الوثيقة | مشاهدة الموضوع - الغارديان: المصالح الشخصية دفعت ترامب لوقف الحرب في غزة.. فهل تكفي لإحلال السلام؟
تغيير حجم الخط     

الغارديان: المصالح الشخصية دفعت ترامب لوقف الحرب في غزة.. فهل تكفي لإحلال السلام؟

مشاركة » الأربعاء أكتوبر 15, 2025 4:17 pm

1.jpg
 
لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة الغارديان مقال رأي لكينيث روث، المدير السابق لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” والأستاذ الزائر في كلية الشؤون العامة والدولية بجامعة برنستون، رأى فيه أن دوافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقف الحرب على غزة كانت في جوهرها شخصية، متسائلا ما إذا كانت هذه الدوافع كافية لإنجاز مهمة تحقيق السلام.

ما يخفف من فرحة وقف الحرب في غزة هو أن شروط السلام الدائم في الشرق الأوسط ما تزال مؤجلة إلى أجل غير مسمى، هذا إن وُجدت أصلا

وقال روث إنه “لا يسعنا إلا أن نعبر عن الفرح لأن الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة قد توقفت، على الأقل في الوقت الحالي”، مشيرا إلى أن القتل توقف، والطعام بدأ بالدخول لتخفيف وطأة المجاعة، وأن الفلسطينيين المهجّرين قسرا عادوا إلى مدنهم، إن لم يكن إلى منازلهم التي دمّرتها إسرائيل.

لكن ما يخفف من هذه الفرحة – بحسب الكاتب – هو أن شروط السلام الدائم في الشرق الأوسط ما تزال مؤجلة إلى أجل غير مسمى، “هذا إن وُجدت أصلا”.

ورأى أن ترامب يستحق الثناء على إنهاء تمويل وتسليح واشنطن لـ”الإبادة الجماعية” في غزة، وعلى ليّ ذراع بنيامين نتنياهو لقبول خطته ذات النقاط العشرين، إلا أن ذلك لم يحدث في فراغ، فلو حاول جو بايدن تنفيذ الخطة نفسها لتعرّض لانتقادات عنيفة من الحزب الجمهوري، بينما يملك ترامب اليوم هذا الحزب. وكما حدث حين ذهب ريتشارد نيكسون إلى الصين، لم يكن هناك أحد على يمين ترامب ليعارضه.

تحوّل مواقف ترامب جاء مدفوعا بتغير المزاج الأمريكي تجاه إسرائيل، وخصوصا بين الشباب الإنجيليين، الذين شعروا بالاشمئزاز من حجم الدمار والقتل في غزة

وأضاف روث أن تحوّل مواقف ترامب من تبني هدف اليمين الإسرائيلي المتطرف المتمثل في “التطهير العرقي” لغزة إلى القبول بحق الفلسطينيين المدنيين في البقاء، جاء مدفوعًا بتغير المزاج الأمريكي تجاه إسرائيل، وخصوصًا بين الشباب الإنجيليين من أنصار حركة “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا”، الذين شعروا بالاشمئزاز من حجم الدمار والقتل في غزة.

وأشار إلى أن ترامب، الذي ينشغل عادة بنفسه ومصالحه السياسية، أدرك التكاليف السياسية لاستمراره في منح نتنياهو “ضوءا أخضر” لحرب لا نهاية لها، وهي حرب احتاجها الأخير للحفاظ على ائتلافه الحاكم وتفادي الملاحقة بتهم الفساد، أو المحاسبة على الإخفاقات الأمنية التي كشفتها عملية حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

“القشة التي قصمت ظهر البعير” كانت محاولة نتنياهو مهاجمة وقتل مفاوضي حماس في قطر، ما أثار غضب قادة الخليج، الذين يشكل مزيج ثروتهم واستبدادهم أحد أعمدة قوة ترامب

ويرى الكاتب أن “القشة التي قصمت ظهر البعير” كانت محاولة نتنياهو مهاجمة وقتل مفاوضي حماس في قطر، ما أثار غضب قادة الخليج، الذين يشكل مزيج ثروتهم واستبدادهم أحد أعمدة قوة ترامب. وهذا ما دفع الرئيس الأمريكي إلى معاقبة نتنياهو وإجباره على قبول خطة وقف الحرب المؤلفة من 20 نقطة، تضمنت تخليه عن حلم “غزة خالية من الفلسطينيين”، وعودة محتملة لوكالة الأونروا التي حاول نتنياهو تدميرها.

وأشار المقال إلى أن الخطة تمنح الفلسطينيين في غزة حق “المغادرة والعودة”، وهو امتياز لا يملكه اللاجئون في لبنان وسوريا والأردن. لكنه حذّر من أن ما لم يُعلن قد يكون أخطر مما أُعلن، إذ لم يلتزم نتنياهو بالامتناع عن استئناف الحرب في حال لم تُنزع أسلحة حماس بالكامل.

ما لم يُعلن قد يكون أخطر مما أُعلن، إذ لم يلتزم نتنياهو بالامتناع عن استئناف الحرب في حال لم تُنزع أسلحة حماس بالكامل

وانتقد روث رسالة ترامب المزدوجة، فبينما يسعى للسلام، فرض عقوبات على موظفي المحكمة الجنائية الدولية لأنهم اتهموا نتنياهو ووزير دفاعه السابق بارتكاب جرائم حرب، بينها تجويع المدنيين. كما أن خطة ترامب تدعو إلى “إصلاح السلطة الفلسطينية” التي لم تُجرِ انتخابات منذ أكثر من 15 عاما، تمهيدا لما وصفه بـ”مسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني”، من دون تحديد جدول زمني لذلك.

ويعرف ترامب – وفق الكاتب – أن إقامة دولة فلسطينية تتطلب ضغطا جديدا على إسرائيل، وهو أمر لا يبدو معتادا منه، إذ لم يتخلَّ عن رؤيته لـ”ريفييرا غزة” إلا بعدما باتت الكلفة السياسية مرتفعة جدا. كما شكك روث في حصول ترامب على جائزة نوبل للسلام التي يطمح إليها ما دام الصراع في جوهره لم يُحل بعد.

وفي سياق متصل، أشار إلى أن دول الخليج تضطلع بدور أساسي، إذ يريد ترامب منها تمويل إعادة إعمار غزة التي دُمّر 92% من منازلها، لكن هذه الدول تشترط وجود مسار واضح نحو إقامة دولة فلسطينية قبل ضخ الأموال.

وختم روث بالقول إن الاعتماد على ترامب في دعم القضية الفلسطينية يظل مثيرا للقلق، رغم وصف نتنياهو له بأنه “أعظم صديق لإسرائيل”، مضيفا أن هذا الإطراء لا يخفي استعداد ترامب للابتعاد عن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل وفرض سلوك أفضل.

“لقد اتخذ خطوة كبيرة نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني التي لا توصف، لكن يجب أن نواصل الضغط عليه لإتمام المهمة”، يخلص الكاتب.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الصحافة اليوم