لندن – «القدس العربي»: أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في خطاب أمام البرلمان الإيراني، أن بلاده تواجه “عدواناً إباديًا إجراميًا” يستهدف وجودها ومقدراتها، مشددًا على أن طهران ستدافع عن سيادتها بكل الوسائل المتاحة، دون التفريط في التزاماتها الدولية.
وفي اتصال مع سلطان عُمان هيثم بن طارق، أمس الإثنين، أكد أن بلاده “تؤيد الحلول الدبلوماسية عبر الحوار والتفاوض، وملتزمة بقواعد القانون الدولي واحترام سيادة الدول”.
في الأثناء، دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف العدوان، قائلاً عبر إكس: “إذا كان الرئيس ترامب جادا في الدبلوماسية ومهتما بوقف هذه الحرب، فإن الخطوات التالية ستكون مهمة” .
في حين بدت المواقف السياسية الإيرانية أكثر مرونة في دعوتها إلى وقف العدوان واستئناف المسار الدبلوماسي، إلا أن القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجديد، اللواء محمد باكبور، كان أكثر تشدداً، مؤكداً أن الضربات الإيرانية ستستمر، حتى لو أوقفت إسرائيل هجماتها.
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارة قام بها إلى قاعدة “تل نوف” الجوية وسط البلاد، إن سلاح الجو الإسرائيلي “يسيطر على سماء طهران”، مدعياً أن قواته تضرب “أهدافاً للنظام”، ومؤكداً أن هذه العملية العسكرية تمثل “تغييراً جذرياً في الحملة بأكملها”.
وبعد أن كان قد نُقل عن مسؤولين إسرائيليين استبعادهم أن يتم استهداف الطبقة السياسية الإيرانية، ومن ضمنها المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، عاد نتنياهو أمس وقال لشبكة “إي بي سي” الأمريكية إن “استهداف المرشد الأعلى سينهي القتال ولن يؤدي إلى تصعيده” . وأضاف أنه ” من مصلحة الولايات المتحدة أن تدعم إسرائيل في سعيها للقضاء على البرنامج النووي الإيراني” .
واستمر العدوان الإسرائيلي في يومه الرابع، إذ أعلنت إسرائيل تنفيذ غارات على مناطق سكنية مكتظة في طهران، منها أحياء طهرانبارس وتشيترغ والحي الثالث، واستهدفت مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، ما أدى إلى انقطاع البث المباشر. واستأنفت القناة بثها المباشر بعد انقطاع لبضع دقائق. وأدانت طهران ما وصفته بـ”العمل الخبيث وجريمة الحرب” .
وأفادت وسائل إعلام إيرانية باستهداف إسرائيل لمركز إطفاء في محافظة إيلام، ومستشفى في كرمانشاه، الأمر الذي أكد المتحدث باسم الخارجية الإيراني، إسماعيل بقائي، بأنه “جريمة حرب” .
وشهد فجر أمس الإثنين موجات من الضربات الجوية والصاروخية المتبادلة. وأعلنت إيران أنها أطلقت أكثر من 70 صاروخاً على مناطق وسط وشمال إسرائيل، شملت تل أبيب، بيتح تكفا، بني براك، وحيفا. وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل 8 إسرائيليين وإصابة أكثر من 287، وفقاً لما أفادت به القناة 12 العبرية وصحيفة “يديعوت أحرونوت”، التي أكدت أيضاً انهيار مبانٍ سكنية وتضرر منشآت حيوية.
وقال الجيش في بيان: “قامت قطعة جوية لسلاح الجو بمهاجمة مقاتلتي أف – 14 في مطار في العاصمة الإيرانية طهران (لم يسمه)، كان الهدف منها اعتراض طائرات سلاح الجو الإسرائيلي” .
في الاثناء، بدلت حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز التي كانت تبحر في بحر الصين الجنوبي وجهتها، أمس، للانتقال إلى الشرق الأوسط، حسب موقع “مارين ترافيك” لتتبع مواقع السفن عبر العالم.
وعبرت الحاملة، أمس، ممر ملقة بين جزيرة سومطرة الإندونيسية وماليزيا. ونقلت قناة الجزيرة عن مسؤول أمريكي أن البحرية تحرك مزيدا من سفنها إلى شرق المتوسط، فيما يبحث البنتاغون إرسال تعزيزات إضافية إلى الشرق الأوسط ، لكن القرار لم يتخذ بعد.
وحول حالة المنشآت النووية الإيرانية، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافائيل غروسي إن من المحتمل بشدة أن تكون جميع أجهزة الطرد المركزي العاملة في “نطنز” تضررت بشدة أو دُمرت بسبب انقطاع التيار الكهربائي الناجم عن هجوم إسرائيلي.
وأشار إلى عدم رصد أي أضرار في محطة “فوردو” للتخصيب المنفصلة المقامة في عمق جبل.