صنعاء – «القدس العربي»: هزّت انفجارات عنيفة، مساء الخميس، العاصمة اليمنية صنعاء، جراء غارات شنتها مقاتلات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة، بما فيها إصلاحية للسجناء، وذلك غداة شن الحوثيين هجومًا بطائرتين مسيّرتين، استهدفت إحداهما مدينة إيلات، مخترقة منظوم الدفاع الجوي الإسرائيلية.
وأعلنت وزارة الصحة والبيئة في حكومة الحوثيين، في بيان محدّث، «ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على العاصمة صنعاء إلى ثمانية شهداء و142 جريحا»، مشيرة إلى «أن فرق الدفاع المدني والإنقاذ ما تزال تواصل عمليات البحث عن ضحايا تحت الأنقاض والركام».
وأكدت في بيان، «أن فرق الدفاع المدني والإنقاذ تعمل على إخماد الحرائق الناجمة عن العدوان الصهيوني والبحث عن ضحايا».
وأدانت بشدة «استمرار العدو الصهيوني في استهداف المدنيين والأعيان المدنية»، معتبرة ذلك «جريمة حرب، وانتهاكا صارخا لكل القوانين والمواثيق الدولية».
ويُعدُّ هذا الهجوم الإسرائيلي، الذي تم بالتزامن مع خطاب لزعيم «أنصار الله»، هو الأول بعد الهجوم الذي استهدف ميناء الحُديدة في 16 سبتمبر/أيلول الجاري.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن «العدو الإسرائيلي شن عصر اليوم سلسلة غارات على العاصمة صنعاء، مستهدفا محطة ذهبان الكهربائية، وحييّن سكنيّين في شارع الرقاص بمديرية معين، ومنطقتي حدة والنهدين بمديرية السبعين».
ونقلت عن مصدر محلي استنكاره «استمرار العدو الإسرائيلي في استهداف الأحياء السكنية والأعيان والمنشآت المدنية في انتهاك سافر للأعراف والمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية»».
كما نقلت الوكالة عن مصدر بجهاز الأمن والمخابرات بصنعاء قوله «إن العدوان الإسرائيلي الذي شنه اليوم (أمس) على العاصمة صنعاء، استهدف إحدى الإصلاحيات التابعة للجهاز، والتي تضم عدداً من السجناء والمعتقلين».
فيما أكدًّ مصدر عسكري بوزارة الدفاع في حكومة الحوثيين، «عدم صحة ادعاء العدو الصهيوني استهداف القيادة والسيطرة»، مؤكدًا لوكالة سبأ بصنعاء «أن الهجوم الفاشل للعدو استهدف مباني سكنية وأعيان مدنية». وقال «إن هذا العدوان لن يؤثر على عملياتنا العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني».
إلى ذلك، اعتبرت وزارة الخارجية في حكومة الحوثيين في بيان أن «استهداف الكيان الصهيوني اليوم للأعيان المدنية والأحياء السكنية بصنعاء، وأسفر عن استشهاد وجرح العشرات من المدنيين، جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاكاً صارخاً لكافة المواثيق والأعراف والقوانين الدولية».
ووفق مراقبين، فإن الحوثيين استطاعوا، مؤخرًا، تحقيق تقدم في تقنية طائراتهم المسيّرة، ما جعلها قادرة على تحقيق اختراق لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وهو ما تجلى في أكثر من هجوم في الآونة الأخيرة، آخره هجوم الأربعاء بطائرة مسيّرة على مدينة إيلات.
وفي أول تعليق من الحوثيين؛ قال عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، محمد الفرح، إن «العدوان الإسرائيلي على اليمن أتى بضوء أخضر أمريكي، وهو عدوان إجرامي فاشل يعكس مستوى حقده وعدوانيته وتجرده من القيم والإنسانية، ويكشف مدى تجاوزه للأعراف والمواثيق التي ترعى حرمة السيادة والحقوق».
وأضاف: «نؤكد ثبات شعبنا اليمني على مواقفه المساندة لغزة مهما كانت التحديات وحجم العدوان الإسرائيلي، وغداً سيرد شعبنا في الساحات والميادين على هذا العدوان».
واعتبر «إسناد غزة جهاداً في سبيل الله ومسؤولية لا تراجع عنها».
في الموازاة، نقلت القناة 12 العبرية عن مصدر أمني أن الهجوم الإسرائيلي على صنعاء تم تنفيذه بنحو 70 ذخيرة، ما يجعله واحدًا من أكبر الهجمات.
وذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه شنّ سلسلة غارات ضد أهداف عسكرية للحوثيين في صنعاء، موضحًا أن عشرات الطائرات الحربية والقطع الجوية شنّت غارات استهدفت أهدافًا تابعة لجهاز الأمن والمخابرات والجيش التابع للحوثيين في منطقة صنعاء.
وقال إن من بين الأهداف المستهدفة مقر قيادة التحكم لقيادة الأركان الحوثية ومجمعات لجهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين إلى جانب مديرية الإعلام العسكري ومعسكرات تم رصد داخلها وسائل قتالية وعناصر عسكرية يتبعون الحوثيين.
وأضاف أن هذه الغارات تأتي ردًا على هجمات الحوثيين ضد إسرائيل.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قوله:» كما وعدتُ أمس، فمن يعتدي علينا سيتعرض لضربة مضاعفة.» ويُعدُّ الهجوم الاسرائيلي الأخير هو الثامن عشر على اليمن منذ يوليو/تموز 2024.
وفي كلمته الأسبوعية المتلفزة؛ قال زعيم «أنصار الله»، عبدالملك الحوثي، إن «جبهة اليمن نفذت في هذا الأسبوع بـ21 ما بين صاروخ ومسيرة ومنها عملية الأمس التي استهدفت العدو في أم الرشراش (إيلات)».
وأضاف أن «عملية الأمس في أم الرشراش كانت ذات أهمية كبيرة، لأنها حققت الاختراق لمنظومة العدو الإسرائيلي وهذا الاختراق مستمر».
وتابع «في عمليات كثيرة ومتكررة الفشل الإسرائيلي واضح في الاعتراض للمسيرات ولبعض الصواريخ إضافة لما لها من أثر في وضع العدو الإسرائيلي».
وأكدَّ أن «حظر الملاحة البحرية على العدو الإسرائيلي مستمر في مسرح العمليات الممتد من البحر الأحمر عبر باب المندب وخليج عدن إلى البحر العربي».
وأشار إلى أنه في «هذا الأسبوع تم استهداف سفينة مخالفة لقرار الحظر».