الوثيقة | مشاهدة الموضوع - تقرير يحلل “ضعف” حلفاء إيران في العراق و”عواقب” ذلك على الحشد الشعبي
تغيير حجم الخط     

تقرير يحلل “ضعف” حلفاء إيران في العراق و”عواقب” ذلك على الحشد الشعبي

مشاركة » السبت يوليو 05, 2025 8:53 am

1.png
 
مثّل نجاح العراق في البقاء خارج الحرب الإسرائيلية – الإيرانية الأخيرة، إحدى المفاجآت التي حصلت، على الرغم من أن الحرب الإسرائيلية ساهمت في إضعاف سيطرة الجماعات المتحالفة مع طهران التي من المعتقد أنها طلبت منهم عدم التدخل، فيما قد يشكل بالنسبة إلى القوى العراقية الأخرى، مؤشراً على ضعف هذه الجماعات، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة “ذا ناشيونال” الصادرة بالإنجليزية.

وبحسب تقرير الصحيفة الصادرة في “أبوظبي”، فإن الشرق الأوسط يعيش في حالة من الاضطراب منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث تطايرت الصواريخ في كل جهة تقريباً، في ظل قلق كبير بشأن ما قد يخبئه المستقبل، إلا أن إحدى المفاجآت هي أن العراق تمكن من البقاء خارج الصراع.

وأوضح، أنه طوال سنوات، العديد من المحللين كانوا يجادلون بأن العراق وقع تحت سيطرة إيران جزئياً من خلال الدور الذي تؤديه الجماعات “الوكيلة”، إلا أن هذه الجماعات لم تنشط بشكل كامل منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، مما أثار تساؤلات حول أين يقع ميزان القوى بالضبط في العراق.

كما أشارت الصحيفة في تقريرها، إلى أن العراق منذ العام 2003، فقد تجانسه وأصبح مجتمعاً أكثر تعقيداً، موضحاً أنه برغم أن قوات الحشد الشعبي تتبنى خطاً سياسياً محدداً، إلا أنه لم يكن لدى جزء كبير من الدولة والمجتمع اهتمام يذكر بالانخراط في الصراعات الإقليمية.

وعلى الصعيد الرسمي، قال التقرير، إن موقف الحكومة العراقية كان يتمثل في السعي إلى تهدئة التوترات في المنطقة وعلى المستوى الداخلي، إلا أن الحكومة مؤلفة من عدد كبير من القوى، بما في ذلك من القوى التابعة للحشد الشعبي، ولكل منها، مصالحها الخاصة.

ولفت التقرير، إلى أنه بالإمكان رؤية التناقض بشكل واضح بعد الوصول إلى مطار بغداد الدولي، وهو الطريق الذي اختارته قوات الحشد الشعبي لبناء سردية الكفاح والمقاومة، إلا أن زوار بغداد وهم على هذا الطريق، بإمكانهم أن ينظروا مباشرة إلى اليسار لمشاهدة الحرم الجامعي الضخم للجامعة الأمريكية وآلاف الطلاب الذين يزورونها كل يوم، كما أنه بالإمكان العثور على مدارس الأعمال بالإنجليزية وأكاديميات اللغات في كل مكان تقريباً في العاصمة، بما في ذلك الشوارع التي تحمل أحياناً أسماء ووجوه الضباط الإيرانيين وحلفائهم العراقيين الذين قتلوا أحياناً على أيدي الجيش الأمريكي.

وتابع التقرير، أنه من المحتمل أن يكون للتطورات التي جرت مؤخراً، تأثيرها على هذا التوازن الدقيق، موضحاً أن العراقيين والمراقبين لاحظوا بالتأكيد أن قوات الحشد الشعبي لم تتدخل نهائياً خلال القتال الأخير بين إيران وإسرائيل.

ونوّه إلى أن المحللين طرحوا تفسيرات مختلفة لما كان يحدث في الخلفية، حيث أشار بعضهم إلى أن إيران تعارض أي تدخل من قبل الحشد الشعبي خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد أكبر، في حين قال آخرون أن الأولوية الرئيسية لإيران في العراق، لا تتمثل في طلب الدعم العسكري من الحشد الشعبي، بل إبقاء تدفق الدولارات من بغداد مفتوحاً.

ووفقاً لهذه الفكرة، قال التقرير، إن أي تدخل عسكري مباشر من قبل الحشد الشعبي يمكن أن يهدد شريان الحياة المالي هذا. وبالإضافة إلى ذلك، لفت التقرير إلى أن آخرين أشاروا إلى أن الحكومة العراقية، وخصوصاً رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وقوات الأمن، بذلت جهداً متواصلاً من خلف الكواليس لإبقاء العراق خارج الصراع، وهو ما بدأ يؤتي بثماره.

إلا أن التقرير قال إنه مع انتهاء الصراع الآن، فإنه المحتمل أن يكون لذلك عدد من العواقب، مضيفاً أنه بغض النظر عن الرواية الأكثر دقة، إلا أن حقيقة أن الحشد الشعبي لم يتخذ أي إجراء بتاتاً، سوف يفسرها الكثيرون على أنها مؤشر ضعف وهشاشة، حيث ستحاول قوى سياسية كانت دائماً تعتبر معادية للحشد الشعبي، إعادة تنظيم صفوفها جزئياً على الأقل على عدد من الجبهات، بينما سيجد الحشد صعوبة في مجابهة العديد منها، بالنظر إلى أنها ستأتي كلها في الوقت نفسه.

ومع ذلك، لفت التقرير إلى أن علاقة العراق بإيران لن تنقطع تماماً، ومن المرجح أن القوى العراقية ستشعر بأنها مضطرة أقل بالتشاور أو الإذعان لطهران في العديد من الأمور مثلما كانت من قبل، مشيراً إلى أن العديد من القوى ستشعر الآن بقدر أقل من الارتباط السياسي بإيران.

وأضاف، أنه في حال حدوث ذلك، فإنه من غير الواضح تماماً ما إذا كان هذا ستتم ترجمته إلى أي تحسينات ملموسة للعراقيين العاديين.

واختتم تقرير الصحيفة بالقول، إن السياسة العراقية منقسمة للغاية بحيث لا يمكنها أن تلتقي حول استراتيجية ملموسة، وخصوصاً فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، بالنظر إلى النفوذ الإقليمي المحدود الذي يتمتع به البلد.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير