بغداد ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي كشفت فيه مصادر سياسية رفيعة عن توجّه للاتفاق على مرشحي الرئاسات الثلاث، الجمهورية، والحكومة، والبرلمان وتمريرهم في أول جلسة لمجلس النواب الجديد بـ«سلّة واحدة»، طرح «الاتحاد الإسلامي» الكردستاني تشكيل تحالف سياسي يجمع القوى السياسية الكردية، أسوة بـ«الاطار التنسيقي» الشيعي، و«المجلس السياسي الوطني» السنّي.
إجماع شيعي
عضو ائتلاف «دولة القانون»، ضياء الناصري، ذكر في تصريحات أوردتها الصحيفة الحكومية، أن «المسارات الجارية لتشكيل الحكومة تمضي بصورة متسارعة في سباق مع المصادقة على نتائج الانتخابات، وهناك نية حقيقية من قبل قيادات (الإطار التنسيقي) لأجل الإعلان عن مرشح (الكتلة الأكبر – الإطار التنسيقي) لرئاسة الوزراء، وهناك نية حقيقية من أجل التوصل إلى إجماع شيعي على تسمية هذا المرشح وعدم التأخر بإعلان اسمه قبل عقد الجلسة الأولى لمجلس النواب العراقي في دورته السادسة».
وبالتزامن مع هذا الحراك، «هناك لجنة مشكّلة من قبل (الإطار التنسيقي) تقوم بالتواصل مع باقي القوى السياسية من المكونات الأخرى ضمن الفضاء الوطني، وخصوصاً مرشحي رئاسة مجلس النواب ورئاسة الجمهورية».
ووفق المتحدث فإنه «من خلال الجولة الأولى لهذه المباحثات فقد لمسنا نية حقيقية بإجراء توافق حول طرح أسماء مرشحي الرئاسات الثلاث في (سلّة واحدة) واختيار رئيس مجلس النواب والتصويت على رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الوزراء أو مرشح (الكتلة الأكبر) بتشكيل الحكومة ضمن جلسة واحدة، وكما يبدو من الفضاء السياسي حصول هذا التوافق على هذه الآلية».
ووفق الناصري فإن «كل الأطراف تدرك صعوبة التحديات ومحاولة تصفير الخلافات أو وضع حلول لكل الاشتراطات التي قد تؤدي إلى تأخير هذا الاتفاق الثلاثي، لكن الفضاء السياسي يبدو مستعداً أكثر من المرّات الماضية للتوصل إلى وضع اللمسات النهائية على هذه (السلّة الواحدة)».
يحدث ذلك بالتزامن مع كشف القيادي في «الاتحاد الإسلامي» الكردستاني مصطفى عبد الله، عن تقديم مقترح جديد للأطراف السياسية الكردية الفائزة في انتخابات مجلس النواب، بهدف توحيد الموقف الكردي تحت مظلة سياسية واحدة.
وقال خلال مؤتمر صحافي أمس إن «الاتحاد الإسلامي قدّم مقترحاً سيُرسل إلى جميع الأطراف السياسية الفائزة في الانتخابات، من شأنه أن يوحّد البيت الكردي ضمن إطار واحد، على غرار التحالف السني والإطار الشيعي، وبشكل يضمن الاستحقاق الكردي باعتباره مكوّناً أساسياً وكبيراً في بنية الدولة العراقية».
وأضاف أن «إيصال المقترح إلى القوى السياسية قد بدأ فعلياً»، مبيناً «اليوم بدأنا بإيصال المقترح إلى حركة الجيل الجديد، وستصل نسخة منه إلى جميع الأحزاب الكردية».
مقترح كردي لتشكيل تحالف موحّد على غرار الشيعة والسنّة
ويمثل منصب رئيس الجمهورية محور المفاوضات السياسية بين الأحزاب والقوى السياسية الكردية، إذ يشدد «الاتحاد الوطني» الكردستاني، بزعامة بافل طالباني، على أن المنصب يمثل «حقاً شرعياً لشعب كردستان» وجزءاً من استحقاقات الحزب، مؤكداً أنه سيكشف عن مرشحه للمنصب فور صدور القرار النهائي من مكتبه السياسي.
وعقد المكتب السياسي «للاتحاد الوطني» الكردستاني اجتماعاً برئاسة بافل جلال طالباني، جرى خلاله استعراض نتائج انتخابات مجلس النواب العراقي والحوارات المرتبطة بتشكيل الكابينة الحكومية الجديدة في إقليم كردستان، إلى جانب مناقشة آليات مشاركة الكرد في الحكومة العراقية المقبلة.
وخلال مؤتمر صحافي، قال المتحدث باسم الحزب كاروان كهزنهيي، إن منصب رئيس الجمهورية يعد «استحقاقاً مشروعاً لشعب كردستان، وهو في الوقت نفسه استحقاق سياسي للاتحاد الوطني»، مشيراً إلى أن «الحزب سيعلن مرشحه بمجرد حسم المكتب السياسي قراره».
وأضاف أن «الاتحاد فتح باب الحوار مبكراً وهو مستعد لاستئناف المفاوضات في أي وقت من أجل الوصول إلى تفاهمات تخدم المصلحة العامة».
وأوضح أن «الاجتماع أكد التزام الاتحاد الوطني بمطالبه المتعلقة بتشكيل حكومة خدمية قوية في إقليم كردستان، وأنه لم يتراجع عن مواقفه أو تعهداته في المباحثات التي جمعته بالحزب الديمقراطي الكردستاني».
وبيّن أن «تشكيل حكومة رشيدة في الإقليم يتطلب، وفق رؤية الاتحاد، قدراً أكبر من الشراكة والاتزان السياسي، وأن صوت الحزب سيكون حاضراً بقوة في بغداد لا سيما في الملفات التي يرى أنها لم تحظَ بالتمثيل العادل لإرادة ناخبيه».
كما شدد المتحدث على أهمية «تعزيز المكانة الإستراتيجية لإقليم كردستان والعمل على معالجة الملفات العالقة مع بغداد بروح التعاون والمسؤولية»، لافتاً إلى أن «مشاركة الاتحاد في الحكومة العراقية المقبلة ستكون جزءاً من مشروع سياسي واقتصادي يجري تنسيقه مع القوى المتحالفة معه».
وأفاد بأن «الاتحاد يدعو جميع الأطراف الكردستانية إلى توحيد الموقف والذهاب إلى بغداد برؤية مشتركة تسهم في حماية حقوق المواطنين وتحقيق مطالبهم».
وفي العاصمة الاتحادية بغداد، أكّد عبد الله الزيدي، مستشار رئيس الجمهورية وعضو تيار «الحكمة»، وجود قلق إزاء عملية اختيار رئيس الجمهورية هذه المرة، مشيراً إلى أن العلاقة بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، شبه مقطوعة.
تقريب وجهات النظر
وقال في تصريح صحافي إن «التواصل مقطوع بين الحزبين، وأعتقد أن الإطار التنسيقي سيتحرك لتقريب وجهات النظر بينهما».
وأضاف أن «عدم توصل الأكراد إلى اتفاق سيؤدي إلى تقديم مرشحين اثنين للمنصب»، موضحاً أن «بغداد دائماً ما تختار مرشح الاتحاد الوطني»، لافتاً إلى أن «الإطار التنسيقي لا يرغب بكسر مرشح لرئاسة الجمهورية على حساب آخر».
وتطرّق الزيدي إلى وجود «تكهنات بشأن ترشيح فؤاد حسين من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني»، مستدركاً في الوقت عينه بالقول: «لا أعتقد أن أربيل متمسكة جداً بمنصب رئيس الجمهورية»، كما أشار إلى أن «الإطار التنسيقي لديه رؤية تتعلق برغبته في الحصول على وزارة الخارجية». وأوضح أيضاً أن «قوباد طالباني هو من يقود المفاوضات بين الحزبين الكرديين، الديمقراطي والاتحاد الوطني».