حلول واتفاقات ومقترحات وتصريحات واصوات عالية وبيانات واجتماعات ومن ثمّ احتجاجات وتظاهرات وإسالة دماء عراقية زكية، وجميعها على صلة بخراب قطاع الكهرباء ، لكن ليس هناك مسؤول في الحكومة أو عضو في البرلمان أو مستشار في الرئاسات ، من كل الدورات التي ابتلي بها البلد المنكوب، يتحدث عن السبب الذي يقف وراء عدم قيام مشاريع الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء ، وهي من مصادر الطاقة النظيفة ورخيصة الثمن في بلاد الشمس .البلد بحاجة الى التفكير بالبدائل مادام يراوح مكانه ويرجع القهقرى والثروات الى نفاد قريب . لقد أضاعوا أوقاتاً ثمينة من تاريخ العراق في سنوات من المهاترات والتصفيات والمكائد والاتهامات ، ولم يعلنوا عن رغبة صادقة في استقبال مقترحات علمية تنضجها الجامعات والشخصيات العلمية بالتشاور مع خبرات أجنبية منتقاة من أجل استيعاب بدائل تنقذ العراق من مذلة غياب الكهرباء في بلد صيفه ستة أشهر .
عندما يأتي وزير من طواقم الاحزاب والمليشيات فهو لا يرى اكثر من خطوتين تحت قدميه ، وحتى حين ظهرت بعض الاسماء من حَمَلة الشهادات جرى وضعها في مسارات الاستهلاك القديمة لكي لا تعرف للابتكار والانتاج طريقاً .
محطات التوليد الكهربائي بالطاقة الشمسية لها كامل المستلزمات الكفيلة بنجاحها في العراق ، وكلفتها ملايين قليلة ، ويمكن ان تغطي جوانب كثيرة تخفف عن محطات الكهرباء التقليدية والتي جرى تصميمها لكي تكون بحاجة الى غاز مستورد .
افسحوا المجال للعقول من أجل تقديم استشارات ناضجة لتطوير البلد. وقبل هذا عليكم أن تجردوا كم ألف شخص حمل لقب مستشار في الرئاسات الثلاث أو الأربع، منذ خمس عشرة سنة تعيسة، وما هي انتاجية واحد منهم، لا أكثر.
الشمس التي تحرق اجساد العراقيين وتعوق حياتهم اليومية في الصيف القاتل، نعمة كبيرة من الله ، تحتاج من يقدر قيمتها ويفيد من خيرها .
رئيس التحرير-الطبعة الدولية
fatihabdulsalam@hotmail.com