الوثيقة | مشاهدة الموضوع - انسحاب قوات «الانتقالي» من كافة المنشآت النفطية في حضرموت وفق اتفاق رعته الرياض
تغيير حجم الخط     

انسحاب قوات «الانتقالي» من كافة المنشآت النفطية في حضرموت وفق اتفاق رعته الرياض

القسم الاخباري

مشاركة » الأربعاء ديسمبر 10, 2025 8:52 am

1.jpg
 
صنعاء ـ «القدس العربي»: أعلن رئيس الوفد السعودي الزائر لمحافظة حضرموت شرقي اليمن، محمد القحطاني، مساء الثلاثاء، ما يمكن اعتباره انفراج أولي للأزمة في حضرموت، وذلك من خلال التوصل إلى ما سماها «صيغة مبدئية» لضمان استمرار تدفق انتاج النفط وخروج قوات المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي) من قطاعات شركة بترومسيلة النفطية في هضبة حضرموت.
وقال «إنه تم التوصل مع أطراف السلطة المحلية وحلف قبائل حضرموت إلى صيغة مبدئية لضمان استمرار تدفق انتاج النفط في بترومسيلة، وعدم تعطيل مصالح الناس، وتحييد مواقع النفط بعيدًا عن الصراع من خلال خروج القوات المسيطرة المتواجدة حاليًا في بترومسيلة، وأن تحل محلها قوات حضرمية تحت إشراف مباشر من السلطة المحلية بالمحافظة بما يضمن تطبيع الحياة».
وأعلن الوفد العسكري والأمني السعودي، «الاتفاق على مصفوفة متكاملة من الاجراءات لدعم الأمن والاستقرار والتهدئة مع جميع الأطراف بما في ذلك المجلس الانتقالي».
وزار الوفد السعودي، برئاسة اللواء الدكتور محمد القحطاني، أمس الثلاثاء، مديريات الوادي والصحراء، بعد استكمال اجتماعاته في مدينة المكلا ومديريات الساحل.
وطبقًا لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها التابعة للحكومة، فقد كان في استقباله محافظ حضرموت، سالم الخنبشي، ووجهاء وأعيان ومشايخ وادي وصحراء حضرموت.
ووفقًا للمصدر عينه، أكدَّ رئيس الوفد السعودي، «موقف المملكة الثابت تجاه اليمن ومحافظة حضرموت وفرض التهدئة، ودعم الأمن والاستقرار، ورفض أي محاولات لفرض أمر واقع بالقوة أو إدخال المحافظة في دوامة صراعات جديدة».
وجدد «استمرار موقف المملكة على خروج جميع القوات التابعة للمجلس الانتقالي من محافظتي حضرموت والمهرة وإعادة الاوضاع الى سابق عهدها».
وأكدَّ اللواء القحطاني، رفض أي محاولات تعيق مسار التهدئة، وقال «إن حضرموت لديها كوادر مؤهلة من ابنائها لإدارة شؤونها ومواردها، ويجب أن تُدار عبر مؤسسات الدولة الرسمية ممثلة بالحكومة والسلطة المحلية».
وقال إن «القضية الجنوبية قضية عادلة لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها فهي موجودة في مخرجات الحوار الوطني اليمني وحاضرة في أي تسوية سياسية قادمة».
فيما نقلت الوكالة عن محافظ حضرموت تأكيده «أن زيارة الوفد خير دليل على موقف المملكة وقيادتها، وجاءت لتضيف دعامة لأواصر الأخوة والقربى والجوار والعقيدة التي تجمع البلدين، معولاً على هذه الزيارة في دعم حضرموت وسلطتها المحلية للتخفيف من معاناة المواطنين في المجالات الخدمية والاقتصادية والأمنية».
في ذات السياق، أكدّت مصادر محلية لـ “القدس العربي”، استمرار انسحاب قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من كافة القطاعات والمنشآت النفطية في الهضبة الحضرمية، مقابل إعادة انتشار قوات حماية الشركات التابعة لقوات النخبة الحضرمية في جميع تلك القطاعات والمنشآت.
وقالت ذات المصادر إن قوات الانتقالي مازالت تعمل على إخلاء مواقع ونقاط تمركزها هناك.
وفي محافظة المهرة، أقصى شرقي اليمن، أعربت لجنة الاعتصام السلمي لأبناء المهرة، في أول بيان لها، أمس الثلاثاء، منذ سيطرة قوات الانتقالي على المحافظة، عن إدانتها واستنكارها بشدة «لما أقدمت عليه الأدوات التابعة للإمارات من اقتحام وتمدد عسكري داخل محافظة المهرة، المحافظة التي عُرفت تاريخيًا بالأمن والسلام والوئام الاجتماعي».
واعتبرت «هذه الممارسات تمثّل اعتداءً صريحًا على استقرار المحافظة»، معلنة «رفضها القاطع لدخول أي قوات من خارج المحافظة»، مطالبة «بضرورة خروجها من المهرة، وتمكين أبنائها من القيام بدورهم في حفظ الأمن وإدارة شؤونهم بعيدًا عن أي تدخلات خارجية».
وأكدَّت متابعتها للتطورات المتسارعة، «وفي مقدمتها مغادرة القوات السعودية مطار الغيضة، عاصمة محافظة المهرة، بعد سنوات من التموضع الذي انعكس سلبًا على الخدمات العامة نتيجة الحصار الأمر الذي شكّل أحد أبرز مطالب لجنة اعتصام أبناء المهرة منذ انطلاقها».
وقالت: «إنّ اللجنة إذ ترحّب بخطوة مغادرة تلك القوات، فإنها تؤكد أنها جاءت استجابة لصوت أبناء المهرة وحرصهم المستمر على استعادة السيادة وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة».
بالتوازي، قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي)، عيدروس الزُبيدي، أمس الثلاثاء، إن المرحلة القادمة ستشهد بناء مؤسسات ما سمّاها «دولة الجنوبي العربي»، وذلك غداة إنزال علم اليمن من قصر معاشيق الرئاسي بالتزامن مع إنزال صورة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، من جدران قاعات اللقاءات الرسمية في القصر، الذي كان مقرًا لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليًا.
وظهرت الأخبار الرسمية للقاءات عضو مجلس القيادة الرئاسي، أبو زرعة المحرمي (نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي)، خلال يومي الاثنين والثلاثاء، دون ظهور علم الجمهورية اليمنيّة أو صورة العليمي، ما أثار انتقادات على منصات التواصل الاجتماعي في اليمن.
وخلال لقاء المحرمي، أمس الثلاثاء، برئيس هيئة الأراضي والمساحة والتخطيط العمراني، تضمن خبر موقع المجلس الانتقالي الجنوبي كلمة “العاصمة عدن”، بينما جاءت في خبر وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها التابعة للحكومة، “العاصمة المؤقتة عدن”.
وبينما هنأ الزُبيدي، في لقاء بقيادات المجلس، أمس الثلاثاء، في عدن، «شعب الجنوب» بما وصفه بـ «استكمال تحرير وادي حضرموت والمهرة»، أشار الزُبيدي إلى أن دولة الجنوب العربي القادمة، «ستعمل على تعزيز الأمن والاستقرار، والتعايش الإيجابي مع دول الجوار».
وأكدّ أن الجنوب يمرّ بمرحلة «مصيرية ووجودية» فرضتها معادلات الواقع السياسي والعسكري، مشيرًا إلى أن «شعب الجنوب قدم تضحيات جسيمة للوصول إلى هذه اللحظة الحاسمة».
وغادر العليمي وكامل فريق عمله، وتبعه رئيس وأعضاء الحكومة إلى العاصمة السعودية الرياض، الجمعة، على وقع تطورات الأحداث في المحافظات الجنوبية والشرقية، التي باتت تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من أبو ظبي. بينما تؤكد مصادر أن مغادرته كانت تحت ضغط قوات الانتقالي.
على الصعيد الدبلوماسي، نشرت سفارات الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وبعثة الاتحاد الاوروبي، أمس الثلاثاء، أربع تدوينات عن لقائهم برئيس مجلس القيادة الرئاسي العليمي. وجاءت التدوينات الاربع تحمل نفس الرتم والموقف، وهو الموقف الذي خلا من أي إشارة إلى وحدة اليمن أو إدانة لما قام به الانتقالي.
وكتبت سفيرة فرنسا، كاثرين كمون، مشيدة بالمحادثات التي تمت لمناقشة التطورات الأخيرة المقلقة في اليمن، وخاصة في حضرموت والمهرة.
وأضافت: «تؤكد فرنسا دعمها الثابت لوحدة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة». مرحبة «بجميع الجهود الرامية إلى التهدئة، لتعزيز أمن واستقرار اليمن وسلامة أراضيه، بما يخدم مصلحة مواطنيه».
فيما أعرب القائم بأعمال السفارة الأمريكية، جوناثان بيتشيا، عن سروره بلقاء الرئيس العليمي، «ومناقشة المخاوف المشتركة بشأن التطورات الأخيرة في اليمن، وخاصةً في حضرموت والمهرة».
وقال: «نرحب بجميع الجهود المبذولة لتهدئة الأوضاع. وتواصل الولايات المتحدة دعمها لجهود الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي لتعزيز أمن واستقرار اليمن».
من جانبها، وصفت سفيرة المملكة المتحدة، عبده شريف، الاجتماع بـ “الجيد”.
وأوضحت أنه ناقش «الشواغل المشتركة بشأن التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة»، مرحبة «بجميع الجهود الرامية إلى خفض التصعيد».
وقالت: «تبقى المملكة المتحدة ملتزمة بدعم الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي، وبأمن اليمن واستقراره».
أما بعثة الاتحاد الأوروبي، فأعربت عن الشكر «للرئيس رشاد العليمي على الايجاز الشامل حول التطورات الاخيرة في حضرموت والمهرة».
وقالت: «ندعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية في الجهود المبذولة لتعزيز الأمن والاستقرار».
وأضافت: «يجب تسوية الخلافات السياسية بالوسائل السياسية من خلال الحوار»، مرحبة «بجميع الجهود الرامية إلى خفض التصعيد من خلال الوساطة. يقف الاتحاد الأوروبي الى جانب الشعب اليمني، ويشاركه تطلعاته في الحرية والأمن والازدهار».
جهود السلام
إلى ذلك، التقى وزير الخارجية في الحكومة اليمنيّة المعترف بها دوليًا، شائع الزنداني، أمس الثلاثاء في الرياض، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ.
ووفقًا لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بنسختها التابعة للحكومة، جدد وزير الخارجية، «دعم الحكومة اليمنية الكامل للجهود الأممية»، مؤكّدًا «استعداد الحكومة للتعاون مع الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي بما يسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية، وتعزيز الأمن والاستقرار».
واستعرض اللقاء، «التطورات المرتبطة بالاجتماع الخاص بمفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين».
وشدّد الزنداني، «على أهمية إحراز تقدم ملموس في هذا الملف الإنساني، وضرورة الالتزام بما يتم الاتفاق عليه، بما يضمن إطلاق سراح جميع الأسرى والمحتجزين دون استثناء».
وكان من المتوقع عقد جولة جديدة من مفاوضات لجنة الأسرى بين طرفي الأزمة في اليمن مستهل الاسبوع إلا أن الانعقاد تعثر لأسباب غير معلومة.
كما كان المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، قد ناقش في المنامة، الاثنين، مع وزير الخارجية البحريني، عبد اللطيف الزياني، «آخر التطورات في اليمن والمنطقة».
وذكر غروندبرغ، في تدوينة، أن «الاجتماع تطرق إلى عضوية البحرين المرتقبة في مجلس الأمن الدولي».
دعم الحل السياسي
بالتوازي، أكدّت إيران والسعودية والصين، أمس الثلاثاء، دعمها «لحل سياسي شامل في اليمن يستند إلى المبادئ الدولية المتعارف عليها ويجري تحت إشراف الأمم المتحدة».
ودعت الدول الثلاث إلى «وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كل من فلسطين ولبنان وسوريا»، مُدينةً «أعمال العدوان والانتهاك لسلامة أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وشهدت طهران، أمس الثلاثاء، الاجتماع الثالث لاجتماعات اللجنة الثلاثية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، لمتابعة تنفيذ اتفاق بكين.
وطبقًا لوكالة تسنيم الإيرانية ووكالة الأنباء السعودية (واس)، فقد أكد الطرفان الإيراني والسعودي التزامهما بتنفيذ جميع بنود اتفاق بكين.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار

cron