الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إذا كان أصلُ الانسان قرداً فلماذا لا تزال قرود اليوم على حالها؟… علماء يجيبون
تغيير حجم الخط     

إذا كان أصلُ الانسان قرداً فلماذا لا تزال قرود اليوم على حالها؟… علماء يجيبون

مشاركة » الأحد سبتمبر 21, 2025 12:30 am

1.jpg
 
لندن ـ «القدس العربي»: لا تزال نظرية «التطور» تشغل العلماء وتثير الجدل في أوساطهم منذ سنوات بل عقود طويلة، حيث تقوم هذه النظرية على افتراض أنَّ الإنسان كان في الأصل قرداً ثم تطور عبر ملايين السنين حتى أصبح بشكله الحالي اليوم، فيما يتساءل الساخرون من هذه النظرية عن سبب وجود القرود اليوم ما داموا قد تطوروا، ولماذا قرود اليوم لم يصبحوا بشراً حتى الآن؟

وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي»، إن بحثاً جديداً يكشف ما أسماه العلماء «مفهوماً خاطئاً شائعاً ومستمراً» حول طبيعة التطور البشري.
وتقول الصحيفة إنها طلبت من بعض الخبراء البارزين شرح سبب حاجتنا لإعادة النظر في مكانتنا في التسلسل التطوري، مشيرة إلى أن من الآراء الشائعة حول التطور أنه «عملية خطية تأخذ الأنواع البدائية وتقربها تدريجيًا من الكمال».
وقالت البروفيسورة روث ميس، الخبيرة في التطور البشري من كلية لندن الجامعية: «تخيل العملية التطورية كشجرة. جميع الأنواع الحية على أطراف الفروع. البشر والقرود على فروع انفصلت في مرحلة ما. كلا الفرعين لا يزالان موجودين».
وأضافت: «إذا تتبعنا تلك الفروع عبر الأجيال، فسنجد في النهاية أنها تندمج في نوع واحد. أقرب أقارب الإنسان الحديث على قيد الحياة هم الشمبانزي والبونوبو، حيث نتشارك معهم حوالي 98.7 في المئة من الحمض النووي. كما نتشارك مع أقاربنا من الرئيسيات العديد من السمات المشتركة، بما في ذلك السمات التشريحية، والتسلسلات الهرمية الاجتماعية المعقدة، ومهارات حل المشكلات».
وتؤكد ميس أنه «قد يكون من السهل الاعتقاد بأن الإنسان الحديث تطور من مجموعة من الشمبانزي أو البونوبو، تاركاً بقية الأنواع في مرتبة أدنى من سلم التطور. ومع ذلك، تُظهر البيانات الجينية الحديثة أن هذا ليس صحيحاً». ويعتقد علماء الأنثروبولوجيا حالياً أن الإنسان انفصل عن عائلة البونوبو والشمبانزي منذ ما بين ستة إلى عشرة ملايين سنة. ويُطلق العلماء على هذا النوع عند تلك النقطة من التفرع اسم «آخر سلف مشترك».
وعندما يتحدث العلماء عن البشر الأوائل مثل إنسان نياندرتال والإنسان المنتصب، قد يبدو الأمر كما لو أن الإنسان الحديث حل محل جميع الأنواع التي سبقتهم. وهذا يُنشئ تصوراً خاطئاً بأن جميع الأنواع السابقة إما تطورت لتصبح أقرب إلى الإنسان أو انقرضت، بحسب ما تؤكد البروفيسورة روث ميس.

لماذا لم تصبح القرود بذكاء البشر؟

ويقول العلماء إن قصتنا التطورية هي قصة تطور تدريجي في مستوى الذكاء، حيث سمح هذا الذكاء للبشر بالازدهار بطريقة لم يسبق لها مثيل، ما دفع العديد من أنواع الرئيسيات الأخرى إلى حافة الانقراض.
لكن إذا كان ذكاءنا ميزة تطورية هائلة، فلماذا لم يتطور أقاربنا المقربون ليصبحوا بنفس الذكاء؟
وتعلق البروفيسورة ميس على هذا السؤال بالقول: «إذا كنت تعيش في الغابات المطيرة ضمن مجموعات من الرئيسيات التي تتغذى في الغالب على المواد النباتية، فإن نوع الذكاء الذي تحتاجه ليس بالضرورة هو نفس نوع الذكاء الذي تحتاجه إذا كنت من آكلي اللحوم الذين يحتاجون إلى اصطياد فرائس كبيرة في مجموعات في السافانا».
وهذا يعني أنه لا يوجد سبب لتطور القرود إلى نوع أشبه بالبشر، حيث في الواقع عندما يتعلق الأمر بـ«النجاح» التطوري، فإن الذكاء البشري ليس كما يُشاع عنه. وقال الدكتور جون روان، الأستاذ المساعد في التطور البشري بجامعة كامبريدج: «يُبدع الشمبانزي والبونوبو في بيئاتهما، فلماذا لا نطرح السؤال المعاكس: لماذا لم يتطور البشر ليصبحوا أشبه بالشمبانزي أو البونوبو؟».
ويضيف: «لا تشارك البونوبو تحديداً في أعمال عنف وقتل واسعة النطاق بين جماعاتها، بينما نحن البشر غارقون باستمرار في الصراعات والحروب – فلماذا لم نتطور لنكون أشبه بالبونوبو؟».
وعلى عكس الاعتقاد السائد، فإن البشرية ليست الهدف الذي يسعى التطور نحوه، حيث يقول الدكتور روان: «غالباً ما يُفترض أن النسخة البشرية من سمة ما يجب أن تكون الأفضل، لكن هذا نادراً ما يكون صحيحاً». وقال الدكتور إدوين دي جاغر، عالم الأنثروبولوجيا البيولوجية من جامعة كامبريدج: «التطور لا يتكرر تمامًا، ولكن مع توفر الوقت الكافي والضغوط المناسبة، من الممكن أن تتطور بعض الرئيسيات إلى ذكاء أكبر أو سمات أشبه بالبشر. لكنهم لن يصبحوا بشراً، بل سيمثلون شيئاً جديداً تماماً».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى منوعات

cron