الوثيقة | مشاهدة الموضوع - لماذا فشلت جميع محاولات “الموساد” في الوصول الى السيد نصر الله الذي يحتل رأس قائمة اغتيالاتها؟ وكيف تحمل عملية اغتيال البروفيسور فخري زادة بصمات فرقته الخاصة المكلفة بالتنفيذ؟ وما صحة التوقعات التي تقسم الرد الانتقامي الإيراني على مراحل؟
تغيير حجم الخط     

لماذا فشلت جميع محاولات “الموساد” في الوصول الى السيد نصر الله الذي يحتل رأس قائمة اغتيالاتها؟ وكيف تحمل عملية اغتيال البروفيسور فخري زادة بصمات فرقته الخاصة المكلفة بالتنفيذ؟ وما صحة التوقعات التي تقسم الرد الانتقامي الإيراني على مراحل؟

مشاركة » الأحد نوفمبر 29, 2020 6:25 pm

15.jpg
 
بعد اغتيال عالم الذرة الإيراني الأبرز محسن فخري زادة يوم الجمعة الماضي قرب العاصمة طهران، امتلأت الصحف الإسرائيلية، والأوروبية، بتقارير تستمد معلوماتها من تسريبات استخبارية تؤكد ان هناك قائمة اغتيالات لدى وحدة “كيدون” التابعة لجهاز “الموساد” الإسرائيلي تضم على رأسها السيد حسن نصر الله، وامناء فصائل فلسطينية وعراقية ويمنية، وقادة في الحرس الثوري، وعلماء في البرنامج النووي الإيراني، ويجري حاليا تفعيل عمليات الاغتيال هذه بضغوط من الرئيس دونالد ترامب وحكومته لخلط الأوراق، ونشر حالة من الفوضى في منطقة الشرق الأوسط لتصعيب مهمة الرئيس الجديد المنتخب جو بادين.
صحيفة “الصنداي تايمز” البريطانية واسعة الانتشار اكدت ان تفاصيل عملية الاغتيال التي استهدفت البروفيسور فخري زادة، واستخدام الخلية المنفذة دراجات نارية، تحمل بصمات هذه الوحدة الإسرائيلية التي أسستها غولدا مائير لملاحقة وقتل منفذي الهجوم على مقر الرياضيين الإسرائيليين في دورة ميونخ الرياضية عام 1972، فمعظم عمليات الاغتيال التي نفذها جهاز “الموساد” الإسرائيلي سواء ضد خمسة من علماء الذرة الإيرانيين، او القادة الفلسطينيين وابرزهم الشهيد فتحي الشقاقي، زعيم ومؤسس حركة الجهاد الإسلامي، الذي اغتيل في مالطا عام 1992، جرى تنفيذها بالطريقة نفسها، الامر الذي دفع السيد علي خامنئي المرشد الأعلى الى توجيه الاتهام بشكل فوري الى “إسرائيل” والتوعد بالانتقام.
“الموساد” الإسرائيلي وبالتعاون مع عملاء محليين في لبنان لم يتوقف مطلقا عن محاولاته للوصول الى السيد نصر الله، ولكن جميع محاولاته هذه فشلت بسبب الحس الأمني اليقظ للدائرة المكلفة بحمايته، ولا نستغرب ان الطائرتين المسيرتين اللتين جرى اسقاطهما، والاستيلاء عليهما وجميع أجهزة التجسس فيهما، الدقيقة، والمتطور، كانت في مهمة إرهابية لاغتياله، وجرى رصدها مسبقا واحباطها بالتالي.
ولان هذا الملف على درجة عالية من السرية والحساسية، من الصعب التكهن بالهدف المقبل لأعمال الاغتيال هذه التي يمكن ان يتم تنفيذها في الاسابيع القليلة المتبقية قبل انتهاء إقامة ترامب في البيت الأبيض، لكننا لا نستبعد اعمال انتقامية أولية وسريعة تستهدف أهدافا في دولة الاحتلال الإسرائيلي، وربما سفاراتها في الخارج تسبق الانتقام الأكبر، على غرار ما حدث بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني ورفيقه ابو مهدي المهندس، حيث جرى قصف قاعدة عين العرب، وقاعدة أمريكية أخرى في كركوك، واطلاق زخات من الصواريخ على السفارة الامريكية في بغداد، الامر الذي دفع الإدارة الامريكية الى اتخاذ قرارا بتخفيض قواعدها الى ثلاث فقط من مجموع 13، وسحب معظم قواتها من العراق ايثارا للسلامة.
القيادة الإيرانية لن تسقط في المصيدة الامريكية الإسرائيلية، وتقدم على عملية اغتيال انتقامية سريعة لسببين: الاول ان هذه العمليات تحتاج الى وقت واعداد جيدين لضمان النجاح، والثاني، ان القيادة مستعدة للتأجيل، وكظم الغيظ اذا كان الثمن المقابل كبيرا جدا، وخاصة من إدارة بايدن القادمة، مثل تعهد برفع العقوبات والعودة الى الاتفاق النووي، خاصة ان اتصالات سرية جرت وتجري بين الجانبين في هذا الصدد.
ما نطرحه آنفا يأتي في اطار التحليل، وما يمكن ان يترتب عليه من قراءات وتوقعات، لكن الامر المؤكد ان الأسابيع القليلة القادمة ستكون حافلة بالمفاجآت بسبب خطورتها، والانتقام الكبير حتمي وقادم، وتظل هناك استثناءات لكل قاعدة.. والله اعلم.
“راي اليوم”
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى اراء

cron