من يحدوه الأمل في غدٍ أفضل، وهناك من يعتبر الأمر برمته إعادة تدوير لنفس الوجوه. في أحد مقاهي بغداد جلسنا إلى مجموعة من الشباب العراقيين. يقول أحدهم إن "المناطق الشيعية لا تنتخب كتلاً سنية والمناطق السنية لا تنتخب كتلاً شيعية ولذلك تظل الصورة رهن نفس التقسيمات الطائفية دائماً، مع تغير الأسماء". ويشعر الشاب العشريني بالإحباط من هذا التكرار لأنه يولد لديه شعوراً بأن "النتائج معروفة سواء شاركنا أم لم نشارك".

ويرى زميله الثلاثيني، أن الولايات المتحدة "لها تأثير كبير على القرار داخل البرلمان. فنحن دولة محتلة ولسنا دولة حرة".

واشنطن تراقب

يصعب على الكتل السياسية المنخرطة في مفاوضات تشكيل الحكومة أن تتجاهل الموقف الأمريكي. ولطالما طالبت واشنطن بضرورة نزع سلاح الفصائل المدعومة من إيران لكنّ شيئاً من هذه المطالب لم يتحقق. وقد يزداد الأمر تعقيداً خاصة أن تلك الجماعات المسلحة ترتبط بالكثير من الأحزاب الشيعية التي حققت مكاسب ملحوظة في الانتخابات.

ويرى كاظم الياور الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي، أن الكتل المقربة من إيران "حصلت هذه المرة على مقاعد أكثر مما كانت تمتلكه في الانتخابات السابقة. وقال لبي بي سي إن طهران ترى في نتائج الانتخابات العراقية "عاملَ حسمٍ" لوقف مشاريع الولايات المتحدة في المنطقة.

وحذّر من أن العراق قد يتحول "لساحة حرب مرة أخرى" إذا لم تُحسن الكتل السياسية إدارة هذه المرحلة.

لكن، علاء مصطفى يرى أن الموقف الإيراني اليوم "هش وأقرب إلى الانزواء، ولذلك فإن الكتل الشيعية القريبة من طهران ستتمتع بحرية في تشكيل تحالفات وترشيح شخص لرئاسة الوزراء تقبل به واشنطن".
ويضيف أن الإدارة الأمريكية لن تدعم شخصاً بعينه "إذ لا يوجد بين المتنافسين شخصٌ مقرّبٌ منها، إلّا أنه يمكنها أن تمارس حق الفيتو"، أي الاعتراض على شخص لا ترغب به.
مقترع أمام لجنة الانتخابات النيابية في العراق 11 نوفمبر/ تشرين الثاني.
التعليق على الصورة، حذّر كاظم الياور الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي من أن العراق قد يتحول "لساحة حرب مرة أخرى" إذا لم تُحسن الكتل السياسية إدارة هذه المرحلة.
مقتدى الصدر


ارتفعت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات بشكل لافت مقارنة بالانتخابات الأخيرة، التي جرت قبل أربع سنوات، إذ تجاوزت 55 في المئة وفقاً لمفوضية الانتخابات.

وقاطع الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر الانتخابات البرلمانية احتجاجاً على شكل الخريطة السياسية الحالية. لكن عقب انتهاء التصويت، دعا الصدر، الذي يملك ملايين المؤيدين، لضرورة السيطرة على السلاح الواقع خارج قبضة الدولة، إذ اعتبره "تهديداً للعراقيين". وأوضح الصدر أنه يبقى مراقباً ومتابعاً لما يستجد على الساحة السياسية.

وفاز الصدر بأغلبية الأصوات في انتخابات عام 2021، لكنه انسحب لاحقاً بعد أن عجز عن تأليف التحالفات اللازمة لتشكيل الحكومة.

ويرى كاظم الياور أن دور الصدر أصبح معقداً لأنه خارج الصورة السياسية. لكنه لا يستبعد أن ينظر الصدر بشكل استراتيجي للمرحلة الحالية "وإذا ظهرت أي خلافات بين الشركاء السياسيين أو تضاربت التوجهات بين واشنطن وطهران، فمن الممكن أن ينضم إلى طرف على حساب طرف آخر من خلال البيانات أو القوة الشعبية وتنظيم التظاهرات".

ولم تخلُ لقاءاتنا في شوارع بغداد من حديث إلى مواطنين لا يهتمون أصلاً بنتائج الانتخابات ولا يتابعون السياسة. تُحدثني شابة حديثة التخرج فتقول "كل ما نريده هو الأمان وفرص عمل أفضل للشباب".
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات