ترجمة: حامد أحمد
كشف تقرير لوكالة «أسوشييتد برس» الأميركية عن استعداد العراق لافتتاح أول محطة طاقة شمسية على نطاق صناعي في البلد يوم الأحد 21 أيلول، في مساحة شاسعة من صحراء محافظة كربلاء ستزوّد الشبكة الوطنية بطاقة إضافية قدرها 300 ميغاواط، وهو جزء من مشاريع طموحة للطاقة الشمسية يجري تنفيذها في العراق بطاقة إجمالية تصل إلى 12 ألفًا و500 ميغاواط، تهدف إلى دعم الشبكة الوطنية والتخفيف من الانبعاثات الضارة الملوِّثة للهواء.
وقال المدير التنفيذي للمحطة الجديدة في كربلاء، صفاء حسين، في حديث للوكالة وهو يقف أمام صفوف طويلة من الألواح السوداء: «هذا هو أول مشروع من نوعه في العراق يمتلك هذه القدرة». ومن الأعلى، يبدو المشروع وكأنه مدينة سوداء اللون تحيط بها الرمال.
ويأتي ذلك كجزء من دفعة جديدة من الحكومة لتوسيع إنتاج الطاقة المتجددة في بلد يعاني كثيرًا من أزمات الكهرباء رغم ثرائه بالنفط والغاز.
وقال المدير التنفيذي إن المحطة الشمسية تهدف إلى «تزويد الشبكة الوطنية بالكهرباء، وتقليل استهلاك الوقود خاصة أثناء ذروة الاستهلاك في النهار، إضافة إلى تقليل الأثر البيئي السلبي للانبعاثات الغازية». واستنادًا إلى ما قاله ناصر كريم، رئيس الفريق الوطني لمشاريع الطاقة الشمسية في مكتب رئيس الوزراء، فإن المحطة الجديدة في كربلاء ستتمكن في نهاية المطاف من إنتاج ما يصل إلى 300 ميغاواط من الكهرباء في ذروتها. وأضاف أن مشروعًا آخر قيد الإنشاء في محافظة بابل ستبلغ قدرته 225 ميغاواط، كما ستبدأ قريبًا أعمال مشروع آخر بطاقة 1000 ميغاواط في محافظة البصرة. وتأتي هذه المشاريع ضمن خطة طموحة لتنفيذ مشروعات طاقة شمسية واسعة النطاق بهدف التخفيف من النقص المزمن في الكهرباء بالبلاد.
مشاريع أوسع في الأفق
قال وكيل وزير الكهرباء، عادل كريم، إن لدى العراق مشاريع طاقة شمسية بطاقة إجمالية 12,500 ميغاواط قيد التنفيذ أو قيد الموافقة أو قيد التفاوض. وإذا ما تم تنفيذها بالكامل، فإن هذه المشاريع ستغطي ما بين 15% إلى 20% من إجمالي الطلب على الكهرباء في العراق، باستثناء إقليم كردستان.
وأضاف كريم قائلًا: «جميع الشركات التي تعاقدنا معها، أو ما زلنا نتفاوض معها، ستبيعنا الكهرباء بأسعار مشجعة جدًا، ونحن بدورنا سنبيعها للمستهلكين».
ويشير التقرير إلى أنه على الرغم من ثروة البلد الكبيرة من النفط والغاز، فإن العراق عانى لعقود من نقص الكهرباء بسبب الحروب والفساد وسوء الإدارة.
وتتكرر انقطاعات التيار الكهربائي، خاصة في أشهر الصيف اللاهبة، حيث يضطر كثير من العراقيين للاعتماد على المولدات العاملة بالديزل أو تحمّل درجات حرارة تتجاوز 50 درجة مئوية دون تكييف. وقال كريم إن العراق ينتج حاليًا ما بين 27 ألفًا و28 ألف ميغاواط من الكهرباء، بينما يتراوح الاستهلاك الوطني بين 50 ألفًا و55 ألف ميغاواط. وتساهم محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز الإيراني بحوالي 8 آلاف ميغاواط من الإمدادات الحالية.
ويعتمد العراق بشكل كبير على الغاز المستورد من إيران، إضافة إلى الكهرباء المستوردة مباشرة منها لتلبية احتياجاته، وهو ترتيب قد يتعارض مع العقوبات الأميركية.
وفي وقت سابق من هذا العام، أنهت واشنطن إعفاءً من العقوبات كان يسمح بشراء الكهرباء مباشرة من إيران، لكنها أبقت على الإعفاء الخاص باستيراد الغاز. وكان العراق قد وقّع عقدًا في آذار 2025 مع شركة «توتال إنرجيز» الفرنسية العملاقة لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية في البصرة، حيث يتضمن العقد إنشاء مشروع للطاقة الشمسية، أطلق عليه اسم «شمس البصرة» بقدرة إجمالية تبلغ 1000 ميغاواط، وقد بدأت الأعمال الهندسية المدنية بالفعل، ومن المتوقع إدخال 250 ميغاواط إلى الخدمة بحلول نهاية العام الحالي.
وأوضح وزير الكهرباء العراقي، زياد علي فاضل، في وقتها أن مشروع «شمس البصرة» للألواح الشمسية ينسجم مع أهداف العراق في التحول إلى الطاقة النظيفة، مضيفًا أن المشروع الذي يُنفَّذ في صحراء البصرة يتضمن نحو مليوني لوح شمسي موزعة على أربع وحدات توليدية بطاقة إنتاجية تصل إلى 1000 ميغاواط بمعدل 250 ميغاواط لكل وحدة. حيث سيساهم المشروع في دعم منظومة الطاقة الوطنية، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وبدوره يساهم في تقليل الانبعاثات وتحسين البيئة.
* عن «أسوشييتد برس»