الوثيقة | مشاهدة الموضوع - نيويورك تايمز: صور الأقمار الاصطناعية تكشف عن هدم منهجي لمدينة غزة وتسوية مبانيها بالأرض
تغيير حجم الخط     

نيويورك تايمز: صور الأقمار الاصطناعية تكشف عن هدم منهجي لمدينة غزة وتسوية مبانيها بالأرض

مشاركة » الجمعة سبتمبر 26, 2025 1:25 pm

1.jpg
 
لندن- “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعده صموئيل غراندوس وأرون بوكسرمان، قالا فيه إن إسرائيل دمرت أجزاء من غزة وسوّتها بالتراب. وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي، دمر في عمليته البرية الحي تلو الآخر في مدينة غزة التي كانت تعد أكبر مركز حضري في القطاع.

وقد أدت حرب إسرائيل ضد القطاع والتي بدأت ردا على هجمات حماس، قبل عامين، إلى تدمير مساحات واسعة من قطاع غزة، بما في ذلك مدينة رفح في الجنوب وبلدة بيت حانون في الشمال.

لكن الجيش لم يقم بعمليات هدم واسعة النطاق كهذه في عملياته السابقة ضد مدينة غزة.

ولكن هذه المرة مختلفة. ورغم أن جزءا كبيرا من المدينة لا يزال قائما، إلا أن صور الأقمار الاصطناعية تظهر أن القوات الإسرائيلية تدمر مناطق بأكملها أثناء اجتياحها مدينة غزة، بما في ذلك حي الزيتون ومنطقة بالقرب من الشيخ رضوان، حيث هدم الجيش عشرات المباني هذا الشهر.

وتضيف الصحيفة أن الجيش كان يتوغل في عملياته السابقة بالمدينة ثم ينسحب منها.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن هذه المرة مختلفة لأن الجيش سيحتفظ بالمناطق التي استولى عليها. وقال في مقابلة هذا الشهر مع القناة 14، وهي محطة تلفزيونية إسرائيلية يمينية: “نسيطر على الأرض ونحافظ عليها، نطهرها ونمضي قدما”.

ويزعم نتنياهو أن الهجوم يهدف إلى هزيمة حماس بشكل حاسم في آخر معاقلها بقطاع غزة. لكن حتى العديد من الإسرائيليين يشككون في نجاح هذه الإستراتيجية الآن، حيث أثبتت حماس صمودها في مواجهة ما يقرب من عامين من الحرب المدمرة.

وأجبر الهجوم البري الإسرائيلي مئات الآلاف من الفلسطينيين على الفرار من منازلهم في مدينة غزة، والتجمع في مخيمات خيام مكتظة في وسط وجنوب غزة.

وقد أدى ذلك إلى تفاقم ما كان بالفعل كارثة إنسانية في غزة، مع تفشي الجوع والنزوح الجماعي وانهيار الرعاية الصحية والمدارس والبنية التحتية. ويقول العديد من سكان مدينة غزة الذين أنهكتهم الحرب إنهم ببساطة لا يستطيعون أو لن ينزحوا مرة أخرى، والعديد منهم ليس لديهم منازل يعودون إليها.

وقبل الهجوم الحالي، تضررت معظم مباني مدينة غزة، وكان الكثير منها غير صالح للسكن، لكنها كانت لا تزال قائمة في معظمها، وبخاصة في مركز المدينة.

وفي وقت سابق من هذا الصيف، سوت إسرائيل مناطق حول المدينة بالأرض قرب الحدود الإسرائيلية. وفي 8 آب/ أغسطس، وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة للسيطرة على مدينة غزة.

وبحلول ذلك الوقت، كان الجيش قد دمر بالفعل جزءا كبيرا من الجانب الشرقي من المدينة. وواصل الجيش تدمير أطراف المدينة، محولا حي الزيتون إلى أرض قاحلة، على الرغم من أنه قال إنه لم يبدأ بعد سيطرته الكاملة على المدينة. ومنذ ذلك الحين، أمر السكان المتبقين بالفرار حفاظا على حياتهم.

ثم في الأسبوع الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ غزوه البري لغزة. ومنذ ذلك الحين، دمر منطقة واسعة في الجانب الشمالي من المدينة. وأثناء اقتحامها مدينة غزة، استخدمت إسرائيل المباني القائمة كقواعد، ثم دمرتها لاحقا بالمتفجرات قبل المضي قدما، وفقا لصور الأقمار الاصطناعية ومقاطع الفيديو التي تأكدت صحيفة” نيويورك تايمز” من دقتها. وأظهر أحد الفيديوهات تدمير الجيش لمدرسة الفرقان في المدينة، التي استخدمها سابقا كموقع عسكري.

وبالإضافة إلى عمليات الهدم، واصل الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على مدينة غزة، مستهدفا مئات الأهداف منذ منتصف أيلول/ سبتمبر. وفي صورة أقمار اصطناعية التقطتها في 18 أيلول/ سبتمبر، وهي أحدث صورة عالية الدقة متاحة من شركة “بلانيت لابس”، وهي شركة أقمار اصطناعية تجارية، أمكن رؤية عدد أقل من الخيام مقارنةً بالفترة التي سبقت إعلان إسرائيل عن بدء هجومها البري على مدينة غزة قبل يومين. ومع ذلك، كانت مئات الخيام مرئية، وكان العديد منها على بعد ميل تقريبًا من المركبات العسكرية الإسرائيلية.

قال مصطفى صيام (44 عاما) إنه فرّ مؤخرا من مخيم الشاطئ شمالي غزة يوم الأربعاء مع اقتراب القوات الإسرائيلية واستمرار دوي الانفجارات. سار جنوبا لساعات سيرا على الأقدام مع زوجته وأطفاله الثلاثة للوصول إلى وسط غزة. وكان منزل صيام لا يزال قائما قبل الهجوم الإسرائيلي الحالي. وقد لا يكون الأمر كذلك عند عودته. وقال: “يبدو أن الحرب ليس لها هدف أو معنى سوى تدمير أكبر قدر ممكن من أسس غزة”.

وأكد مسؤولون عسكريون إسرائيليون للصحافيين أنه لا توجد سياسة لتدمير الأحياء المدنية بالكامل. ويقولون إنهم يهاجمون مواقع تستخدمها حماس، ويفجرون أنفاقا تحت الأرض وأهدافا عسكرية أخرى. لكن القادة الإسرائيليين أشاروا إلى أن الأمر قد يتجاوز ذلك.

وهدد وزير الدفاع يسرائيل كاتس في آب/ أغسطس بأن مدينة غزة ستصبح “مثل رفح وبيت حانون”، وهما مدينتان دمرتا بالكامل تقريبا في الحرب، ما لم تلق حماس سلاحها وتطلق سراح الأسرى المتبقين. وفي مقابلة تلفزيونية، كرر إيلي كوهين، وهو وزير آخر في مجلس الوزراء الأمني​​، التهديد، قائلا لقناة 14 إن “مدينة غزة نفسها يجب أن تكون تماما مثل رفح، التي حولناها إلى مدينة من الأنقاض”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير