الوثيقة | مشاهدة الموضوع - أمريكا تعجّل الانسحاب من العراق.. إسرائيل و"داعش" خلف الحدود توقعات بتصعيد هجمات المتطرفين
تغيير حجم الخط     

أمريكا تعجّل الانسحاب من العراق.. إسرائيل و"داعش" خلف الحدود توقعات بتصعيد هجمات المتطرفين

القسم الاخباري

مشاركة » الثلاثاء أغسطس 26, 2025 12:10 am

1.jpg
 
بغداد/ تميم الحسن

تضع الأنباء المتداولة عن "انسحاب أميركي سريع" من العراق، خلافاً للتوقيتات المقررة، البلاد أمام مواجهة محتملة مع نحو "40 ألف داعشي" واحتمال "ضربات إسرائيلية".
ونقلت مواقع محلية عن مصدر رفيع في الحكومة العراقية أنّ أمرَ الانسحابِ صدرَ عن السفارة الأميركية في بغداد، وبدأت عملية الإخلاء صباح أوّلَ من أمس (الأحد).
وأكد المصدر أنّ جزءًا من القوات الأميركية غادر بالفعل قاعدة عين الأسد ومجمع قاعدة النصر (VBC) داخل مطار بغداد صباح الأحد، مشيراً إلى أنّ القاعدتين ستخليان بالكامل خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأضاف أنّ نحو ألفَي جندي أميركي كانوا متمركزين في قاعدة عين الأسد، إلى جانب عدد آخر في قاعدة النصر، موضحاً أنّ جزءًا من هذه القوات نُقل إلى أربيل.
ورسمياً، كان من المقرر أن تنتهي مهمة التحالف الدولي في العراق بحلول نهاية 2025 وفق الاتفاق المبرم بين بغداد وواشنطن.
عودة الحرب
يرى دبلوماسي سابق أن التعجيل بالانسحاب الأميركي قد يكون مرتبطاً بعودة المواجهة بين إيران وإسرائيل.
ويقول غازي فيصل لـ(المدى): "إن هناك سلسلة متغيرات بالمنطقة تتزامن مع الحديث عن الانسحاب، بينها خطة محتملة لاقتحام إسرائيلي لغزة مطلع أيلول المقبل، واستهداف الحوثيين، واستئناف الحرب مع إيران".
وأوضحت الحكومة العراقية أن مغادرة قوات التحالف تأتي في إطار "نقل العلاقات الأمنية مع دول التحالف إلى علاقات دفاعية ثنائية طبيعية".
وفي أيلول 2024، كشف وزير الدفاع ثابت العباسي عن اتفاق ينص على إنهاء مهمة التحالف على مرحلتين: الأولى تبدأ في 2024 وتستمر حتى 2025، فيما تنتهي المرحلة الثانية في 2026.
ويتواجد حالياً نحو 2500 جندي أميركي في العراق ضمن مهمة تدريبية واستشارية، بعد أن خُفّض عددهم إثر دحر تنظيم "داعش" عام 2017.
خيالات "داعش"
بموازاة ذلك، يحذر النائب السابق مثال الآلوسي من احتمال تعرض العراق لضربات عسكرية أو هجمات متطرفة بعد مغادرة القوات الأميركية.
ويقول لـ(المدى): "لا إسرائيل ولا أية دولة بالمنطقة يمكن أن تتجرأ على قصف العراق بوجود الأميركيين، لكن عند غيابهم لن تكون هناك حماية في (فكتوريا) أو (عين الأسد). حينها ستتحمل الحكومة العراقية المسؤولية عن أي عدوان سواء كان إسرائيلياً أو تركياً أو حتى من داعش".
وكشفت الخارجية العراقية أكثر من مرة أن تدخل واشنطن حال دون "ضربات إسرائيلية" للعراق، فيما أظهرت حرب الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل ضعفاً كبيراً في مجال الدفاع الجوي العراقي. أما بشأن الحديث عن حماية الحدود من "داعش" بعد الانسحاب، فيرى الآلوسي أنها "معلومات غير دقيقة"، مؤكداً: "لولا الولايات المتحدة والتحالف الدولي لوصل داعش إلى بغداد".
ويضيف أن القوى السياسية في العراق قد لا تدرك حجم التحديات، محذراً من أن داعشَ قد يشنّ هجمات منسقة، مستفيداً من غياب الردع الأميركي، فيما سيكون الإطار التنسيقي مسؤولاً إذا حدث انهيار أمني.
وفي المقابل، تؤكد القيادة العسكرية العراقية أن "داعش" لا يشكّل خطراً جدياً، وأن الجيش على أهبة الاستعداد. بينما عبّرت السفارة الأميركية في بغداد عن "قلق عميق" من توسع تنظيمي "داعش" و"القاعدة" في المنطقة.
وفي حزيران الماضي، نفذت القوات الأميركية انسحابات "مفاجئة" من سوريا قرب الحدود مع العراق، ما أثار مخاوف من عودة نشاط "داعش".
وقال مسؤولون عراقيون إن بقاء القوات الأميركية على الحدود السورية لمحاربة التنظيم "أمر ضروري".
ويُقدَّر وجودُ نحو ستين ألفًا من عوائل "داعش" في مخيمات سورية حدودية، نصفُهم دون سن العشرين، ومتشبعون بالأفكار المتطرفة، إلى جانب عشرة آلاف قيادي معتقلٍ هناك، بحسب جبار ياور، الأمين العام السابق لوزارة البيشمركة في تصريحات لـ(المدى).
مراكز سيطرة الفصائل
تزامنت هذه التطورات مع تحذيرات أميركية من تمرير "قانون الحشد"، بالتوازي مع مشروع غربي يهدف إلى "تفكيك المقاتلين" وتحويلهم إلى مجاميع صغيرة داخل الجيش العراقي، وهو ما ترفضه الفصائل المسلحة وتتوعد بالرد عليه.
ويعتقد غازي فيصل، وهو يرأس أيضاً المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية، أن انسحاب الأميركيين قد يفتح الطريق أمام "موجة قصف إسرائيلي" تستهدف قواعد ومصانع صواريخ وطائرات مسيّرة للفصائل المتحالفة مع إيران، مشيراً إلى أن بعض هذه المواقع تضم قيادات من الحرس الثوري ومقاتلين حوثيين.
وترفض الفصائل المعروفة، مثل "كتائب حزب الله" و"النجباء" و"كتائب سيد الشهداء"، تسليم سلاحها، مؤكدة أن "سلاح المقاومة سيبقى حتى بعد انسحاب الأميركيين" بسبب ما تصفه بـ"مخططات استهداف العراق".
قبل وقوع الكارثة
ويعود الآلوسي ليؤكد أن بغداد "فشلت في كسب ثقة واشنطن"، وأن الانسحاب الأميركي رسالة إلى بغداد وطهران معاً بأن "العراق لم يعد مساحة للشراكة الأميركية–الإيرانية".
ويضيف: "واشنطن لم تعد تراهن على الفصائل في مواجهة المتطرفين مثل القاعدة وداعش، خصوصاً بعد تفاهماتها الأخيرة مع النظام السوري الجديد".
ويرى أن على بغداد إرسال وفد كبير إلى اجتماعات الأمم المتحدة المقبلة في نيويورك، "ليكون العراق حاضراً حين يلتقي أحمد الشرع، الرئيس الانتقالي في سوريا، مع الجانب الإسرائيلي هناك، لتجنب سيناريوهات خطيرة".
العناوين الاكثر قراءة

 

العودة إلى الاخبار