الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إسرائيل تشن حرباً غير مسبوقة على إيران وتل أبيب تحت النار
تغيير حجم الخط     

إسرائيل تشن حرباً غير مسبوقة على إيران وتل أبيب تحت النار

مشاركة » الأحد يونيو 15, 2025 10:33 am

4.jpg
 
لندن ـ «القدس العربي»: الحرب التي شنتها إسرائيل على إيران اعتبارا من صبيحة يوم الجمعة 13 حزيران/يونيو 2025، تختلف عن كل ما سبقها من جولات الصراع الطويل بين الجانبين.
فإسرائيل نفذت ضرباتها في قلب العاصمة الإيرانية طهران حيث قتلت كبار القادة العسكريين بمن فيهم قائد رئاسة الأركان اللواء محمد باقري، والقائد العام للحرس الثوري اللواء محمد سلامي، وقائد القوة الجو فضائية العميد أمير علي حاجي زاده وعددا آخر من القادة العسكريين وستة علماء نوويين بارزين هم: عبد الحميد مينوشهر، وأحمد رضا ذو الفقاري، وأمير حسين فقهي، ومطلبي زاده، ومحمد مهدي طهرانجي، وفريدون عباسي.
واللافت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ظهر منتشيا بما قامت به إسرائيل، وأكد أنه كان على علم مسبق به، حتى أن صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله: «إن تل أبيب وواشنطن نفذتا بمشاركة ترامب حملة خداع إعلامي وأمني لإقناع إيران بأن الضربة على منشآتها النووية ليست وشيكة».
عملية الخداع تلك تحققت، نظرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت اتفقت مع إيران على عقد الجولة السادسة من المفاوضات النووية يوم الأحد 15حزيران/يونيو الجاري، وإذ بإسرائيل تشن حربها قبل ذلك الموعد بيومين أي فجر الجمعة.
وقبيل ذلك بيوم واحد أي يوم الخميس الماضي، كان الرئيس ترامب يصرح للصحافيين في واشنطن أن الهجوم الإسرائيلي على إيران هو أمر محتمل لكنه ليس وشيكا، وأنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم القيام بعمل عسكري طالما أن هناك مفاوضات، مضيفا أنه سيتوصل إلى اتفاق مع إيران، لكنه يريد اتفاقا أفضل.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، إن قرار ضرب إيران اتُخذ يوم الاثنين الماضي، وهو نفس اليوم الذي تحدث فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر الهاتف، عندما قرر نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس ورئيس أركان الجيش إيال زامير أن العملية ستبدأ الجمعة. وقال مسؤول مقرب من نتنياهو إن المناقشة (لضرب إيران) جرت بعد المحادثة بين ترامب ونتنياهو.
وذكرمسؤول إسرائيلي آخر، أن إسرائيل لجأت للحيلة في الأيام التي سبقت الضربات، لخلق انطباع بأن الهجوم ليس وشيكا.
وقال المصدر إنه لم يتم نفي التقارير الكاذبة التي تشير إلى ظهور خلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة خلال مكالمة هاتفية بين نتنياهو وترامب يوم الاثنين.
كما أنه وفي بيان صحافي حول زيارة قام بها كاتس وزامير وقائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار إلى قاعدة لسلاح الجو الإسرائيلي، جرت الإشارة إلى غزة واليمن ولبنان، ولكن ليس لإيران.
وقال المصدر إن الحيلة تضمنت معلومات مضللة تم تقديمها في الإفادات الصحافية. ومع بدء الهجوم في الساعات الأولى من يوم الجمعة، وأشار بعض الصحافيين الإسرائيليين إلى إحدى هذه الإفادات الكاذبة التي ذكرت أن من المقرر أن ترسل إسرائيل وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ومدير الموساد ديفيد بارنيا إلى واشنطن قبل جولة المحادثات النووية يوم الأحد.
وظهر ديرمر في وقت لاحق جالسا مع نتنياهو في مقر قيادة وزارة الدفاع في تل أبيب، في مقطع مصور وزعه مكتب رئيس الوزراء.
وبعد كل هذه الخديعة قال مصدر عسكري إن إسرائيل تمكنت من مفاجأة إيران.
ويوم السبت صرح الجيش الإسرائيلي، أنه اغتال 9 من كبار علماء وخبراء المشروع النووي الإيراني في هجماته المتواصلة.
وقال الجيش في بيان: «في الغارات التي نفذها سلاح الجو مع بداية عملية الأسد الصاعد فجر الجمعة، تم تصفية تسعة علماء وخبراء كبار».
وأضاف: «أُتيح تنفيذ هذه الضربة بفضل معلومات استخباراتية دقيقة جمعتها شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)».
وادعى أن «جميع العلماء والخبراء الذين تمت تصفيتهم كانوا يشكلون مصادر معرفة مركزية في مشروع إيران النووي، ويمتلكون خبرة تراكمية تمتد لعشرات السنين في مجالات تطوير الأسلحة النووية».
كذلك قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن «عشرات من باحثي الاستخبارات في شعبة (أمان) عملوا على مشروع سري هدفه تعقّب علماء نوويين بارزين في إيران».
وأضافت: «بدأ تنفيذ عملية تصفية هؤلاء العلماء بالتزامن مع الدقائق الأولى لانطلاق العملية العسكرية».
وقالت الإذاعة: «في الجيش الإسرائيلي قالوا إن هؤلاء كانوا يُعتبرون الخلفاء المباشرين لمحسن فخري زاده، مهندس المشروع النووي الإيراني».
والجمعة، أفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء، بمقتل ستة علماء نوويين في الهــجوم الواسع الذي شنته إسرائيل، هم منوشهر، وذو الفقاري، وفقهي، ومطلب زاده، وطهرانجي، وعباسي، الذين وردت أسماؤهم في قائمة الاغتيال الإسرائيلية السبت.
وشملت الغارات الإسرائيلية العاصمة طهران ومدنا عدة بينها أصفهان حيث توجد منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، كما طالت الضربات قواعد عسكرية ومنشآت نووية أخرى، وقتلت الغارات أكثر من 78 إيرانيا وجرحت أكثر من 320 في حصيلة غير نهائية.
وقالت إسرائيل أنها استخدمت القوة الجوية والبحرية وغيرها، فيما ذهب البعض إلى توقع أن تكون الغواصات الإسرائيلية لعبت دورا هاما في عمليات القصف من المياه القريبة لإيران، جنوبا وشمالا.
وسارعت القيادة العليا في إيران ممثلة بالقائد الأعلى آية الله على خامنئي إلى امتصاص صدمة الضربات الإسرائيلية وقتل القادة العسكريين، فتم إصدار قرارات بتعيين قادة جدد بديلا عمن تم اغتيالهم.
وتبع ذلك إصدار قرار بالرد الذي وصفه خامنئي «بأنه مؤلم وسيجعل الكيان الصهيوني ذليلا».
وبعدما أبلغت إيران مجلس الأمن الدولي بأن لها حق الرد بموجب قرارات المجلس والأمم المتحدة، انطلقت موجات من الصواريخ الإيرانية مساء الجمعة في رد يحمل اسم الوعد الصادق 3، وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية على رأس الأهداف التي توجهت نحوها الصواريخ الإيرانية، ومنها أيضا قواعد عسكرية كما أعلن الحرس الثوري الإيراني.
ورغم التعتيم الإعلامي الذي فرضه الجيش الإسرائيلي، إلا أن المشاهد التي انتشرت أظهرت دمارا في تل أبيب وفي عدد من المدن الإسرائيلية الأخرى، مع وقوع قتلى وأكثر من مئة جريح إسرائيلي في حصيلة غير نهائية.
ومع استمرار الضربات المتبادلة، تبدو المدن الإسرائيلية تحت مدى الصواريخ الإيرانية بعدما عجزت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي عن اعتراض جميع الصواريخ وخاصة الفرط صوتية التي أحدثت دمارا كبيرا واشعلت حرائق في تل أبيب وهدمت مبان في أماكن أخرى.
ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يتوقع نهاية سريعة لهذه الحرب، وذهب إلى المطالبة بإسقاط النظام في إيران بعدما توجه بخطاب إلى الإيرانيين كي يستغلوا الفرصة للانقلاب من الداخل، لكن المعطيات أظهرت عكس ما تمناه نتنياهو، فالرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان أعلن أن إسرائيل ستندم على فعلتها، والإيرانيون تظاهروا في أكثر من مدينة للمطالبة بالرد القوي على إسرائيل، بعدما اعتبروا أن الحرب الإسرائيلية شكلت إهانة للأمة الإيرانية، وتشكل خطراً على إيران كلها وإنجازاتها العلمية وخاصة درة التاج في الطاقة النووية التي يرى الشعب الإيراني أنها تحققت بفضل جهود علماء إيران النوويين الذين قتلت إسرائيل عددا كبيرا منهم.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات