بغداد/المسلة: تحدّث القيادي في ائتلاف الإعمار والتنمية بهاء الأعرجي عن مبدأ جديد في مجلس النواب وهو التصويت لمرشح الكتلة الأكبر، مشيرا الى خلو الاطار من نظام داخلي، والية اختيار رئيس الحكومة، معتبرا ان الكفة تميل لصالح رئيس الحكومة الحالي محمد لسوداني كونه حاصلا على اعلى الأوزان، وان تجربة انتخاب رئيس البرلمان الناجحة، سوف تتكرر في انتخاب رئيسي الحكومة والجمهورية.
وتحدث الاعرجي عن توازنات ما بعد الجلسة البرلمانية الأولى، واضعاً صورة مغايرة لمسار الترشيحات والتحالفات داخل الإطار التنسيقي، ومقدّماً رواية سياسية تحاول تبديد الشكوك حول نوايا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وسط احتدام المنافسة على السلطة وتداخل الملفات المالية والأمنية والإقليمية.
وقال الأعرجي إن السوداني لا ينشغل حالياً بفكرة الولاية الثالثة، معتبراً أن الحديث عن هذا الملف سابق لأوانه، ومؤكداً أن رئيس الوزراء سيتعاطى بإيجابية مع شروط الإطار التنسيقي متى ما انسجمت مع الدستور، مع تشديده على أن ائتلاف الإعمار والتنمية ملتزم بالكامل بقرار الإطار بشأن مرشح رئاسة الجمهورية دون أي اجتهادات فردية.
وأوضح أن مشروع الإعمار والتنمية لن يتيح للسوداني الانسحاب من سباق الترشيح، مشيراً إلى أن البلاد دخلت مرحلة “المحظور” في ما يتعلق بالوضع المالي، في إشارة إلى تعقيدات المرحلة المقبلة وضيق هامش المناورة أمام الحكومة، لافتاً إلى أن الفصائل المعترضة على حصر السلاح تنظر إلى هذا الملف بوصفه مطلباً أميركياً، وأن نزع السلاح عملية طويلة قد تمتد لخمس سنوات وربما تتضمن تغييرات في قيادات داخل الحشد الشعبي.
وأشار إلى أن حديث السوداني عن تدخل “سافايا” لم يكن موجهاً للرأي العام بقدر ما كان رسالة لمن يشكك في موقف الحكومة الرافض للتدخلات الخارجية، مؤكداً أن الإعمار والتنمية يجري تواصلاً مباشراً مع دولة القانون ومنظمة بدر وكتلة صادقون، ولا يفتح قنوات حوار مع الكتل الصغيرة.
وبيّن أن العرف السياسي في دوراته الأولى كان يمنح الكتلة الأكبر صاحبة المقاعد الأعلى حق تشكيل الحكومة، كاشفاً أن التنافس على رئاسة الوزراء انحصر فعلياً بين محمد شياع السوداني ونوري المالكي، وأن أغلب جلسات الإطار لم تكن جدية باستثناء الجلسة قبل الأخيرة التي شهدت نقاشات حقيقية.
وكشف عن محاولات قادتها قوى شيعية لتقديم مغريات للنائب علي الأسدي بهدف سحبه من تحالف الإعمار والتنمية، موضحاً أن منصب النائب الأول لرئاسة البرلمان حُسم بفارق عشرة مقاعد، فيما بقيت للعصائب وزارتان، مع توقعات بتحولها مستقبلاً إلى حزب مدني، مرجحاً أن اختيارها منصب النائب الأول جاء مقابل عدم المشاركة في الحكومة بما يفتح لها أبواباً دولية أوسع.
وأكد أن الجلسة البرلمانية الحالية ستتحول إلى قاعدة ملزمة للجلسات المقبلة لتكريس مبدأ التصويت لمرشحي الكتل الأكبر، مرجحاً أن يكون استبعاد شاخوان نتيجة مباشرة للإطاحة بمحمد الحلبوسي، ومشيراً إلى أن إصرار مشعان السامرائي على ترشيحه كان سيحرمه من حصته الوزارية.
وأضاف أن السوداني قد يحضر إلى البرلمان خلال ساعات، كاشفاً أن نصف قوى الإطار باتت عملياً داخل تحالف الإعمار والتنمية، مع انسحاب ياسر المالكي لصالح محسن المندلاوي، ومغادرة عدد من النواب قاعة البرلمان مع محاولات جارية لإعادتهم.
وختم الأعرجي بالقول إن الإطار التنسيقي لا يمتلك قراراً موحداً حتى الآن، مع تسجيل تقصير من الحزب الديمقراطي الكردستاني لعدم إبلاغهم رسمياً بمرشحه لمنصب النائب الثاني، مؤكداً أن التصويت لتحالف تقدم جاء استناداً إلى ثقله الجماهيري لا لشخص محمد الحلبوسي، وأن تمرير الجلسة الأولى تم بسلاسة غير مسبوقة قياساً بجلسات سابقة.