الوثيقة | مشاهدة الموضوع - الأمير هشام: لا أحد يشك أننا أمام إبادة ومصير الفلسطينيين لن يكون مثل الهنود الحمر
تغيير حجم الخط     

الأمير هشام: لا أحد يشك أننا أمام إبادة ومصير الفلسطينيين لن يكون مثل الهنود الحمر

مشاركة » الأربعاء سبتمبر 10, 2025 8:27 am

1.jpg
 
لندن- “القدس العربي”:

في حوار مطول جرى نشره أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء في الجريدة الرقمية الإسبانية الكونفيدينسيال، أوضح الأمير المغربي هشام بن عبد الله أنه لم يعد يخالج أي شخص أن ما يجري في الأراضي الفلسطينية هو حرب إبادة حقيقية ضد الشعب الفلسطيني.

ويبرز أن الكيان الإسرائيلي يعتقد بعد انتصاره العسكري أن “لديه فرصة لإنهاء القضية الفلسطينية إلى الأبد. لكن الحكومات العربية ليست مؤيدة للفلسطينيين لأنها لطالما أرادت إرضاء الولايات المتحدة. التوتر يتصاعد والشعور بالتضامن الشعبي يتنامى. لذلك، تجد الحكومات العربية نفسها في موقف صعب، فهي تسير على حافة الهاوية”.

وتابع أن الحكومات العربية تريد الابتعاد ما أمكن عن القضية الفلسطينية حتى لا تضطر إلى قطع العلاقات مع إسرائيل، مبرزا “إنه موقف كان يمكن التعامل معه حتى الآن، لكن الحرب لن تستمر عامًا أو عامين، بل عقودًا. سيحدث الكثير من الأمور. على سبيل المثال، محاولات الطرد في القدس، والأعمال حول الأماكن الإسلامية المقدسة. عندما يحدث ذلك، ستعاني الحكومات العربية من عدم استقرار كبير. لقد انتصرت إسرائيل عسكرياً، لكنها خسرت سياسياً وأخلاقياً، بمعنى أنها لم تنجح في تحويل هذا الانتصار إلى قبول لمكانتها المهيمنة. لقد حصلت على الاستقلالية والحرية المطلقة من الولايات المتحدة، وكذلك على رضا بعض الدول الأوروبية، وحكومتها مستعدة لإنهاء المهمة. إسرائيل تحكمها اليوم فكرة المسيح المنتظر، وهذا مشروع إلهي. لذلك يمكنهم أن يأخذوا كل الوقت الذي يريدون لإنجازه”.

لم يغادر أي فلسطيني البلاد حتى الآن لسبب بسيط هو أنهم يتذكرون مثال النكبة عام 1948: فهم يعلمون أنهم إذا غادروا، فلن يعودوا أبدًا

ويتابع “إذا حدث انفجار، فسيحدث عندما يتم طرد الفلسطينيين. وهذه مسألة وقت. إذا لاحظت، فإن الحكومات العربية تنتظر في الأساس أن تمر غطرسة ترامب”. ويبرز أن “هناك حديثا عن أن الأمريكيين سيديرون قطاع غزة لسبب بسيط: لا تريد أي دولة عربية أن تتورط في الأمر. يتمثل المشروع، في جوهره، في تحويل غزة إلى نوع من الريفيرا، والإبقاء على عدد قليل من السكان الفلسطينيين هناك، لأنهم بحاجة إلى أيديهم العاملة، وطرد جميع الآخرين”.

ويؤكد أنه “ومع ذلك، لم يغادر أي فلسطيني البلاد حتى الآن لسبب بسيط هو أنهم يتذكرون مثال النكبة عام 1948: فهم يعلمون أنهم إذا غادروا، فلن يعودوا أبدًا. أعتقد أن الإسرائيليين سيحتفلون بشرف عسكري بخروج أي قارب يغادر غزة متجهًا إلى أوروبا. لكن هذا لم يحدث لأن الفلسطينيين لا يغادرون. وأعتقد أنهم سيقاومون بمعركة شجاعة ستكون تاريخية. انطباعي هو أنهم سينتصرون في النهاية”.

ويرى الأمير أن حل الدولتين أصبح صعبا في الوقت الراهن لا سيما في ظل التدمير العسكري لفلسطين، ويعتقد أن الحل المستقبلي “سيكون إما شكلاً من أشكال الكونفدرالية، أو شكلاً من أشكال السيادة المشتركة في مناطق مختلفة. الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء يتمتعون بالخيال والإبداع. عندما يحين الوقت، أعتقد أنه سيتم إيجاد طريقة ما لتحقيق ذلك. دعونا نأخذ في الاعتبار أن المشكلة الأيرلندية رافقتنا لمدة 500 عام. استغرق الأمر خمسة قرون. لا يجب أن يكون مستقبل الفلسطينيين مثل مستقبل الهنود الحمر، الذين تم حصرهم في محميات. يمكن أن يكون هناك سيناريو آخر”.

وتناول الحوار قضايا الديمقراطية في العالم العربي ووضع الجالية العربية والمسلمة في الدول الغربية خاصة أوروبا، ثم العلاقات المغربية-الإسبانية. وحول النزاع الشائك سبتة ومليلية المحتلتين، يقول الأمير إن المغاربة يعتبرون المدينتين مغربيتين تاريخيا وإن الحل يمر عبر الحوار واستشارة ساكنتهما. وحول الإحساس في إسبانيا بأن المغرب يشكل خطرا على اسبانيا، يبرز الأمير أن “هذا مشكل إسباني وليس مغربيا وهو قائم من عهد إيزابيلا الكاثوليكية، وعلى الإسبان إيجاد حل له، وهذا لا يعني أن المغرب يجب أن يتخلى عن سبتة ومليلية، يجب إيجاد حل لمشكل المدينتين في عشرين سنة أو مائة سنة”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات