الوثيقة | مشاهدة الموضوع - السويداء السورية: قتلى في اشتباكات بين دروز وبدو… وعمليات خطف
تغيير حجم الخط     

السويداء السورية: قتلى في اشتباكات بين دروز وبدو… وعمليات خطف

القسم الاخباري

مشاركة » الاثنين يوليو 14, 2025 2:42 am

4.jpg
 
دمشق ـ «القدس العربي»: سقط قتلى وجرحى، أمس الأحد، في اشتباكات بين مقاتلين دروز وآخرين من العشائر البدوية، فضلا عن عمليات سلب وخطف، في محافظة السويداء، جنوب سوريا.
وأحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» «مقتل ثمانية، ستة منهم من الفصائل الدرزية واثنان من البدو».
ونقلت منصة «السويداء 24 « عن مصادر طبية أن «سبعة أشخاص قتلوا بينهم طفل، وأصيب نحو 32 بجراح نتيجة اشتباكات وقصف متبادل» في حي المقوس في شرق المدينة، في أول اشتباكات تشهدها المنطقة منذ قرابة الشهرين.
وأوضحت أن الاشتباكات أدت إلى قطع طريق دمشق السويداء الدولي.
ووقعت الاشتباكات عقب تعرض تاجر خضار من أبناء السويداء لاعتداء مسلح وسلب شاحنته على طريق دمشق ـ السويداء، خلال عودته إلى المحافظة، وذلك من قبل مجموعات عشائرية مسلحة، ما أدى إلى سلسلة من ردود الفعل عنيفة داخل المدينة، شملت عمليات خطف متبادلة واحتجاز سيارات، قبل أن تتطور الأوضاع لاشتباكات مسلحة وقصف متبادل، واستخدام السلاح المتوسط والثقيل.

استنفار أمني

مدير القوى التنفيذية في جنوب سوريا، بلال أبو نبوت، كشف في تصريح خاص لـ«القدس العربي» عن استنفار قوات الأمن التابعة له، وتوجيهها نحو الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والسويداء، بهدف فض الاشتباك والسيطرة على حالة التوتر التي اندلعت مؤخرا بين عشائر البدو والدروز في المنطقة.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار المساعي لاحتواء التصعيد ومنع تفاقم الأوضاع الأمنية، وسط مخاوف من اتساع رقعة التوتر في الجنوب السوري.
فيما قال محافظ السويداء مصطفى البكور، في بيان رسمي مساء الأحد، إن محافظة السويداء نشهد «أحداثا مؤسفة، بدءاً من اعتداء طريق دمشق ـ السويداء وما تبعه من أعمال خطف واشتباكات مسلحة، وسلب سيارات عدد من المارة بغير حق».
ودعا «الجميع إلى ضبط النفس والاستجابة للنداءات الوطنية الداعية للإصلاح» مؤكدا «على ضرورة الاستجابة لتحكيم العقل والحوار، لعبور هذه المحنة، والتمهيد لحياة أفضل لكل السوريين».
ووفق العميد نزار الحريري، فإن التطورات المتسارعة التي شهدتها السويداء، ناجمة عن «حادثة سلب وقعت مؤخراً على طريق دمشق – السويداء طالت أحد المواطنين العاملين في القطاع التجاري وما أعقبها من ردود أفعال متوترة تمثلت بوقوع عمليات خطف متبادلة».
وأوضح في تصريحات رسمية، أن الوضع في محيط حي المقوس شرقي السويداء قيد المتابعة عقب حادثة السلب التي طالت أحد المواطنين على طريق دمشق – السويداء، مشيراً إلى جهود حثيثة تُبذل بالتنسيق مع الفعاليات المحلية لاحتواء التوتر وتعزيز السلم الأهلي عبر الحوار.
كما تحدث عن «دعوات رسمية وشعبية لتغليب صوت العقل والالتزام بالقانون حفاظاً على أمن المحافظة واستقرارها».

بعد الاعتداء على تاجر على طريق دمشق… ودعوات للتهدئة

في موازاة ذلك، صدر بيان نُسب لأهالي حي المقوس، دعا للتهدئة وحقن الدماء في محافظة السويداء.
ودعا البيان إلى «وقف فوري لإطلاق النار والاشتباكات في حي المقوس ومحيطه، والإفراج عن جميع المخطوفين من الطرفين، وفتح باب الحوار والتواصل بين جميع المكونات برعاية عقلاء ووجهاء المحافظة، وتغليب المصلحة العامة والمحافظة على السلم الأهلي فوق أي اعتبارات فئوية أو شخصية».

اعتداء وسرقة

وحول تفاصيل الأحداث وأسبابها، قال المتحدث باسم شبكة أخبار «السويداء 24» ريان معروف لـ «القدس العربي» إن محافظة السويداء شهدت ليلة أمس «تعرّض تاجر الخضار فضل الله دوارة، لاعتداء مسلح أثناء عودته ليلا من دمشق، وذلك بين منطقة خربة الشياب والفيلق الأول في ريف دمشق».
وذكر دوارة في شهادته، وفق مصادر مقربة منه، أن مجموعة مسلحين، تحدثوا بلهجة سكان المنطقة، أقدموا على إغلاق طريق دمشق السويداء بالحجارة لإجباره على التوقف، قبل أن يُنزلوه بالقوة من مركبته ويقوموا بالاعتداء عليه جسدياً، ثم سرقة شاحنته التي كانت محمّلة بنحو خمسة أطنان من الخضار، بالإضافة إلى مبلغ مالي يُقدّر بـ7 ملايين ليرة سورية وهاتفه المحمول.
وأشار المصدر إلى أن المعتدين اقتادوا دوارة إلى منطقة وعرة تبعد قرابة خمسة كيلومترات عن الطريق الرئيسي، حيث تعرّض خلال ساعات الاحتجاز لتعذيب جسدي وشتائم، بالإضافة إلى تهديدات مباشرة بالقتل.
وقال إن أحد أفراد المجموعة وضع السلاح على رأسه موجهاً تهديدات، قبل أن يُطلق سراحه فجراً وهو معصوب العينين. وتمكّن لاحقاً من الوصول إلى الطريق الرئيسي، حيث عثر عليه أحد المارة وقام بنقله إلى المستشفى.

الطريق تحت التهديد

وحسب معروف، فإن الحادثة خلّفت حالة من التوتر وأثارت ردود فعل عشوائية من عمليات اختطاف مواطنين واحتجاز سيارات.
ولفت إلى أن مجموعات مقربة من سائق السيارة نصبت نقاط تفتيش مؤقتة في محافظة السويداء، واحتجزت ثمانية مواطنين بشكل عشوائي مع سياراتهم، مطالبة باستعادة السيارة التي سُلبت على طريق دمشق السويداء مقابل إطلاق سراحهم.
وأوضح المتحدث أن المختطفين الثمانية ينحدرون من الحسكة ومن السويداء، وسط مساع حثيثة من المجتمع الأهلي لإطلاق سراحهم، كونهم لا صلة لهم بحادثة سلب السيارة بين دمشق والسويداء.
وأشار المصدر إلى وجود اتصالات بين وجهاء ومشايخ الطائفة الدرزية من جهة، ووجهاء عشائر البدو من جهة أخرى، لوضع حد للاشتباكات، وسط مساعٍ لإطلاق سراح المخطوفين من جميع الأطراف خلال الساعات القادمة.
وأشار إلى تكرر الحوادث من عمليات الخطف والسلب على الطرق الحيوية في جنوب سوريا، وهو «ما يؤجج التوترات الأمنية والاجتماعية، ويتطلب بالضرورة حماية هذه الطرق، ووضع حد لردود الفعل العشوائية التي تستهدف المدنيين أيضا».
وتابع: تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من الاعتداءات التي تتكرر على طريق دمشق ـ السويداء، والتي تستهدف مدنيين دون وجود أي إجراءات أمنية رادعة.
كما تثير هذه الحوادث موجة قلق واسعة في أوساط السكان، حيث دعا العديد من الأهالي إلى تجنّب السفر ليلاً عبر الطريق المذكور إلى حين اتخاذ تدابير حقيقية لحمايته، مؤكدا أن هذه «الحوادث المتكررة تهدد السلم الأهلي على طريق دمشق السويداء، رغم وجود عدة نقاط تفتيش للأمن الداخلي».

رسالة مشروطة

وتداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مرئية تظهر بعض المختطفين من الجانبين. حيث ظهر المحتجزون في بيوت شعبية، مؤكدين أنهم «ضيوف» في رسالة تهدئة مشروطة، تشير إلى أن اختطافهم يهدف إلى الضغط على المعتدين وإعادة الشاحنة المحملة بأطنان من الخضار، بالإضافة إلى مبلغ مالي يُقدّر بـ7 ملايين ليرة سورية.
وكانت قد شهدت محافظة السويداء نهاية إبريل/ نيسان الماضي، اتفاقا بين الحكومة السورية ومشايخ السويداء يقضي بتفعيل الشرطة داخل محافظة السويداء، على أن تتولى الحكومة السورية مسؤولية حماية طريق دمشق السويداء، الذي يعدّ شرياناً حيوياً لمئات آلاف السكان داخل المحافظة.
لكن استمرار الاعتداءات على هذا الطريق وعدم تأمينه أمام حركة المدنيين، أدى لتفاقم التوترات المجتمعية داخل محافظة السويداء، الأمر الذي يتطلب جهوداً حثيثة لنزع فتيل الأزمة ووقف التوترات والاشتباكات، وتأمين طريق دمشق السويداء بشكل كامل أمام حركة المدنيين.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار

cron