الوثيقة | مشاهدة الموضوع - الموت تجارة متنامية في كوريا الجنوبية مع تزايد الشيخوخة والوحدة
تغيير حجم الخط     

الموت تجارة متنامية في كوريا الجنوبية مع تزايد الشيخوخة والوحدة

مشاركة » الاثنين نوفمبر 03, 2025 6:12 am

6.jpg
 
بوسان: ترتّب صفوف من التوابيت في قاعة دراسية جامعية في مدينة بوسان الساحلية في كوريا الجنوبية، استعدادا لتدريب مسؤولي دفن مستقبليين في بلد تزداد فيه نسبة الشيخوخة بسرعة.

ويرتفع عدد الأشخاص الذين يجدون عملا في مجال الجنازات في ظل التغيرات الديموغرافية الهائلة التي تشهدها كوريا الجنوبية، حيث تعد معدلات المواليد من بين الأدنى في العالم، ويبلغ متوسط أعمار نحو نصف السكان 50 عاما أو أكثر.

في معهد بوسان للعلوم والتكنولوجيا، يتعلم الطلاب طقوس الجنازات عبر تغطية دمية بعناية بقماش كوري تقليدي قبل تسويته وإنزالها برفق في النعش.

ويقول جانغ جين-يونغ (27 عاما) وهو طالب في إدارة الجنائز، “مع تقدم مجتمعنا في السن، أعتقد أن الطلب على هذا النوع من العمل سينمو”.

أما الطالب إيم ساي-جين (23 عاما) فقرر دخول هذا المجال بعد وفاة جدته. ويوضح أنه “في جنازتها، رأيت كيف تولى القائمون بالدفن إظهارها بشكل جميل للوداع الأخير”.

ويضيف “لقد شعرت بامتنان عميق”.
“مثل صورهم الشخصية”

يعيش ويموت عدد متزايد من الكوريين الجنوبيين أيضا وحيدين.

تشكل البيوت المكونة من فرد واحد الآن حوالي 42% من إجمالي الأسر في رابع أكبر اقتصاد في آسيا.

وقد ظهرت مهنة جديدة تعكس هذه الإحصائية: عمال النظافة الذين يتم استدعاؤهم لتنظيف المنازل بعد وفاة سكانها، ومعظمهم كانوا يعيشون بمفردهم.

تولى تشو أون سوك تنظيف العديد من المنازل التي تم العثور فيها على أصحابها موتى بعد أشهر من وفاتهم في بعض الأحيان.

ويقول تشو (47 عاما) لوكالة فرانس برس إن منازلهم “مثل صورهم الشخصية”.

ويصف مشاهد مؤثرة، مثل العثور على مئات من زجاجات مشروب السوجو التي لم يشربوها وصناديق هدايا مغبرة لم تفتح أبدا.

لدى كوريا الجنوبية أيضا أعلى معدل انتحار بين الدول المتقدمة، وتشمل “الوفيات الوحيدة” من قرروا وضع حد لحياتهم.

بدأ تشو مؤخرا بتلقي مكالمات من شركات تأجير سيارات لتنظيف مركبات تبين له لاحقا أن مستأجريها انتحروا داخلها.

ويعمل على تطوير جهاز لرصد آثار الوفيات التي لم يعلم أحد بها، مشيرا إلى أن ترك الجثث بدون دفنها قد يتسبب في انتشار الآفات.

ويضيف أن الرائحة تنتشر بسرعة في الصيف، و”لا يمكن إنقاذ أي شيء” من أثاث منازل المتوفين.
“يجب إزالة كل شيء”

يتطلب العمل في بعض الأحيان أكثر من مجرد التنظيف.

ذات مرة، تولى كيم سوك-جونغ تنظيف منزل كاتبة غنائية متوفاة، ليجد مجموعة من الأغاني التي لم تشاركها مع أقربائها، فحوّلها إلى أغنية لعائلة الفقيدة.

ويتذكر تشو فتاة في المدرسة الثانوية عاشت بمفردها في “غوسيوون”، وهي غرفة ضيقة تبلغ مساحتها عادة أقل من خمسة أمتار مربعة، بعد أن هربت من العنف المنزلي.

كان يزورها شهريا للتنظيف. وكانت الفتاة المراهقة تعاني الاكتئاب، ولم تكن قادرة على التنظيف بنفسها.

كانت أكوام من الأمتعة والطعام المتعفن تغطي السرير، لكنها اعتنت بصندوق صغير، أصرت على ألا يتخلص منه تشو أبدا.

انتحرت الفتاة في تلك الغرفة الصغيرة بعد مرور عام، وعندما عاد تشو للتنظيف، وجد أن هامستر كان يعيش في الصندوق طوال الوقت.

ويقول تشو “في اللحظة التي رأيت فيها الهامستر، كل ما استطعت التفكير فيه هو أنني يجب أن أنقذه وأبقيه على قيد الحياة”.

ويؤكد كيم دو نيون، وهو من المخضرمين في مجال تنظيم الجنازات، أن لديه عددا متزايدا من المتدربين في العشرينات من العمر.

يقول “عندما يعيش الناس معا، فإنهم يتشاركون الأشياء… حتى لو مات أحدهم، فإن تلك الأغراض تبقى”.

ويتابع “لكن عندما يموت شخص وحيدا، يجب إزالة كل شيء”.

(أ ف ب)
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى منوعات