بغداد/المسلة: اغتسلت سماء تل أبيب بماء النار، فتهاوت أسطورة التفوّق الإسرائيلي كما يتهاوى جدار قديم أمام طوفان.

وانهالت على مدن الدولة العبرية أمطار المسيرات والصواريخ، فلم تعد الأرض المقدسة – بحسب زعمهم – صالحة لحياة، ولا للطمأنينة.

وانكشفت القبة الحديدية على هشاشتها، ككفٍّ مرتجفة أمام مطر الحجارة.

٠٠٠٠٠

انقلبت معادلة القوة، واصطفت طهران على طاولة الندية، في مشهد لم تشهده المنطقة منذ زرع الكيان في خاصرة العرب.
ومنذ إعلان الدولة العبرية، لم تهتز الأرض تحت أقدامها كما اهتزت في الليالي التي سال فيها الرعب من السماء.

٠٠٠٠

واأسفاه على بعض العقول العربية التي لم تكتشف في هذا الحدث نصرًا، بل علّة طائفية مزمنة.
وانشغل هؤلاء بتفكيك المذهب، عوضاً عن تفكيك الصاروخ، فأنكروا النصر لأنه خرج من غير جماعتهم، وباركوا بدلاً منه صواريخ صدام التي لم تؤذِ حتى نملة، كما قال أحدهم في حسرة على تويتر.

٠٠٠

انكشفت وجوه الزيف، في زمن صار فيه بيع الضمير أبخس من بيع السكر في حرب الجوع.

وانقلب الحق خيانة في عيون مأزومة، طحنتها قرون التبعية والتكفير، حتى صار النصر هزيمة لأن أصحابه “ليسوا من ملّتنا”.