الوثيقة | مشاهدة الموضوع - دنيس روس: الإيرانيون لا يخافون من واشنطن بتاتًا ويعتقدون أنّ كلّ شيءٍ بات مُباحًا لهم وعدم الردّ الأمريكيّ شجّعهم في تأجيج الضربات مُباشرةً أوْ وبواسطة الوكلاء
تغيير حجم الخط     

دنيس روس: الإيرانيون لا يخافون من واشنطن بتاتًا ويعتقدون أنّ كلّ شيءٍ بات مُباحًا لهم وعدم الردّ الأمريكيّ شجّعهم في تأجيج الضربات مُباشرةً أوْ وبواسطة الوكلاء

مشاركة » الأحد ديسمبر 01, 2019 8:27 am

31.jpg
 
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
رأى دينيس روس، وهو المبعوث الأمريكي الأسبق لمنطقة الشرق الأوسط، رأى أنّ إيران تختبر إدارة ترامب وتظن أنّه ليست هناك قواعد ولا حدود، وأنّ كلّ شيءٍ مُباحٍ، لافِتًا إلى أنّ الهجوم على المنشآت النفطيّة بالسعوديّة بواسطة طائرات دون طيار وصواريخ كروز، لا يُهدد فقط إمدادات النفط العالميّة بل تُعتبر اختبارًا هامًّا هاماً لإدارة ترامب.
وطبقًا لأقواله، فقد اختارت إيران التصرّف بشكلٍ متهورٍ من خلال تلك الهجمات، وإذا لم يسفر ذلك الخيار عن أية عواقب، فإنّ إيران ستُصبح أكثر جرأةً، وما هو أسوأ منه، أكّد روس، من شأن ردٍّ غيرُ فعّالٍ أنْ يبعث برسالةٍ دوليّةٍ بأنّ كلّ شيءٍ مُباحٍ.
وأشار إلى أنّه يوم الهجمات، سارع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى اتهام الإيرانيين بها، وقال العقيد تركي المالكي، المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، إنّ الهجوم “تمّ بلا شكٍّ برعايةٍ إيرانيّةٍ”، ولكن، حسب روس، لم توضح تلك الكلمات ما إذا كان الإيرانيون نفذوا الهجوم بأنفسهم من مناطق إيرانية، ولكن مسؤولين أمريكيين قالوا في تصريحات خلفية إنّ صواريخ كروز أطلقت من قواعد إيرانية، فيما أعلن بومبيو أنّ الهجمات كانت بالتأكيد عملاً حربيًا ما يعني أنّ الولايات المتحدة ستقوم بعملٍ ما.
وأوضح روس، في مقالٍ نشره بموقع “فورين أفيرز”، أنّه إنْ كان الإيرانيون قد هاجموا مباشرةً من أراضيهم أهم منشأة نفطية سعودية، فهم تجاوزا الحد الأقصى، كما أنهم تصرفوا بطريقةٍ خارجةٍ تمامًا عن المعتاد، فإيران تعمل عادة في المنطقة من خلال وكلائها، ما يوفر لها وسيلة للإنكار، وبالفعل نفى الرئيس الإيرانيّ ووزير خارجيته أنْ تكون إيران وراء الهجمات الأخيرة. ولكن المهاجمين استخدموا بوضوح أسلحة إيرانية، من ضمنها طائرات دون طيار قصيرة المدى لم تكن لتصل بقيق لو أنّها أطلقت من اليمن، ما يجعل من ادعاء الحوثيين بالمسؤولية عنها خداعًا واضحًا وغطاءً لإيران.
وأعرب روس عن اعتقاده بأنّه للإيرانيين ما يدفعهم للتصرف خارج المعتاد، فهم يظنون أنهم يستطيعون الإفلات من العقاب، لأنهم ما عادوا يخافون من واشنطن، ويعتقدون أنّها لن ترد، ويضاف إليه حقيقة أنهم مضغوطون بشدة جراء سياسة “الضغط الأقصى” الاقتصادية التي تفرضها إدارة ترامب، ما يوفر لهم باعتقادهم مبررًا للردّ والهجوم.
وأشار المبعوث السابق أيضًا إلى أنّ الإيرانيين دأبوا على مراقبة إدارة ترامب عن كثب. فقد أعلن، في 5 أيار (مايو) جون بولتون، مستشار الأمن القومي في حينه، عن إرسال الولايات المتحدة حاملة سفن حربية ضاربة إلى الخليج لأنّه توفرت معلومات استخباراتية بأن الإيرانيين يُخططون لمهاجمة قوات أمريكية في المنطقة، وصرح بولتون بأنّ واشنطن سوف ترد “بقوة لا هوادة فيها” على هجمات ضد قوات، أوْ مصالح، أمريكية أوْ ضدّ أصدقائها في المنطقة.
وبعد أيام أو أسابيع من ذلك التصريح، أحدثت الألغام ثقوبًا في هياكل أربع ناقلات نفط، ومن ثم هاجم الحوثيون بواسطة طائرات دون طيار مطارات سعودية مدنية، ومحطات ضخ نفط، وفجرت ألغام ناقلات في خليج عمان، وأطلقت ميليشيات شيعية صواريخ سقطت على بعد 300 متر من السفارة الأمريكية في بغداد، فضلاً عن قواعد أمريكية شمال بغداد، وأسقط الجيش الإيراني طائرة أمريكية دون طيار، ولم تعترف إيران بالمسؤولية سوى عن الهجوم الأخير، قال روس.
وأشار روس إلى عدم استخدام واشنطن “قوة لا هوادة فيها”، أوْ أيّة قوة، في ردّها على سلسلة من الهجمات، وعلى نقيض ذلك، بدا أنّ الإدارة تتراجع عن التزاماتها الطويلة الأمد، وبالتالي استنتج الإيرانيون أنّه إذا لم يقتلوا جنودًا أمريكيين في هجومٍ مُباشرٍ وعلنيٍّ، فإنّ الولايات المتحدة لن ترد، وهذا ما يفسر سبب عدم ارتداع الإيرانيين عن مهاجمة حلفاء أمريكا ومصالحها، وتبعًا له، شدّدّ روس على أنّه ليس مفترضًا أنْ يفاجئ رد طهران على حملة أقصى ضغط التي تطبقها واشنطن، بحملة ضغط خاصة بها، لكن الواضح أنّ إدارة ترامب فوجئت، ولم تتوقّع انتقامًا إيرانيًا في المنطقة.
وخلُص روس إلى القول إنّ المشكلة تكمن في افتقار إدارة ترامب لإستراتيجيّةٍ تجاه إيران، فقد استعدت دومًا لاستخدامٍ وسيلةٍ وحيدةٍ “ضغط اقتصادي”، ولكن الضغط الاقتصادي وسيلة لا غاية، لافِتًا إلى أنّه إذا كان هدف ترامب تغيير سلوك النظام لا تغيير النظام، عندها تحتاج إدارته لاستخدام جميع أدوات فن الحكم – دبلوماسيّة وسياسية واقتصادية وفضائية وعسكرية واستخباراتية، فضلاً عن توجيه رسائل عامة، داعيًا لعزل إيران سياسيًا، ووضعها في موقفٍ دفاعيٍّ على الصعيد الدوليّ، وإخضاعها ليس فقط للضغوط الأمريكيّة بل لضغوطٍ جماعيّةٍ، كما قال.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير