الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إسرائيل تستهدف القوات الحكومية السورية بعد دخولها مدينة السويداء
تغيير حجم الخط     

إسرائيل تستهدف القوات الحكومية السورية بعد دخولها مدينة السويداء

القسم الاخباري

مشاركة » الثلاثاء يوليو 15, 2025 4:32 pm

6.jpg
 
السويداء (سوريا) (أ ف ب) – شنّت اسرائيل الثلاثاء غارات على القوّات الحكومية السورية بعيد دخولها مدينة السويداء التي تقطنها غالبية من الأقلية الدرزية التي تعهدت الدولة العبرية بحمايتها.

ودخلت قوات السلطات الانتقالية السورية المدينة الواقعة في جنوب البلاد صباح الثلاثاء، وأعلنت وقف إطلاق النار فيها، وذلك بعد مقتل أكثر من مئة شخص في اشتباكات عنيفة بين مسلحين من الدروز وآخرين من البدو اندلعت في المحافظة الأحد.

وأعادت الاشتباكات الى الواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها السلطات الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع منذ وصولها إلى الحكم بعد إطاحة بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر.

وأعلنت القوات الحكومية صباح الثلاثاء أنها ستدخل المدينة بموجب اتفاق مع وجهائها من رجال الدين الدروز، مشيرة الى فرض حظر تجول في أنحائها. وبعيد تقدمها، دارت اشتباكات بينها وبين مسلحين من الدروز.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه بدأ “بتوجيهات من المستوى السياسي… مهاجمة آليات عسكرية تابعة للنظام السوري في منطقة السويداء”.

وأتى ذلك بعدما أوعز رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس في بيان مشترك “بتوجيه ضربة فورية لقوات النظام والأسلحة التي أُدخلت إلى منطقة السويداء في جبل الدروز في سوريا بهدف تنفيذ عمليات ضد الدروز”.

وسبق لإسرائيل أن تعهدت بحماية الأقلية الدرزية، وحذّرت السلطات الانتقالية من أنها لن تسمح بتواجد قواتها في جنوب سوريا على مقربة من هضبة الجولان التي تحتل الدولة العبرية أجزاء واسعة منها منذ حرب العام 1967.

وعقب إطاحة الأسد في أواخر 2024، شنّت إسرائيل مئات الغارات الجوية على سوريا واضعة ذلك في سياق الحؤول دون سيطرة السلطات الجديدة على ترسانة الحكم السابق. كما تقدمت قواتها في المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وبينما لا يزال البلدان رسميا في حالة حرب منذ العام 1948، أقرت السلطات الانتقالية السورية في الآونة الأخيرة بعقد مفاوضات غير مباشرة مع الدولة العبرية بهدف العودة إلى تطبيق اتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974.

وكانت إسرائيل أعلنت الاثنين مهاجمة دبابات تابعة للقوات الحكومية في السويداء، معتبرة ذلك بمثابة رسالة تحذير الى السلطات في دمشق.

– “الرد على مصادر النيران” –
وبعد ساعات من دخول القوات الحكومية السورية مدينة السويداء، أعلن وزير الدفاع مرهف أبو قصرة وقفا تاما لإطلاق النار بعد اتفاق مع وجهاء المدينة.

وقال في منشور على إكس “إلى كافة الوحدات العاملة داخل مدينة السويداء، نعلن عن وقف تام لإطلاق النار بعد الاتفاق مع وجهاء وأعيان المدينة، على أن يتم الرد فقط على مصادر النيران” في المدينة ذات الغالبية الدرزية.

لكن على الأرض، أفاد شهود بتواصل المواجهات.

وقال أحد سكان السويداء لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه “أنا في وسط السويداء، أصوات اطلاق النار مستمرة (..) جرت حالات نهب وسرقة وقتل واعدامات ميدانية وحرق لمحلات تجارية ومنازل وهناك عشرات المخطوفين من المدنيين لا نعرف عنهم شيئا”.

وكانت هيئات روحية درزية، من بينها الشيخ البارز حكمت الهجري، دعت في بيانات المقاتلين إلى تسليم سلاحهم وعدم مواجهة القوات الحكومية. لكن الهجري عاد ودعا في بيان مصوّر إلى “التصدي لهذه الحملة البريرية بكل الوسائل المتاحة”، موضحا “رغم قبولنا بهذا البيان المذل من اجل سلامة اهلنا واولادنا، قاموا بنكث العهد والوعد واستمر القصف العشوائي للمدنيين العزل”.

وعقد اجتماع ظهر الثلاثاء في مضافة الشيخ الدرزي البارز يوسف جربوع مع قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء أحمد الدالاتي بحضور عدد من الوجهاء، للحديث عن ترتيبات وقف إطلاق النار، بحسب مصدر مقرّب من المجتمعين.

ودعت وزارة الدفاع بعد دخول السويداء الأهالي الى “التزام المنازل” وقالت إن “المجموعات الخارجة عن القانون تحاول الهروب من المواجهة عبر الانسحاب إلى وسط مدينة السويداء”.

– توتر متكرر –

وشهدت محافظة السويداء خلال اليومين الماضيين معارك بين مسلحين من البدو وآخرين من الدروز، في أحداث أمنية هي من الأعنف في سوريا منذ إطاحة فصائل معارضة بحكم الرئيس بشار الأسد.

وأعلنت القوات الحكومية الاثنين تدخّلها في المحافظة لفضّ الاشتباكات، لكن بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود وفصائل درزية، فقد تدخلت إلى جانب المسحلين من البدو.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 116 شخصا في المواجهات، من بينهم 64 درزيا، غالبيتهم مقاتلون وامرأتين وطفلين، بالإضافة إلى 34 من القوات الحكومية و18 المسلحين البدو. وأعلنت وزارة الدفاع السورية من جهتها عن مقتل 18 من قواتها في المواجهات.

وبدأت القوات الحكومية السورية منذ الاثنين بإرسال تعزيزات إلى السويداء وسيطرت على قرى درزية مجاورة لمدينة السويداء، بحسب مراسل فرانس برس.

وتأتي أعمال العنف هذه بعد نحو شهرين من مواجهات قرب دمشق بين مسلحين دروز وقوات الأمن اسفرت عن مقتل 119 شخصا. وعلى إثرها، أبرم ممثلون للحكومة السورية وأعيان دروز اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد، تولى بموجبها مسلحون دروز إدارة الامن في المنطقة.

وتُقدّر أعداد الدروز في منطقة الشرق الأوسط بأكثر من مليون، تتركّز غالبيتهم في مناطق جبلية في لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية والأردن.

ويقدّر تعداد الدروز في سوريا بنحو 700 ألف يعيش معظمهم في جنوب البلاد حيث تعد محافظة السويداء معقلهم، كما يتواجدون في مدينتي جرمانا وصحنايا قرب دمشق، ولهم حضور محدود في إدلب، في شمال غرب البلاد.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار