الوثيقة | مشاهدة الموضوع - الصراخ على قدّ الوجع: إسرائيل “تنعي” حزب الله ونصر الله سياسيًا وعسكريًا وتؤكِّد أنّ الـ”حزب الشيعيّ” في حالةٍ من الهستيريا بسبب المُظاهرات المُحّقة والتي ستفشل في نهاية المطاف: زهير اندوراس
تغيير حجم الخط     

الصراخ على قدّ الوجع: إسرائيل “تنعي” حزب الله ونصر الله سياسيًا وعسكريًا وتؤكِّد أنّ الـ”حزب الشيعيّ” في حالةٍ من الهستيريا بسبب المُظاهرات المُحّقة والتي ستفشل في نهاية المطاف: زهير اندوراس

مشاركة » الأحد أغسطس 09, 2020 12:28 pm

في إطار الحرب النفسيّة الشرسة والقذرة التي تُشنّها إسرائيل على محور المقاومة والممانعة، استثمر الإعلام العبريّ اليوم الأحد، وبشكلٍ فظٍ، صلفٍ ووقحٍ، المظاهرات التي جرت بالأمس في العاصمة اللبنانيّة، بيروت، لتصفية الحسابات مع العدوّ الذي يؤرقها، حزب الله وأمينه العّام، السيّد حسن نصر الله، ولم يتورّع المُستشرِق الإسرائيليّ، البروفيسور إيال زيسر، نائب رئيس جامعة تل أبيب، بالقول الفصل إنّ أسطورة نصر الله انتهت، وأنّه، أيْ الأمين العّام لحزب الله، يتصرّف مثل “الحيوان الجريح والمُصاب” (!)، على حدّ زعمه.
وتابع البروفيسور زيسر في مقالٍ نشره اليوم الأحد في صحيفة (يسرائيل هايوم)، اليمينيّة المتطرفة، تحت عنوان “حزب الله في حالةٍ من الهستيريا”، تابع قائلاً إنّه على الرغم من ذلك، لا يُمكِن بأيّ حال من الأحوال الاستخفاف بشخصية نصر الله التي قام متظاهرون في بيروت برفعها وهو مُعلّق على المشنقة، وتساءل: هل هي بداية النهاية؟ مُجيبًا في الوقت عينه إنّه من الصعب الإجابة على هذا السؤال، ولكنّه أضاف: أسطورة نصر الله بأنّه حامي لبنان تحطّمت، كما أنّ وصفه بالسياسيّ المُحنَّك وغير الخاسر ذهبت إلى غير رجعة، وهذا التطوّر حوّل نصر الله إلى “حيوان” (!) جريحٍ، وضعفه من شأنه أنْ يؤثّر سلبًا على اتخاذ قراراته، وفق زعم المستشرق الإسرائيليّ.
وتابع زيسر قائلاً إنّ حركة الاحتجاج هي عفوية بدون قيادة وبدون قوّة سياسيّة ترعاها، كما أنّ الحركة لا تطرح المطالب المحددة، بل تطالب بطرد الفاسدين وتغيير نمط الحكم في بلاد الأرز، وعلى الرغم من ذلك، شدّدّ المستشرق الإسرائيليّ على أنّ حركة الاحتجاج الجديدة لن تتمكّن من النجاح في تحقيق مطالبها، لأنّ حركات الاحتجاج السابقة فشلت فشلاً مدويًا عندما انطلقت من أجل تغيير نظام الحكم وطرد الفاسدين من لبنان، كما قال.
ولم يستغرب المستشرق زيسر من أنّ فضائية (المنار) التابعة لحزب الله لم تقم ببث الاحتجاجات من الشوارع في بيروت، زاعمًا أنّ هذا التصرف يؤكّد أنّ الحزب الشيعيّ لا يتمتّع بأيّ مصداقيّةٍ، في حين أنّ فضائية (الميادين)، تابع اتهمّت اللوبي الصهيونيّ في أمريكا بتنظيم وإدارة المظاهرات، ونقل عن مصادره في الكيان أنّه لم يكن غريبًا بتاتًا أنْ يقوم عناصر حزب الله باعتراض المتظاهرين وإطلاق النار عليهم، كما أكّد في “تحليله”.
من ناحيتها، نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، اليوم الأحد، على صفحتها الأولى وبالبنط العريض صورةً لدمية السيّد نصر الله وهو مُعلّق على المشنقة، وبالإضافة إلى ذلك، نشرت “تقريرًا” من بيروت، زعمت أنّ المدعو “حسنين”، وهو متظاهر في العاصمة اللبنانيّة قام بإرساله للصحيفة، وقراءة التقرير تؤكّد لكلّ مَنْفي رأسه عينان على أنّه يندرِج في إطار الحرب النفسيّة ضدّ حزب الله بشكلٍ عامٍ، والسيّد نصر الله بشكلٍ خاصٍّ، ويمكِن في هذا السياق استخدام المثل العربيّ القائل إنّ الصراخ على قدّ الوجع.
وفي مقالٍ للمحلل المخضرم في (يديعوت أحرونوت)، شيمعون شيفر، قال إنّ لبنان كدولة لم تعُد قائمةً، وأنّ الفساد كان وما زال سيّد الموقف، مُضيفًا أنّ ما يهم إسرائيل ممّا يجري في بلاد الأرز هو ليس ما حدث في مرفأ بيروت وانعكاسات ذلك على ما قد يحدث في ميناء حيفا، إنمّا أنْ نُحافِظ على استقامة السياسيين وعدم الانجرار وراء الفساد والرشا وخيانة الأمانة، كما هو الحال مع المتهّم من بلفور، أيْ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لافتًا إلى أنّه إذا استمرّ الوضع في الدولة العبريّة كما هو الآن فإنّها مصيرها سيكون مثل مصير لبنان تمامًا، على حدّ تعبيره.
أمّا المحلل أوري هايتنر، فقد رأى في مقالٍ نشره الأحد في (يديعوت أحرونوت)، أنّه بشكلٍ استثنائيٍّ للغاية فإنّ لبنان وحزب الله امتنعا عن اتهام إسرائيل بالمسؤولية عن تفجير مرفأ بيروت، لافتا إلى أنّ حزب الله يعلم يقينًا أنّه إذا وجّه أصابع الاتهام لإسرائيل فإنّ ذلك سيُحتِّم عليه الردّ بشكلٍ إستراتيجيٍّ، والتي ستؤدّي بالتأكيد لاندلاع حرب مع إسرائيل، وهذا الأمر هو أخر ما يُريده لبنان في هذا الظرف، لأنّ، لبنان، قيادةً وشعبًا، يعرفون أنّ الردّ الإسرائيليّ سيكون قاسيًا وسيؤدّي لكارثةٍ حقيقيّةٍ في بلاد الأرز، كما أنّ نتائج الحرب، أضاف المحلل الإسرائيليّ، ستجعل من حزب الله تنظيمًا خارجًا عن القانون، وبالتالي على الرغم من أنّ نصر الله بطل في نشر نظريات المؤامرة، فإنّه امتنع هذه المرّة عن انتهاج نفس الأسلوب، ولم يُوجِّه أصابع الاتهام للدولة العبريّة، على حدّ قول المحلل هايتنر.
ولم تترك وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة المصاب الكبير الذي ألّم بلبنان دون استثماره في إظهار “إنسانيتها”، فقد نشرت صفحة (إسرائيل بالعربيّة)، التابِعة لها على موقع (تويتر) فيديو يُظهِر مجموعة من المواطنين الإسرائيليين وهم يجمعون تبرعات لسكان بيروت في أعقاب الفاجعة الكبيرة التي حلت بها، كما جاء في الصفحة الرسميّة لخارجيّة كيان الاحتلال.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات