الوثيقة | مشاهدة الموضوع - وسائل اعلام إيرانية تتحدث عن قواعد عسكرية إسرائيلية في الخليج.. وبومبيو يؤكد بناء تحالف استراتيجي إسرائيلي خليجي ضد ايران “يبشر” بتغير متسارع في المنطقة.. ما هي السيناريوهات المتوقعة في المستقبل المنظور؟ وما دقة التقارير التي تتحدث عن “حلف إيراني تركي” لل
تغيير حجم الخط     

وسائل اعلام إيرانية تتحدث عن قواعد عسكرية إسرائيلية في الخليج.. وبومبيو يؤكد بناء تحالف استراتيجي إسرائيلي خليجي ضد ايران “يبشر” بتغير متسارع في المنطقة.. ما هي السيناريوهات المتوقعة في المستقبل المنظور؟ وما دقة التقارير التي تتحدث عن “حلف إيراني تركي” لل

مشاركة » الجمعة سبتمبر 04, 2020 5:21 pm

عبد الباري عطوان
جاء اعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الجمعة بأن المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب يتجاوز حاليا عشر مرات الحد المنصوص عليه في اتفاق عام 2015 مع الدول الست الكبرى الذي انسحبت منه إدارة الرئيس دونالد ترامب استجابة لضغوط إسرائيلية، جاء هذا الإعلان ليخدم الاستراتيجية الامريكية التي تقوم على أساس تأسيس تحالف إسرائيلي خليجي إقليمي عسكري وامني ضد يران.
الحد المسموح به للتخزين وفق الاتفاق المذكور هو 300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة لا تزيد عن 3.67 بالمئة، ولكن تقرير الوكالة يقول ان المخزون الإيراني يصل الى 2105 كيلوغرام بنسبة تخصيب تصل الى 4.5 بالمئة، وهذا تجاوز كبير لبنود الاتفاق، ولكنه يظل اقل بكثير من نسبة التخصيب قبل الاتفاق، التي وصلت الى 20 بالمئة مع الاخذ بعين الاعتبار ان هذه النسبة يجب ان ترتفع الى 90 بالمئة لانتاج قنابل نووية.
بومبيو وزير الخارجية الأمريكي يتباهى بإتفاق السلام الاماراتي الإسرائيلي الأخير، ويقول ان المنطقة تتغير بسرعة، وانه ناقش في كل محطة توقف فيها اثناء جولته التي شملت عواصم خليجية الى جانب السودان كيفية الاتحاد لمواجهة التهديدات الإيرانية للمنطقة.
***
التغيير المتسارع الذي يجتاح المنطقة حسب تعبيره (بومبيو)، هو التطبيع العربي الإسرائيلي، وتكوّن محور سني بزعامة تل ابيب لمواجهة ايران، وعبر عن ذلك بكل وضوح عندما قال امس في ندوة صحافية اثناء جولته في وسط أوروبا “حل القضية الفلسطينية قبل إقامة العلاقات مع إسرائيل لن يجلب أي خير”، والسؤال الذي يمكن طرحه ردا على هذا الكلام هو عما اذا كان “الخير” سيأتي بعد تخلي حكومات عربية عن القضية الفلسطينية، والانخراط في تطبيع مجاني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي؟
إدارة الرئيس ترامب في عجله من امرها وتريد الوصول الى اتفاق مع ايران قبل الانتخابات الامريكية، ووفق شروطها، ولكن السلطات الإيرانية واعية لهذا التوجه، وتراهن على عنصر الوقت ريثما تتضح نتائج هذه الانتخابات وهذا ما يفسر رفضها وساطة روسية لاجراء مباحثات أمريكية إيرانية حول الخلافات بين البلدين.
الحكومة الإيرانية ما زالت تتمسك بشروطها وابرزها عدم الانخراط في أي مفاوضات الا بعد عودة نظيرتها الامريكية الى الاتفاق النووي، ولهذا ترفض أي مفاوضات تجري خارج اطاره حتى لو كان الوسيط هو الحليف الروسي.
اتفاقات السلام بين إسرائيل ودول خليجية التي دشنها الاتفاق الاماراتي، تريد تحميل حكومات الخليج مسؤولية مواجهة ايران، وتحويل أراضيها الى قواعد انطلاق لاي هجوم لتدمير بناها التحتية ومفاعلاتها النووية، وموانئها وآبارها النفطية والغازية.
دولة الاحتلال الإسرائيلي، ستصبح بمقتضى هذه الاتفاقات الحالية والقادمة، جارا لإيران واليمن والعراق، وعلى بعد عشرات الكيلومترات من الساحل الإيراني، وفتح الأجواء لن يكون مقتصرا على الطائرات المدنية وانما العسكرية أيضا اذا احتاج الامر.
من غير المستبعد ان يكون الرد الإيراني على هذا المخطط انشاء محور إيراني تركي مضاد قد يضم العراق وسورية لاحقا، وتحدثت عن هذا الاحتمال صراحة العديد من وسائل الاعلام الايرانية في الأيام القليلة الماضية، خاصة ان تركيا تملك قاعدة عسكرية في دولة قطر المحاذية لكل من الامارات والسعودية والبحرين.
العقوبات الامريكية على ايران حققت نجاحات محدودة، وفشلت حتى الآن في تفجير حراك شعبي لإسقاط النظام في طهران، الامر الذي اربك معظم حسابات إدارة الرئيس ترامب، وجعلها تكثف ضغوطها على دول خليجية من اجل التسريع بالتطبيع وفتح أراضيها امام القواعد العسكرية والأمنية الإسرائيلية استعدادا للجوء الى الخيار العسكري اذا بات ضروريا.
***
وجود دولة الاحتلال الإسرائيلي في قواعد على الساحل الغربي من الخليج قد يكون ورقة في صالح ايران، لان هذا الوجود سيكون في مرمى صواريخها وزوارقها الحربية، وربما فرق الكوماندوز والضفادع البشرية الإيرانية الانتحارية أيضا.
إقامة قواعد إسرائيلية في الامارات او البحرين وربما السعودية لاحقا سيختصر على الصواريخ والطائرات المسيرّة الإيرانية آلاف الكيلومترات، بحيث لا تحتاج الى الاعتماد كليا على قواعد في سورية ولبنان.
ايران هددت اكثر من مرة باستهداف القواعد الامريكية العسكرية في دول خليجية اذا تعرضت لاي عدوان امريكي، وهذا التهديد سينطبق حتما على القواعد والمراكز الإسرائيلية في حال تأسيسها، فاذا اندلعت شرارة الحرب، فان كل الأهداف تصبح مشروعة.. وكل الاذرع العسكرية الحليفة لإيران لن تقف مكتوفة الايدي، ونحن نتحدث هنا عن “حزب الله” و”الحشد الشعبي” العراقي، وحركة “انصار الله الحوثية.. والله اعلم.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات