القاهرة- مصطفى عمارة – غزة -ا ف ب – الزمان
تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل بصورة غير مسبوقة مع استمرار الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة وتدفق آلاف الفلسطينيين إلى منطقة الحدود المصرية. وهو الأمر الذي يهدد بمحاولة الفلسطينيين الاضطرارية اقتحام الحدود المصرية الإسرائيلية في أي وقت هربًا من حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد سكان القطاع، وتحسبًا للاحتمالات كافة كشف مصدر أمني رفيع المستوى أن اجتماعات مكثفة جرت في الأيام الأخيرة حول إعداد المستشفيات والخيام وأماكن إيواء، كما نشرت مصر لأول مرة شبكة من الصواريخ الصينية المتطورة المضادة للطائرات فضلًا عن 42,000 جندي من القطاعات كافة لمواجهة أي احتمالات لاندلاع نزاع مسلح مع الجانب الإسرائيلي. واتهم اللواء سمير فرج الخبير العسكري في تصريحات للزمان باختلاق قصة انتهاك 100 مسيرة مصرية عادية من سيناء للحدود الإسرائيلية مؤكدًا أن إسرائيل تسعى لزيادة التوتر مع مصر لعدوان إسرائيلي واسع على مصر، فيما كشف المصدر الأمني أن هناك تنسيقًا مصريًا تركيًا على أعلى مستوى بدأ منذ فترة لمواجهة احتمالات اندلاع نزاع مسلح مع إسرائيل. فيما أكد انتهاء التدريب المشترك للقوات الخاصة المصرية التركية حتى أجرت مصر مناورات بحرية مشتركة مع الجانب التركي في شرق المتوسط، كما اتسع التعاون العسكري المشترك بين البلدين خاصة في مجال الطائرات المسيرة وامتد التعاون إلى المجال الاستخباراتي حيث زودت مصر تركيا بمعلومات عن اختراق استخباراتي إسرائيلي لمنظومة الأمن التركية تعمل لصالح إسرائيل. وعلى الرغم من تصاعد التوتر بين مصر وإسرائيل بما يهدد بمواجهة عسكرية بين البلدين، إلا أن مصدرًا بوزارة البترول رفض ذكر اسمه أكد في تصريحات خاصة للزمان أن مفاوضات تجري بين شركات إسرائيلية ومصرية لشراء مصر الغاز الإسرائيلي حيث أنشأت مصر خط أنابيب جديدًا لاستقبال الغاز المسال الإسرائيلي تنفيذًا للاتفاق الذي تم بين البلدين لشراء الغاز الإسرائيلي بتكلفة 35 مليار دولار، واعتبر عدد من الناشطين السياسيين والخبراء المصريين النظام المصري متواطئًا مع إسرائيل برغم شعاراته برفض التصدير إلا أنه يتعاون مع إسرائيل اقتصاديًا في عدد من المجالات، كما منع الأمن المصري نشطاء الأسطول المصري الذي يسعى لتنظيم قافلة إلى غزة لكسر الحصار المفروض على غزة من عقد مؤتمرهم في القاهرة.
من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنّه يستعد لضرب مدينة غزة «بقوة غير مسبوقة»، داعيا السكان إلى إخلاء المنطقة التي تعرّضت لقصف مكثّف منذ بدء هجومه البري فيها الثلاثاء.
وتعدّ مدينة غزة كبرى مدن القطاع وأكثرها اكتظاظا بالسكان لا سيما بعد أن تكدس فيها عدد كبير من النازحين بعد تدمير بلداتهم في الشمال. وكانت الأمم المتحدة قدّرت في آب/أغسطس عدد سكانها ومحيطها بأكثر من مليون نسمة.
والجمعة قال الجيش الإسرائيلي إن نحو 480 ألفا نزحوا منها خلال الأيام الأخيرة.
وقال المتحدث باللغة العربية باسم الجيش أفيخاي أدرعي في منشور على منصة إكس، إنّ الجيش «سيواصل العمل بقوة شديدة وغير مسبوقة ضد حماس وباقي المنظمات الارهابية»، مضيفا «من هذه اللحظة يتسنى الانتقال جنوبا عبر شارع الرشيد فقط حفاظا على سلامتكم».
وأنذر أولئك الذين بقوا في المدينة الواقعة في شمال قطاع غزة، بالانضمام «إلى مئات الآلاف من سكان المدينة الذين انتقلوا جنوبا إلى المنطقة الإنسانية».
وقالت أم محمد الحطاب لوكالة فرانس برس من مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، «ليس لدينا مكان نذهب إليه … ما زلنا أنا وأبنائي نعيش في خيام في غرب المدينة بعدما قصف الاحتلال منزلنا».
من جانبها، قالت ليلى عزام (34 عاما) التي تعيش مع أطفالها الثلاثة في تل الهوى جنوب مدينة غزة، «لست خائفة من الموت، أنا خائفة على أولادي».
وأضافت «ليس لدينا خيمة حتى، نريد أن نكون آمنين، نريد وقف الحرب».
وفي الأثناء، أفادت مستشفيات وطواقم الإسعاف والطوارئ بأنّ 22 فلسطينيا على الأقل قتلوا في الغارات والقصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع غزة منذ منتصف الليل.
وتحول القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة وصعوبة الوصول الى العديد من المناطق دون تمكّن فرانس برس من التحقّق بشكل مستقلّ من الأرقام والتفاصيل التي يعلنها الدفاع المدني أو الجيش الإسرائيلي.
وفي الأيام الأخيرة، بدأت إسرائيل تنفيذ عمليات قصف مكثّفة على مدينة غزة، ما أدى إلى نزوح مزيد من السكان باتجاه الغرب والجنوب.
والثلاثاء، أعلنت بدء الحملة البرية والجوية في غزة، في إطار هدفها المعلن للسيطرة الكاملة على المدينة التي تعتبرها آخر معاقل حركة حماس.
وأصبحت الطريق الساحلية على طول القطاع مكتظة بالنازحين نحو الجنوب، سيرا على الأقدام أو في سيارات أو على عربات تجرّها حمير، بحسب ما أفاد مراسلو فرانس برس.