الوثيقة | مشاهدة الموضوع - بين “المحور” والحياد حبل مشدود.. العراق يترقب بحذر حرب الجار
تغيير حجم الخط     

بين “المحور” والحياد حبل مشدود.. العراق يترقب بحذر حرب الجار

مشاركة » الجمعة أكتوبر 03, 2025 12:27 pm

طرح تقرير صحفي بريطاني، تساؤلات حول قدرة العراق على الاستمرار في النأي بنفسه عن مواجهة إسرائيلية – إيرانية محتملة، وما هي السياسة التي ستنتهجها حكومة بغداد في ظل علاقتها المعقدة مع قوى الإطار التنسيقي للبقاء بعيدًا عن المواجهة المحتملة.

وجاء في تقرير موقع “أمواج” أن العراق يسير “على حبل مشدود بين قوتين متنافستين”، هما طهران وواشنطن.

واعتبر التقرير البريطاني أن الاشتباك الإيراني – الإسرائيلي الأخير وصل الآن إلى مرحلة “الهدوء الغامض” والقابل للاشتعال أيضًا، بينما يحاول العراق الابتعاد عن التورط المباشر.

ورأى أن “الحذر والحياد” الذي أعرب عنه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، على الرغم من اعتراض بعض قادة الإطار التنسيقي الحاكم، أثار مخاوف أساسية بشأن الموقف الرسمي للعراق.

ووفقًا للتقرير، لا يزال من غير الواضح كيف ستتصرف السلطات العراقية في حال جرى جذبها إلى صراع مستقبلي بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة.

لكن التقرير رجّح أن يكافح السوداني من أجل مواصلة صياغة مسار وسطي مستقل إلى الأمام مع استمرار الضغوط الإقليمية والدولية المتداخلة.

ونقل التقرير عن مسؤول كبير لم يُسمّه في مكتب السوداني، أن موقف العراق بين طهران وواشنطن يسير على حبل مشدود بين قوتين متنافستين، مع تزايد الضغوط الخارجية.

ووصف المسؤول التحالفات الحالية التي تشكل الإطار التنسيقي بأنها “هشة” في ظل الانقسامات التي تميز الحكم حاليًا.

ونقل التقرير عن المسؤول ذاته، أن محاولة الوقاية الدبلوماسية للسوداني وسط السياق الإقليمي المضطرب، يجب أن يُنظر إليها باعتبارها مناورة مؤقتة، وليست خيارًا استراتيجيًا في ظل الانقسامات العميقة داخل الإطار التنسيقي.

ولفت التقرير إلى أن الصراع المباشر (سياسيًا) قد خف بعد المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل في حزيران/يونيو الماضي، إلا أنه اعتبر أن الضغوط الخارجية على صُنّاع القرار في بغداد تزايدت، ما أدى إلى تفاقم الانقسامات داخل الائتلاف الحاكم.

كما نقل التقرير أيضًا عن المصدر ذاته، أن هذا الواقع أثّر سلبًا على صنع القرار، خصوصًا فيما يتعلق بالتحديات التي تستوجب الوحدة السياسية، مشيرًا إلى أن هناك فجوة متزايدة حاليًا بين تعهدات إدارة السوداني بالتمسك بالسياسات السيادية، وبين واقع التدخل الخارجي في الشؤون العراقية.

وأشار إلى أن الأهم من ذلك، أن إيران لا تزال لاعبًا مهيمنًا في العراق على الرغم من ضرب موقعها الإقليمي، مضيفًا أن هذا التأثير لا يقتصر على المجال العسكري، بل يمتد إلى صنع القرار السياسي، والتحالف المحتمل في أي حكومة مستقبلية وتحديد الأولوية للسياسات الوطنية.

ونبه التقرير البريطاني، إلى أن الحلفاء العراقيين لإيران ظلوا مقيدين خلال حرب الـ12 يومًا في حزيران/يونيو، إلا أنه أشار إلى أن الخبراء يختلفون بدرجة كبيرة حول ما إذا كان ذلك يشير إلى ضعف النفوذ الإيراني على الشؤون العراقية، أم أنه مجرد توقف تكتيكي مؤقت.

وطبقاً لمصدر سياسي عراقي مطّلع على المداولات داخل “محور المقاومة” الذي تقوده إيران، فإن طهران تجنبت عمدًا فتح جبهة جديدة في العراق، خوفًا من التداعيات الاستراتيجية لتوسع كهذا.

وبحسب التقرير، فإن السوداني يبدو أنه نظر إلى هذا التحفظ الإيراني كفرصة لتعزيز مكانته الإقليمية من خلال إبقاء العراق بعيدًا عن الصراع المباشر، وهي خطوة من المرجح أن تؤدي إلى تعزيز أوراق اعتماده مع زعماء الخليج وتركيا.

وبرغم ذلك، وجد التقرير، أن الديناميكية الإقليمية الأوسع لا تزال هشة، وأن أي تحوّل في الأولويات الاستراتيجية لإيران يمكن أن يضع العراق مجددًا في قلب المواجهة الإقليمية وفي وسطها.

وتوصل إلى أن المراقبين يلفتون إلى زيارة علي لاريجاني إلى بغداد في أوائل آب/أغسطس، وتركيزها على دعم مشروع قانون الحشد الشعبي المثير للجدل، وأنه تحت الضغط الأمريكي الحاد، تحركت الحكومة العراقية بعدها لإلغاء مسودة القانون، وهي خطوة من المرجح أن يُنظر إليها في طهران على أنها انتكاسة.

وذكر التقرير، بالنسبة لبغداد، فإن محاولة إرضاء الجميع، كان لها تأثير معاكس، في حين نقل عن أحد المصادر السياسية في الإطار التنسيقي قوله، إن إيران شعرت بخيبة أمل من الدعم الدبلوماسي الصامت لحلفائها العراقيين على ما يبدو.

واعتبر أن المواقف المتباينة على ما يبدو في بغداد وطهران، وضبط النفس لحلفاء إيران العراقيين، لا يعني بالضرورة أن إيران في طريقها للخروج من الساحة السياسية العراقية.

وبينما يتردد أن بعض الفصائل بدأت تنأى بنفسها عن “محور المقاومة” في ظل مناقشات متواصلة حول التحول الممكن للعب أدوار سياسية، إلا أنها لا تزال تمتلك القدرة والنية على التدخل عسكريًا، مثل استعراض القوة الذي قامت به في يوليو/تموز باستهداف مواقع إنتاج النفط والبنية التحتية الأخرى في إقليم كوردستان، وفقاً للتقرير.

وعوضًا عن فكرة تراجع التأثير، نقل التقرير عن المصدر المقرب من “محور المقاومة” قوله إن طهران لعبت دورًا حاسمًا في تقييد الفصائل خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا وبعدها.

وأكد المصدر وفقًا للتقرير، أن المسؤولين الإيرانيين أوضحوا لحلفائهم أن جرّ العراق إلى صراع مفتوح من المرجح أن يؤدي إلى خسارة النفوذ الذي تم بناؤه على مدار 20 عامًا.

ويبدو أن تجنب التشابك المباشر، كما بين التقرير، يصب في مصلحة معظم القوى الفاعلة العراقية، إلا أن احتمال تجدد المواجهة بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة لا يزال يلوح في الأفق، وفي حال اندلاع مثل هذا الصدام، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت بغداد ستتمكن من الحفاظ على موقفها المحايد الغامض.

ونقل التقرير عن مصدر أمني في مكتب رئيس الوزراء العراقي قوله، إن السوداني تواصل مع بعض قادة الفصائل المسلحة بعد الهجوم المفاجئ الذي شنّته إسرائيل على إيران في 13 حزيران/يونيو، وإن انخراط السوداني كان من خلال رسائل غير مباشرة حملها الوسطاء، وعُقدت وسط دفعة أمريكية أوسع، إما لحل أو زيادة دمج الحشد الشعبي في القوات المسلحة.

وبحسب المصدر الأمني العراقي نفسه، فإن المسؤولين الأمريكيين طلبوا من السوداني حصر كل أعضاء الحشد الشعبي، إلا أن هذه مسألة كانت صعبة بالنظر إلى الغموض العميق حول القوة الإجمالية لكيان الحشد.

وتابع التقرير: بغض النظر عن ذلك، فإن المصدر الأمني قال إن السوداني خلال اتصالاته مع الجماعات المسلحة، كان يسعى إلى إقناع نظرائه بتجنب الانخراط في أي مواجهة مستقبلية من خلال تقديم “ورقة التين” المكوّنة من حوافز سياسية ومالية.

وأضاف أن السوداني حذّر قادة الجماعات المسلحة من أن انخراطهم في المواجهة سيعني على الأرجح أنهم سيُستهدفون بشكل مباشر وكبير من قبل الجيش الأمريكي، بحسب تهديدات صدرت من جانب واشنطن.

وختم التقرير بالقول، إن إيران تعيد تقييم أولوياتها في العراق كجزء من استراتيجية إقليمية أوسع تحافظ من خلالها على مكاسبها، وتؤجل أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة.

ونقل التقرير عن المصدر المقرب من “محور المقاومة” قوله، إنه يمكن إعادة النظر في ذلك إذا تم استهداف إيران أو حلفائها مرة أخرى، أو إذا تغير توازن الردع بشكل كبير.

كما نقل التقرير عن مصدر سياسي كبير آخر، مقرب من الإطار التنسيقي، قوله إنه طالما ظل الصراع الإيراني – الإسرائيلي مجمدًا، فإن الفصائل المسلحة ستكون منفتحة على المفاوضات مع الحكومة، لكنه أكد أنه في حال تفاقمت التوترات، فمن المرجح أن يكون أي قرار عسكري تتخذه هذه الجماعات لن يتأثر بتدخل بغداد.

وبحسب المصدر نفسه، فعلى الرغم من الهدوء الظاهر في التوترات الإقليمية، فإن العديد من قادة الفصائل المسلحة هم في حالة من الترقب المتزايد، وأن تفكيرهم الاستراتيجي يشير إلى أن الانهيار المحتمل لإيران من شأنه أن يقوض شرعيتهم، ومن المرجح أن يؤدي إلى سقوطهم، وبالتالي فإنهم ينظرون إلى دعم إيران باعتباره ضرورة وجودية.

إلا أن المصدر المقرب من الإطار التنسيقي اعتبر أنه ليس من المستبعد أن يفكر بعض الشخصيات السياسية والعسكرية المتحالفة مع إيران، الآن بشكل أكثر تحديدًا، في كيفية الحفاظ على قدراتهم في المستقبل دون أي دعم من إيران.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير