الوثيقة | مشاهدة الموضوع - زيارة “نتانياهو” للسعودية قبيل مغادرة “ترامب” للبيت الأبيض .. هل تنذر بحرب إقليمية ؟ نشوى الحفني
تغيير حجم الخط     

زيارة “نتانياهو” للسعودية قبيل مغادرة “ترامب” للبيت الأبيض .. هل تنذر بحرب إقليمية ؟ نشوى الحفني

مشاركة » الأربعاء نوفمبر 25, 2020 6:11 pm

7.jpg
 
بين التكتم والنفي، انتشر نبأ حدوث “اجتماع سرّي” بين ولي عهد السعودية، الأمير “محمد بن سلمان”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، ووزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، وهو ما نفته السعودية على لسان وزير خارجيتها، مؤكدةً أن الاجتماع ضم مسؤولين أميركيين وسعوديين وفقط.

ورفض “نتانياهو” تأكيد أو نفي زيارته للمملكة، قائلاً: “لسنوات طويلة لم أتطرق أبدًا إلى هذه الأمور، ولا أنوي البدء في ذلك الآن”.

وتوالت التقارير، خاصة الإسرائيلية، التي تؤكد مقابلة “نتانياهو” بـ”ابن سلمان”، كما توالت التعليقات على تلك الزيارة وما تلاها من تبعات، حيث كشفت قناة عبرية النقاب عن وجود خلاف عميق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، ورئيس الحكومة البديل ووزير الدفاع، “بيني غانتس”.

خلافات بين “نتانياهو” و”غانتس”..

وأفادت القناة العبرية الـ (12)، مساء أمس الثلاثاء، أن أحد الأسباب الرئيسة لوجود خلافات عميقة بين “نتانياهو” ووزير دفاعه، “بيني غانتس”، هو تسريب خبر “مزعوم” بزيارة “نتانياهو” إلى السعودية، ولقاء ولي العهد، الأمير “محمد بن سلمان”.

وذكرت القناة أن هناك مشادة حامية بين “نتانياهو” و”غانتس” على خلفية قضايا وملفات أخرى مهمة، من بينها معالجة جائحة (كورونا)، وأنه من الممكن أن يحل الكنيست الإسرائيلي الشهر المقبل، خاصة وأن “نتانياهو” قد اتهم “غانتس” باستخدام الجيش الإسرائيلي لأغراض سياسية، فضلاً عن تشكيله لجنة تحقيق خاصة في قضية “الغواصات” الألمانية، المتهم فيها “نتانياهو” نفسها.

قد تقود لحرب إقليمية..

فيما قالت النائبة في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، “عايدة توما سليمان”، إن “زيارة” رئيس الوزراء، “بنيامين نتانياهو”، للسعودية يمكن أن تقود إلى حرب إقليمية، وفق إعلام عبري.

نقلت قناة (كان) الرسمية، عن “سليمان”؛ قولها: “كل من يهتم بالأوضاع في المنطقة عليه ألا يتحمس لهذه الزيارة”.

ومضت موضحة: “يحاول نتانياهو والإدارة الأميركية، المنتهية ولايتها، فرض حقائق على الأرض، لا يدور الحديث فقط عن التطبيع، بل يمكن أن يكون هناك هدف عسكري للزيارة قد يقود لحرب إقليمية”.

و”سليمان” نائبة في “الكنيست” عن القائمة المشتركة، التي هي تحالف يضم 4 أحزاب عربية في البرلمان الإسرائيلي.

ولم تضف النائبة الإسرائيلية مزيدًا من التفاصيل، لكن تزايدت التحذيرات مؤخرًا من إمكانية إقدام الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، على توجيه ضربة عسكرية إلى “إيران” قبل إنتهاء ولايته.

وقبل أيام؛ تحدثت تقارير إعلامية أميركية عن أن الرئيس “ترامب”، الذي تنتهي ولايته، في كانون ثان/يناير عام 2021، قد استطلع آراء عدد من مستشاريه وكبار المسؤولين بشأن إمكانية “التحرك” في غضون أسابيع ضد موقع نووي إيراني.

وتتخوف “إسرائيل”، وكذلك دول خليجية؛ من تخفيف الرئيس الأميركي المنتخب، “جو بايدن”، قبضته على “إيران”، والعودة إلى “الاتفاق النووي”، الذي وقعه الرئيس الأسبق، “باراك أوباما”، مع طهران عام 2015 وانسحب منه “ترامب” عام 2018.

للحصول على حماية إسرائيلية مدى الحياة..

وتحت عنوان: “التكتم على التطبيع السعودي ـ الإسرائيلي: أخوفٌ ذاك أم حذر ؟”، تقول صحيفة (القدس العربي) اللندنية في افتتاحيتها: “مؤكد أن الخجل ليس دافع الطرف الأميركي من وراء التكتم على لقاء نيوم … والخجل ليس كذلك دافع الطرف الإسرائيلي … ومن غير المحتمل أن يكون بن سلمان خجلاً من خطوة سبق لأجهزته أن انخرطت فيها على مستويات مختلفة”.

وتتساءل الصحيفة: “أهو إذًا خوفٌ من تداعيات الخطوة في الشارع الشعبي السعودي، الذي قد لا يتقبل بسهولة السماح لمجرم حرب استيطاني عنصري مثل نتانياهو … بتدنيس مهد الإسلام أيضًا بعد العبث بمقدسات المسلمين في القدس الشريف المحتل ؟”.

وتضيف (القدس العربي): “أم هو الحذر من ردود الأفعال داخل بيت آل سعود ذاته، بعد المجتمع السعودي إجمالاً … أم هو مزيج من الخوف والحذر إزاء تنازل غير مسبوق وبالغ الخطورة، يبدو مجانيًا تمامًا ولا مقابل له البتة ؟”.

وفي الصحيفة ذاتها؛ يقول “محمد عايش”: “أنظمة الخليج تريد أن تحصل على الحماية الإسرائيلية على المدى الطويل في مواجهة المخاطر التي تهددها، وفي مقدمتها الخشية من إيران، أو من ثورات شعبية على غرار الربيع العربي، وهذه الحماية هي التي تحدّث عنها ترامب سابقًا بشكل علني؛ وقال إن الولايات المتحدة لن تواصل تقديمها بالمجان لهذه الدول الخليجية”.

ويضيف “عايش”: “ومنذ ذلك الحين بدأت دول الخليج تدفع ثمن هذه الحماية، والتطبيع مع الاحتلال ليس سوى جزء من الفاتورة”.

ويتابع الكاتب قائلاً: “موجة التطبيع الخليجي الجديدة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي سوف تحقق مكاسب واسعة النطاق للاحتلال؛ وستعني بالضرورة إضعاف الفلسطينيين وموقفهم، وتهديد القدس والمسجد الأقصى”.

ويرى “عايش” أن: “المكسب الوحيد الذي سيحصل عليه المطبعون هو بقاؤهم متمترسين على كراسي الحكم بحماية الإسرائيليين والأميركيين.. ليس أكثر”.

الخاسر الأكبر..

ويقول “عبدالباري عطوان”، في صحيفة (رأي اليوم) اللندنية، إن: “المملكة العربيّة السعوديّة ستكون الخاسر الأكبر لخطوات التّطبيع هذه مع إسرائيل؛ لأنّها ستفقد هيبتها وزعامتها للعالم الإسلامي، أو ما تبقّى منها”.

ويضيف “عطوان”: “والخطوة الأولى في هذا الصّدد؛ حصر هذه الزّعامة في العالم السُنّي فقط، ووقوفها في خندق العدوّ الإسرائيلي في مُواجهته للشقيق الشّيعي المسلم، الذي تتم عمليّة مدروسة لشيطنته، مُقابل تبييض صفحة مَن يحتل المسجد الأقصى، ويقوّض أساساته تمهيدًا لهدمه وإقامة هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه”.

تدشين لتاريخ جديد..

وفي صحيفة (الأخبار) اللبنانية، تحت عنوان: “نتانياهو في جزيرة العرب”، يقول “فؤاد إبراهيم”؛ إن: “خطورة زيارة نتانياهو ليست في الأجندة المباشرة المعلَن عنها، لأن في ذلك تبسيطًا للمستور من أصل العلاقة، بل وأصل الشراكة الاستراتيجية التي سوف تفرض نفسها في العلاقات البينية العربية والإقليمية والدولية”.

مضيفًا أن: “زيارة نتانياهو لجزيرة العرب هي تدشين لتاريخ جديد، يضع شعب الجزيرة العربية أمام خيارين: إمّا القبول بأن يكتب نتانياهو وابن سلمان هذا التاريخ بحبر الخيانة، أو أن يكتبه الشعب بدم التحرير من عار يرتكبه آل سعود بحق شعب يأبى إلا أن يكون مع فلسطين بلا شروط”.

فشل رهان خاضه الثلاثي..

وفي تعليق على الزيارة، يقول “ناصر قنديل”، في صحيفة (البناء) اللبنانية إن: “الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ونتانياهو، وابن سلمان؛ يشكلون ثلاثيًا تجمعه المصيبة، والتحديات، والمصير، في ضوء ما نجم عن الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث سيخسر ابن سلمان ونتانياهو بمثل ما سيخسر ترامب وفريقه، عند التسليم بفوز، جو بايدن، بالرئاسة وتقدّمه نحو البيت الأبيض”.

موضحًا “قنديل” أنه: “ليس لأن بايدن يمثل مشروعًا مختلفًا عن ترامب في منطلقات العداء لإيران وقوى المقاومة وروسيا والصين، ولا لأنه يحمل تأييدًا أقل لكيان الاحتلال وأنظمة الخليج، بل لأن بايدن يمثل القناعة الأميركية بفشل الرهان الذي خاضه الثلاثي، ترامب، ونتانياهو، وابن سلمان، بإسقاط التفاهم النووي مع إيران”.

ويقول “يوسف رزقة”، في موقع (فلسطين أونلاين): “إن وقوع اللقاء محتمل عقلًا دون فلسفة، كما دلت البعرة على البعير، والأثر على المسير، وإنّ صمت الأطراف رسميًّا عن تأكيد ما قالته الصحف أو نفيه، لا يغير من واقع أمر محتمل، دخانه كان قبل اليوم المحدد للزيارة، وأثره كان واضحًا في أبوظبي، والمنامة، والخرطوم، وفي الجامعة العربية أيضًا”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات