الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إسرائيل: لن نسمح بنمو “النووي التركي”
تغيير حجم الخط     

إسرائيل: لن نسمح بنمو “النووي التركي”

القسم الاخباري

مشاركة » الأربعاء يوليو 09, 2025 2:53 am

2.jpg
 
عندما هاجمت إسرائيل إيران، شخّص اردوغان فرصة لجعل تركيا “إيران الجديدة”: دولة تهدد عسكرياً، سياسياً وربما حتى نووياً. مثل إيران، تمنح تركيا رعاية سياسية ولوجستية لمنظمات الإرهاب وعلى رأسها حماس، التي تعمل ضد إسرائيل بدعم منها.

مؤخراً، أعلن اردوغان بأن تركيا في مرحلة متقدمة في تطوير صواريخ باليستية بعيدة المدى، وبدأ إنتاج واسع للطائرة القتالية الخفية “قاآن”، التي ستدخل الخدمة في 2029. منذ العام 2022 نجحت تركيا، في تجربة صاروخ “تايفون” لضرب هدف على مسافة 560 كيلومتراً، وشدد اردوغان على أن بلاده لن تبقى في الخلف حيال إيران وإسرائيل، بل وحذر من ضرب أثينا بصاروخ أنه إذا لم تبق اليونان “هادئة”.

هذه التهديدات على اليونان، إلى جانب إبقاء تركيا منذ 50 سنة قواتها في شمال قبرص، أرض محتلة لعضو في الاتحاد الأوروبي، هي جزء من عقيدة “الوطن الأزرق” لسيطرة تركية شرقي البحر الأبيض المتوسط.

رغم ذلك، سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه تركيا تعاني من نقص في الثبات. في أيار 2025 أقر الاتحاد خطة SAFE بمبلغ 150 مليار يورو تتضمن تعاوناً أمنياً مع دول من خارج الاتحاد أيضاً، بما فيها تركيا. وهكذا، رغم خروقات حقوق الإنسان، واحتلال قبرص، وتهديدات علنية على اليونان، فستحظى أنقرة بتمويل أوروبي، وتكنولوجيات متطورة، وتسليح إضافي تعظم فيه تهديدها الاستراتيجي أكثر فأكثر.

لن يكون التهديد تقليديا فقط؛ فتركيا تسرع المشروع النووي أيضاً على شاطئ البحر المتوسط الذي سيبدأ بالعمل هذه السنة. إصرارها على تخصيب مستقل سيسمح لها بتطوير سلاح نووي. ومنذ 2019 أوضح اردوغان بأنه لا يقبل الحظر على ذلك “فيما إسرائيل تحوزه”.

ربما تعيد تركيا السيناريو الإيراني الذي يتحول فيه برنامج نووي مدني إلى عسكري، ولهذا الغرض تستخدم شبكة دولية: باكستان، التي ساعدت إيران وليبيا في المجال؛ والنيجر، التي تورد مواد خامة نووية؛ والصومال، حيث أقامت فيها قواعد خفية لـ “التدريبات” بعيداً عن عيون الغرب.

كل هذا على خلفية تضخم مالي مندفع، واعتقالات سياسية ومظاهرات كبرى ضد اردوغان، التي تدفعه للصعود نحو تهديدات إقليمية ودولية لصرف الانتباه العام. تستغل تركيا عضويتها في الناتو للحصانة من عمل عسكري ضدها. واردوغان يقوض الحلف من الداخل، لكنه يتمتع بدفاع لم تحصل عليه إيران قط، رغم تعارض سياسته مع مصالح الحلف. انعدام ثبات الولايات المتحدة وأوروبا في مواقفهما يستوجب من إسرائيل استعداداً استراتيجياً مستقلاً. أبرز نموذج على ذلك، هو إصرار الرئيس ترامب على إعادة تركيا إلى برنامج طائرات الـ اف 35 رغم إخراجها منه بعد أن اشترت منظومات الدفاع الجوي S400 من روسيا، الخطوة التي أثارت تخوفاً شديداً من تسرب تكنولوجيات حساسة إلى موسكو ومست بمصداقية الناتو بشدة.

إن توصيات تقرير لجنة “نيغل” حول الاستعداد المستقل لتهديدات استراتيجية تشدد على الحاجة إلى استعداد إسرائيلي للتهديد التركي. فقد بنت إسرائيل تحالفات قوية مع اليونان وقبرص، تتضمن تدريبات منتظمة، وتعاوناً بحرياً لحماية ممتلكات الطاقة وبيع أسلحة متطورة. بالتوازي، فهي تعزز التعاون الأمني مع مصر والإمارات، اللتين تخافان من تعاظم قوة تركيا.

في الاتصالات مع دمشق، على إسرائيل أن تطلب قيوداً واضحة على موضع تركي في شمال سوريا، ورفض قاطع لفكرة ترامب لتحرير صفقة الـ اف 35 مقابل موافقة تركية على الاتفاق.

إن إسرائيل وشركاءها ملزمون بالعمل الآن قبل أن يتطور التهديد التركي إلى خطر استراتيجي جسيم وغير مسبوق، يغطي حتى على التهديد الإيراني.
شاي غال
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار

cron