بغداد/المسلة: استيقظت المنطقة على دوي انفجارات غير مسبوقة تستهدف منشآت إيرانية حساسة، في تصعيد يهدد بإعادة رسم خريطة التوترات النووية. وانطلقت الضربات الإسرائيلية بعد ساعات فقط من انتهاء مهلة ترامب الدبلوماسية، متزامنةً مع تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي كشف عن تورط طهران في أنشطة نووية غير معلنة.
واستهدفت الغارات قواعد صواريخ باليستية ومراكز أبحاث نووية، فضلًا عن اغتيال علماء بارزين في البرنامج النووي الإيراني.
ووفقًا لتحليل نشرته “تشاتام هاوس”، تمتلك إيران الآن يورانيوم مخصبًا يكفي لتصنيع 9 قنابل نووية، بينما تُشير تقديرات استخباراتية إسرائيلية إلى أن العدد قد يرتفع إلى 15 قنبلة خلال أيام.
وأثارت الضربات مخاوف من رد فعل إيراني عنيف، قد يدفع طهران لتسريع برنامجها النووي بدلًا تجميده. وذكرت مصادر دبلوماسية أن إيران قد تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) وتطرد مفتشي الوكالة الدولية، في سيناريو يُعيد إلى الأذهان أزمة البرنامج النووي الكوري الشمالي.
وتحذر ماريون ميسمير، الخبيرة في “تشاتام هاوس”، من أن التصعيد العسكري قد يُجبر إيران على صنع قنبلة نووية كردٍّ على “التهديد الوجودي”. وفي سياق متصل، كشف مسؤولون إسرائيليون أن طهران عززت أنشطتها النووية خلال الأشهر الماضية، مستفيدةً من التقدم التكنولوجي في تخصيب اليورانيوم وتطوير رؤوس حربية.
ويُذكر أن العراق شهد سيناريو مشابهًا عام 1981، عندما دمرت إسرائيل مفاعل “أوزيراك” النووي التابع لنظام صدام حسين. لكن الفارق اليوم هو أن البرنامج النووي الإيراني منتشر في منشآت سرية تحت الأرض، ما يجعل ضربه كليًا مستحيلًا دون مخاطر إشعاعية كارثية.
وتواجه إسرائيل معضلة استراتيجية: فاستمرار الضربات قد يدفع إيران لامتلاك السلاح النووي، بينما التوقف عنها قد يمنح طهران فرصة للوصول إلى عتبة التصنيع. وفي خلفية المشهد، تُحذر الاستخبارات الأمريكية من أن إسرائيل قد تُقدم على ضربات نووية تكتيكية إذا فشلت الوسائل التقليدية في تعطيل البرنامج الإيراني.