الوثيقة | مشاهدة الموضوع - نصف مليون مصاب “جديد” نهاية الأسبوع “درون” تدْخل الحرب على “كورونا” لمراقبة مُخالِفي الحظر
تغيير حجم الخط     

نصف مليون مصاب “جديد” نهاية الأسبوع “درون” تدْخل الحرب على “كورونا” لمراقبة مُخالِفي الحظر

مشاركة » الثلاثاء مارس 24, 2020 7:57 pm

2.jpg
 
بروكسيل – بقلم ايليا ج. مغناير:
بدأتْ إيطاليا وفرنسا وبلجيكا بتطبيقِ تدابير إضافية في الحرب على “عدو البشرية” – كورونا – عبر إستخدام الطائرات المُسَيَّرة من دون طيار لمراقبة التجمعات غير المسموحة لأكثر من شخصين من عائلة واحدة في ممارسة الرياضة اليومية في الغابات أو لشخص واحد من كل عائلة يذهب لشراء حاجياته الغذائية.
واتخذت هذه التدابير منحاً أكثر قسوة من يوم إلى آخَر وخصوصاً في بريطانيا التي إستدعت 7500 طبيب وممرض وممرضة من تِقاعُدهم ليعاد إدخالهم إلى الخدمة قبل وصول التسونامي من المصابين دفعةً واحدةً إلى المستشفيات. وقرعتْ منظمة الصحة العالمية جرسَ الخطر بعدما تبيّن أنه خلال الـ67 يوماً الأولى من إنفجار الفيروس وصل عدد المصابين إلى 100 الف بينما إرتفع العدد من 200 الى 300 ألف خلال الأيام الأربع الماضية.
ومن المتوقّع وصول عدد المصابين إلى نصف مليون شخص مع نهاية الأسبوع الحالي. إستطاع فيروس COVID-19 إبقاء أكثر من مليار شخص من 50 دولة في منازلهم في محاولةٍ لعدم توفير حاضنة (الإنسان هو ناقل الفيروس لأخيه الإنسان) له ومنْعه من الإنتشار ورفْع الضغط عن المستشفيات. وقد أدرك رئيس الوزراء البريطاني الخطر بعدما خرج مطالباً الجميع بالبقاء في منازلهم إسوة بجميع دول القارة الأوروبية حين قال، محقاً، إنه “لا توجد دولة في العالم تستطيع التعامل مع أعداد كبيرة مصابة في آن واحد، لعدم وجود أجهزة طبية تساعد للتنفس وطواقم طبية بعدد كبير للأهتمام بالسكان ما يتسبب بوفاة هؤلاء”. وقد أصبح العاملون في المجال الصحي والأطباء هم الجنود في الخط الأمامي.
وسجلت ايطاليا وفاة 24 طبيباً من الذين يكافحون هذا الفيروس في المستشفيات وإصابة 4823 من الطاقم الصحي الذي يعمل لمنع الإنتشار. ولم تعد هناك مشكلة غذائية في أوروبا بعدما توافرت المواد الغذائية بكثرة، وقلّ عدد المشرّدين، وأصبحت المحلات شبه فارغة من الناس وملأى بالبضائع في ايطاليا وفرنسا وبلجيكا. فـ “كورونا” تسبّب بحال من الذعر الغذائي غير المبرَّر وتالياً فإن المشكلة تكمن في ردّ فعل السكان وليس بما يفعله الفيروس.
ذلك أن “كورونا” ليس وحده العدو بل يشاركه في العداء المجتمع إذا لم يُحْسِن التصرف. وهذا يعني أنه يتوجب على المجتمع مساعدة الدولة في التغلب على الفيروس قبل خروجه عن السيطرة وبلوغه الدرجة الرابعة – القصوى من الإنتشار. فمراحل إنتشار “كورونا” تتم على النحو التالي:
-المرحلة الأولى: هي مرحلة اللا إصابات.
-المرحلة الثانية: هي تسجيل حالات منفردة معروفة المصدر ويمكن حصْرها.
-المرحلة الثالثة: هي مرحلة تجمع حالات إصابة موثّقة بحالات أخرى معروفة المصدر، توجد في أماكن مرصودة. -المرحلة الرابعة والأصعب هي التي ينتقل فيها الفيروس داخل المجتمع دون معرفة أو رصْد المصدر الأساسي كما حصل في الصين في مرحلته الأولى.
وتجهد الدول كافة لتجنّب الوصول إلى المرحلة الرابعة، وإذا تَعَذَّر منع الإنتشار، تبدأ الإجراءات بالعزل التام. فخط الدفاع الأول هو المجتمع والمواطن الذي يلتزم بالإجراءات على صعيد فردي أولاً (غسل اليدين تكراراً، التزام آداب السعال، عدم لمْس الوجه والبقاء في المنزل) لمنْع الإحتكاك وكسْر حلقة الإنتشار.
وإذا حصل التزام المجتمع يأتي دور الدولة، التي عليها فحص الناس وفرْض الحجر ورصْد الأشخاص المشتبه بهم أو المصابين بالفيروس لإجراء فحوص لهم. لم تعد أوروبا تُجْري الفحص لأنه لا توجد دولة في العالم تملك فحوصاً كافية لجميع السكان، بل تُجْري الفحوص بحسب الجدوى والإفادة. فتبدأ فترة الحجر الإختياري لمدة 7 أيام إلى 14 يوماً. وإذا لم توجد أي عوارض لا ضرورة للفحص، وإذا ظهرتْ عوارض (لأن الإنفلونزا والكورونا لديهما عوارض مشابهة) يقرر الطبيب إجراء الفحص من عدمه.
إذاً اعرَف أن العدو الأساسي ليس الفيروس بل الحاضنة للفيروس، أي المجتمع، وإذا لم يلتزم المواطن فلن تستطيع أي دولة في العالم السيطرة على الإنتشار.
(الراي الكويتية)
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron