غزة ـ «القدس العربي»: كشفت آثار التعذيب التي لا تزال واضحة على أجساد أسرى قطاع غزة الذين أُفرج عنهم ضمن صفقة التبادل الأخيرة، والشهادات التي قدّموها، عن أخطر مراحل الاعتقال التي يمرّ بها الأسرى منذ بدء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وكشف مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، عن وجود آثار تعذيب وحروق على جثث أسرى فلسطينيين.
وقال في تدوينة عبر منصة “إكس”، إن “جثامين أسرى غزة أعيدوا إلينا مقيدين كالحيوانات معصوبي الأعين وعليهم آثار تعذيب وحروق بشعة تكشف حجم الإجرام الذي ارتُكب في الخفاء” .
ووصف البرش آثار التعذيب والحروق الظاهرة على جثامين الأسرى الفلسطينيين بأنها “جرائم لا تُخفى”، مبينا أن الجثامين لم تكن مدفونة تحت التراب، بل معتقلة في ثلاجات الاحتلال لشهور طويلة.
كما تحدث أسرى محررون لـ “القدس العربي” عن التعذيب الذي لاقوه في السجون الإسرائيلية. وقال أحد الأسرى المفرج عنهم من قطاع غزة، “أحاول أمام الجميع أن أتمالك نفسي، لكن في داخلي لا تزال جروح الاعتقال عميقة”. وأضاف: “كانوا يقربون الكلاب منا ونحن مكبّلو الأيدي، تنبح وتكشف أنيابها، وكان علينا وسط الرعب أن نستسلم لما قد يحدث”. وواصلت إسرائيل أمس خرق وقف إطلاق النار، واستشهد عدد من الفلسطينيين في أعمال قصف وإطلاق نار من جانب قوات الاحتلال، مع مواصلة إغلاق معبر رفح بين مصر والقطاع أمام المساعدات.
في سياق آخر، نقلت شبكة “الجزيرة” عن القناة 15 أن إسرائيل تمنع الوفد التركي الذي يضم فرق إنقاذ ومعدات ثقيلة من دخول قطاع غزة.
وقال مسؤولون إسرائيليون للقناة إن “حماس” “قادرة على إعادة جثامين المخطوفين ولا داعي لدخول الأتراك إلى غزة”.
وكانت مصادر في وزارة الدفاع التركية قد ذكرت أن أنقرة ستشارك في البحث عن جثث المحتجزين الإسرائيليين بين أنقاض المباني في قطاع غزة عبر إرسال فريق من الاختصاصيين.
كما أن مستشارا في الإدارة الأمريكية تحدث عن صعوبات في تحديد هوية جثث الأسرى الإسرائيليين وانتشالها بسبب أكوام الأنقاض الضخمة في قطاع غزة. وأوضح أن دولاً مثل تركيا مستعدة للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ.
وأكد أحد المستشارين في إحاطة إعلامية ـ لم يذكر فيها اسمه – أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة استُكملت بنجاح، والانتقال جارٍ إلى المرحلة الثانية.
وفي واشنطن، هدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ “قتل” عناصر “حماس” إذا واصلت الحركة “قتل الناس في غزة”، في إشارة على ما يبدو إلى الإعدامات الأخيرة بحق فلسطينيين بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وقال ترامب على منصته تروث سوشال “إذا واصلت “حماس” قتل الناس في غزة، وهو أمر لم يكن ضمن الاتفاق، فلن يكون أمامنا أي خيار سوى الدخول (إلى القطاع) وقتلهم”.