الوثيقة | مشاهدة الموضوع - انتخابات باردة في بغداد والسوداني على حافة المجهول!
تغيير حجم الخط     

انتخابات باردة في بغداد والسوداني على حافة المجهول!

مشاركة » الثلاثاء نوفمبر 11, 2025 3:57 pm

يتوجه العراقيون اليوم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمان جديد، في وقت يعيش فيه البلد على وقع التنافس الحاد بين الولايات المتحدة وإيران على النفوذ داخل أراضيه.

وبعد مرور 22 عاماً على الغزو الأمريكي الذي أطاح بنظام صدام حسين، ما زال العراق يعاني من اضطرابات سياسية عميقة. ووفقاً للتقديرات، من المتوقع أن تكون نسبة المشاركة في هذه الانتخابات منخفضة جداً، إذ لم يقم سوى 21.4 مليون من أصل 32 مليون ناخب مؤهل بتحديث بياناتهم واستلام بطاقاتهم الانتخابية.

ويرجح محللون سياسيون أن نسبة الإقبال لن تتجاوز 41%، وهي الأدنى في تاريخ العراق السياسي الحديث، بحسب ما أفاد به مراسلو وكالة “أسوشيتد برس” الذين لاحظوا ضعف الإقبال في عدد من المراكز الانتخابية صباح اليوم.

بطالة وفساد

تعود أسباب العزوف عن التصويت إلى ارتفاع معدلات البطالة التي تتجاوز 14%، فيما يعاني ربع الشباب من عدم توفر فرص العمل. كما يشكو المواطنون من تفشي الفساد وسوء الخدمات الأساسية، خاصة في مجال الكهرباء، رغم الثروة النفطية الهائلة التي يمتلكها البلد.

وشهدت الانتخابات السابقة أعمال عنف سياسي، حيث قُتل مرشحون وتعرضت مراكز اقتراع لهجمات، لكن هذه المرة يبدو أن وتيرة العنف تراجعت، رغم اغتيال أحد المرشحين مؤخراً. وقد اتخذت السلطات إجراءات أمنية مشددة، حيث أدلى عناصر الأمن بأصواتهم مسبقاً ليتمكنوا من تأمين مراكز الاقتراع اليوم.

انقسامات عميقة

تتوزع المناصب العليا في العراق بين الشيعة والسنة والأكراد والمسيحيين ومكونات أخرى، وكل طرف يسعى إلى تعزيز نفوذه ومصالحه الخاصة داخل مؤسسات الدولة.

من أبرز القوى الغائبة عن هذه الانتخابات “التيار الصدري” بقيادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الذي قرر مقاطعة العملية السياسية منذ فشل مفاوضات تشكيل الحكومة عام 2021 بسبب الخلافات مع أحزاب شيعية أخرى. ويعني ذلك أن مئات الآلاف من أنصاره لن يشاركوا في التصويت.

صراع أمريكي–إيراني

لا تغيب المنافسة الإقليمية عن المشهد الانتخابي، إذ تستمر إيران والولايات المتحدة في التنازع على النفوذ داخل العراق. فمنذ عام 2003، نشأت عشرات الميليشيات الشيعية المدعومة من طهران، بعضها يشارك في العملية السياسية وساهم في وصول رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني إلى السلطة، ما منح إيران نفوذاً استراتيجياً واسعاً.

في المقابل، تضغط واشنطن على الحكومة العراقية لكبح نفوذ تلك الفصائل، خاصة بعد أن نفذت عدة هجمات على قواعد أمريكية خلال السنوات الماضية.

مستقبل غامض للسوداني

لا يزال من غير الواضح ما إذا كان السوداني سيحصل على ولاية ثانية، إذ لم يسبق سوى لرئيس وزراء واحد، نوري المالكي، أن شغل المنصب لأكثر من دورة واحدة. وتشير التوقعات إلى أن كتلة السوداني ستحقق نتائج قوية في ظل غياب الصدريين، لكنها لن تحصد الأغلبية المطلقة.

ومن المرجح أن تشهد البلاد مفاوضات طويلة لتقاسم المناصب وتشكيل الحكومة الجديدة، ما قد يطيل أمد الجمود السياسي في العراق.

* NOS – مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الهولندية
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات

cron