لندن – «القدس العربي»: قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، أمس الأحد، إن الهجمات العسكرية التي تشنها إسرائيل قد تؤدي إلى تغيير النظام في إيران.
وأضاف أن إسرائيل ستفعل كل ما يلزم لتقضي على “التهديد الوجودي” الذي تشكله طهران عليها.
وقالت إسرائيل إن الحملة ستستمر في التصاعد في الأيام المقبلة. ومن جانبها توعدت إيران “بفتح أبوب الجحيم” على إسرائيل ردا على ذلك.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الهدف الحالي للحملة ليس تغيير النظام الحاكم في إيران، لكن تفكيك برنامج طهران النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية.
ولدى سؤاله في المقابلة عما إذا كان تغيير النظام الحاكم في إيران هو من أهداف الجهد العسكري الإسرائيلي، رد نتنياهو بالقول “قد يأتي نتيجة لذلك لأن النظام الإيراني ضعيف جدا” .
وأضاف في المقابلة، وهي إحدى أولى مقابلاته منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على إيران يوم الجمعة “مستعدون لفعل كل ما يتطلبه الأمر لتحقيق هدفنا المزدوج، القضاء على تهديدين وجوديين هما التهديد النووي وتهديد الصواريخ الباليستية” .
واستمرت المواجهات بين إيران وإسرائيل لليوم الثالث مع دخولها مرحلة غير مسبوقة من التصعيد، إذ تواصل إسرائيل عدوانها على إيران، التي تؤكد أنه ليس أمامها “خيار سوى الرد”.
في الأثناء، يبدو الموقف الأمريكي متضارباً، إذ دعا الرئيس دونالد ترامب إلى التفاوض، فيما لم يستبعد احتمال التدخل لمساعدة إسرائيل في تدمير برنامج إيران النووي.
واستمرت الضربات الجوية الإسرائيلية على طهران، حيث تعرض مقر قيادة الشرطة في وسط العاصمة الإيرانية لضربة بطائرة مسيرة. كما قال التلفزيون الرسمي الإيراني إن 20 شخصا على الأقل أصيبوا، أمس الأحد، في استهداف للجيش الإسرائيلي عبر مسيَّرة، مسكنا طلابيا في طهران.
واندلعت حرائق في مستودعات وقود بعد ضربة ليلية على خزانين للوقود في طهران، أحدهما في منطقة شهران شمال غرب العاصمة.
وأعلنت وزارة النفط الإيرانية أن خزاناً للنفط في منطقة شهران شمال غربي طهران ومخزناً للوقود جنوبي العاصمة تعرّضا لهجمات إسرائيلية مباشرة، ما تسبب في اندلاع حرائق ضخمة وانقطاع واسع في التيار الكهربائي، تزامناً مع قصف منشآت أخرى غربي المدينة، حسب مصادر إعلامية.
وردّت إيران على العدوان الإسرائيلي بسلسلة من الهجمات الصاروخية الباليستية والمسيرات، مساء السبت – الأحد.
ووفقًا لوزارة الصحة الإسرائيلية، بلغت حصيلة القتلى الإسرائيليين 14 شخصًا، وأكثر من 345 مصابًا، مع أضرار مادية كبيرة في المباني والبنى التحتية. وشهدت مدينة رحوفوت إصابة “معهد وايزمان للعلوم”، أحد المراكز البحثية الرائدة، بأضرار جسيمة جراء سقوط صاروخ إيراني، فيما اشتعلت النيران في مختبرات داخل المعهد وفق صور نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية. كذلك تضررت عشرات المنازل والمباني في بات يام وتل أبيب. وذكرت وسائل إعلام عبرية عن “حدث خطير جدًا” في تل أبيب عقب قصف إيراني استهدف موقعًا استراتيجيًا، دون الإفصاح عن تفاصيل إضافية بسبب الرقابة العسكرية الصارمة.
كما جددت إيران هجومها، مساء الأحد، إذ استهدفت مدينة حيفا بعدد من الصواريخ. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بإصابة مبنيين في حيفا واندلاع حريق في أحد المواقع، ما أسفر عن عدد من الإصابات، في حين أشارت “يسرائيل هيوم” إلى اشتباه طاقم إنقاذ بوجود عالقين في أحد المباني.
على الصعيد السياسي، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال لقاء مع سفراء أجانب في طهران، إن بلاده مستعدة لوقف الأعمال الانتقامية إذا أوقفت إسرائيل هجماتها على طهران.
وأوضح أن “الحرب فُرضت على طهران”، وأنه “ليس أمام إيران خيار سوى الرد”. وقال: “نعتقد أن أمريكا شريكة في هذه الهجمات، وعليها تحمّل مسؤوليتها. لقد ارتكب الكيان الصهيوني خطأً استراتيجيًا فادحًا بنقله الحرب إلى الخليج”.
ودعا الرئيس دونالد ترامب عبر منصته “تروث سوشيال”، طهران وتل أبيب إلى “إبرام تسوية”، مع تلميح إلى احتمال انخراط واشنطن مباشرة في النزاع. وقال: “على إيران وإسرائيل إبرام تسوية، وسنبرم تسوية”، مشيرًا إلى أن “الكثير من الاتصالات والاجتماعات تجري بشأن التصعيد الراهن”، معتبرًا أنه يمكن إحلال السلام “قريبًا” بين البلدين.