الوثيقة | مشاهدة الموضوع - بغداد تفقد الاتصال مع واشنطن.. ووفد نيويورك يمثل وجهة نظر «الفصائل»
تغيير حجم الخط     

بغداد تفقد الاتصال مع واشنطن.. ووفد نيويورك يمثل وجهة نظر «الفصائل»

القسم الاخباري

مشاركة » الخميس سبتمبر 25, 2025 1:15 am

5.jpg
 
بغداد/ تميم الحسن

أيام قليلة قد تفصل العراق عن دخول “العقوبات” حيّز التنفيذ، والتي قد تتطور إلى “ضربات عسكرية” ضد “الفصائل”، في ظل شبه انقطاع التواصل بين بغداد وواشنطن.
وانتقد سياسي مستقل بشدة الوفد العراقي الذي شارك في اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك، كاشفًا أن من بينه ممثلين عن جماعات مسلّحة مدعومة من طهران.
ويوم السبت الماضي، توجه رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، في غياب رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة في دورتها الـ(80).
وأكد مثال الآلوسي، وهو سياسي مستقل ونائب سابق، أن بعض المسؤولين الرفيعين في العراق “لم يحصلوا على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة” لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضح أن “واشنطن رفضت استقبال حكومة الإطار التنسيقي لأنها لا تعترف بأنها تمثل السلطة العراقية”، مشيرًا إلى أن أمريكا والغرب وحتى بعض الدول العربية “نصحت بغداد بالابتعاد عن إيران والتمسك بالمصالح العراقية بشكل حقيقي لا إعلاميًا”.
وانطلقت أول أمس الثلاثاء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بمشاركة نحو 200 رئيس دولة وحكومة.
هيمنة إيرانية
وعن الوفد العراقي، قال الآلوسي، وهو نائب سابق، إن “الممثلين العراقيين في أمريكا لا يمثلون العراق، وإنما جاءوا بهيمنة إيرانية”، مضيفًا: “هناك من الوفد من يمثل رسميًا، وبدون تزويق، فيلق القدس والفصائل المسلحة”.
أما عن رئيس الجمهورية الذي ترأس الوفد، قال الآلوسي: “هو صديقي، لكنه فُرض على الكرد وعلى العملية السياسية من قبل إيران.
ووصف الآلوسي تشكيلة الوفد بأنها “فضيحة كبرى”، مضيفًا: “الحكومة كانت مصرة على أن تقول للعالم إننا نمثل الإطار التنسيقي وقوة السلاح”، لافتًا إلى “غياب أي وزن حقيقي للأكراد أو التيار الصدري، حيث إن مستشار رئيس الجمهورية علي شكري ضمن الوفد لا يمثل التيار”.
وضمّ الوفد وزير الخارجية فؤاد حسين، ونائب رئيس وزراء إقليم كردستان قوباد طالباني، ووزير الصحة صالح الحسناوي، ووزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو، ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، وآخرين.
“ساحة حرب”
ومن نيويورك، وصف وزير الخارجية فؤاد حسين العراق بأنه أصبح “ساحة حرب مفتوحة”.
وحذّر في تصريحات لصحيفة خليجية من أن التهديدات الإسرائيلية تجاه إيران “قد تؤدي إلى توتر أكبر ومشاكل كبيرة في المنطقة”.
وقال حسين: “جغرافية العراق وسماؤه أصبحت ساحة حرب، وهناك تبعات لهذه الهجمات (بين إيران وإسرائيل)”، معربًا عن أمله في إمكانية حل هذه التوترات عبر الدبلوماسية.
وتأتي هذه التصريحات وسط أنباء عن فشل التواصل بين بغداد وواشنطن، وتعثر عمل سفارتي البلدين، ولجوء العراق إلى البحث عن “لوبيات” لإعادة العلاقة مع الإدارة الأمريكية.
البحث عن اللوبيات
ويؤكد النائب عدنان الزرفي أن رسائل أمريكية وصلت إلى بغداد “تطالب بإبعاد الأحزاب المسلحة عن الانتخابات”، مبينًا أن “واشنطن ستحسم شكل علاقتها مع العراق بناءً على نتائج الانتخابات القادمة”.
وقال في مقابلة تلفزيونية إن “السفارتين العراقية في واشنطن والأمريكية في بغداد لا تعملان”، وإن “واشنطن أبلغت اللوبيات بعدم مراجعتها بشأن شخصيتين كبيرتين من العراق”، مضيفًا أن “هناك مساعٍ شيعية للبحث عن لوبيات، لكن العقلية الأمريكية تغيرت”، وأن “الامتيازات التي منحتها بغداد للشركات الأمريكية مؤخرًا جاءت متأخرة”.
وأشار الزرفي إلى أن “آلية الزناد ضد إيران، التي قد تُطبق بعد أيام، ستكون أشد على العراق من أي قصف أمريكي أو إسرائيلي”، موضحًا أن تفعيلها “سيشكل تحديًا للاقتصاد العراقي”، حيث إن “العقوبات المفروضة على إيران ستكون أخطر على العراق من القصف المباشر”.
وكانت (المدى) قد كشفت الأسبوع الماضي عن تسلّم زعامات شيعية رسائل أمريكية وبريطانية نصّت على ضرورة “تجنب العراق الضربات الإسرائيلية”، وسط معلومات عن اختراق الجماعات المسلحة ومراقبة اجتماعات ممثلين عن “حماس” و”الحوثيين” في العراق.
“لا مكان للفصائل”
ويقول مثال الآلوسي، وهو عضو سابق في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، إن هناك رسائل أكثر خطورة وصلت إلى العراق في نيويورك، تتعلق بأن “الاقتصاد العراقي والأموال والأرصدة كلها تحت رحمة الإدارة الأمريكية”، مضيفًا: “يد دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي شخصيًا، على عائدات النفط العراقية، وأخشى أن يعاقب حكومة الإطار من خلال قطع الدولار”.
وأشار الآلوسي إلى أن “العالم يراقب كيف تتحايل وزارة الكهرباء والحكومة العراقية بشأن الغاز الإيراني، ومحاولة شراء الغاز من تركمانستان لمنح جزء منه إلى طهران، ولتقوم وزيرة المالية بتغذية إيران وحزب الله والحوثيين بالأموال”. وكانت واشنطن قد رفضت الأسبوع الماضي عقد توريد الغاز من تركمانستان لأنه يتعارض مع حزمة العقوبات الأمريكية على إيران.
وأكد الآلوسي أن القرار الأمريكي والإسرائيلي والغربي واضح: “لا دور للجماعات المسلحة الإيرانية في العراق، ولا لحركة حماس في فلسطين، ولا لحزب الله في لبنان”. وحذّر الآلوسي السوداني خطيًا أكثر من مرة، قائلاً إن “تأخر بغداد في إثبات أنها حكومة عراقية، وليست حكومة المسلحين، وأنها تنفذ المصالح العراقية في المنطقة لا الإيرانية، قد يدفعها إلى مغامرات مكلفة”.
ونصح الحكومة بالإسراع في تقديم طلب دولي الآن، وليس لاحقًا، لصياغة “مسودة أو وثيقة” مع الدول الغربية لحماية العراق من الصواريخ والطائرات التي قد تستهدف البلاد وإيران قريبًا.
وقبل أيام أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن تفعيل العقوبات المرتبطة بآلية الزناد ضد إيران سيتم بحلول نهاية أيلول الجاري.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار