الوثيقة | مشاهدة الموضوع - كرة النار تتدحرج.. التصعيد الإيراني – الإسرائيلي يهدد بجر العراق إلى ساحة الحرب: الفصائل على خط الانتظار بغداد/ سجى رياض
تغيير حجم الخط     

كرة النار تتدحرج.. التصعيد الإيراني – الإسرائيلي يهدد بجر العراق إلى ساحة الحرب: الفصائل على خط الانتظار بغداد/ سجى رياض

مشاركة » الأحد يونيو 15, 2025 9:01 am

اشبه بكرة ثلج تتدحرج، تبدأ صغيرة ثم تكبر وتكبر، إلى أن تبلغ حجماً يصعب احتواؤه، هذا هو الواقع الذي نعيشه، فالصراع بين ايران واسرائيل بدأ من الرسائل الضمنية ثم المباشرة وبعدها حروب الوكالة ثم ضربات محدودة الى ان وصل الحال الى حرب مفتوحة على مصراعيها قد تحرق الاخضر واليابس وتمتد لتشمل الشرق الاوسط برمته، وبطبيعة الحال ليس العراق بعيدا عنها، فسمائه كانت ممراً شرفياً تعبر منه الطائرات الاسرائيلية وحتى الصواريخ الايرانية.
التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل ستكون له انعكاسات مباشرة على العراق، خصوصاً مع استخدام الأجواء العراقية في تنفيذ الهجمات، هذا ما يؤكده اللواء الركن المتقاعد عماد علاوي، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية.
ويقول علاوي ان “الطائرات المسيرة والمقذوفات المستخدمة في العمليات المتبادلة تمر عبر الأجواء العراقية، وهو ما يمثل خرقاً واضحاً للسيادة من قبل الطيران الإسرائيلي، الذي يستخدم الأجواء العراقية لأغراض المراقبة والرصد، وتوجيه ضربات إلى أهداف حيوية داخل العمق الإيراني”.
وأشار إلى أن “الحكومة العراقية قدمت شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي بشأن هذا الانتهاك، مطالبة بإدانة الخرق الإسرائيلي للأجواء العراقية، واتخاذ إجراءات تمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات”.
وبالفعل، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، يوم أمس الجمعة، تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد خروقات الكيان الإسرائيلي.
وذكر بيان للوزارة، أن “جمهورية العراق، قدّمت شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، أعربت فيها عن إدانتها واستنكارها الشديدين لقيام الكيان الإسرائيلي بخرق الأجواء العراقية، واستخدامها في تنفيذ اعتداءات عسكرية في المنطقة”.
وأكدت الشكوى، أن “هذه الممارسات تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق، وتجاوزاً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لا سيما المبادئ المتعلقة باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.
وطالب العراق، وفق البيان، “مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، واستخدام صلاحياته لردع الكيان الإسرائيلي ومنعه من تكرار مثل هذه الانتهاكات، وضمان احترام سيادة العراق وسلامة أراضيه، بما يسهم في الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها”.
ومع ذلك، يبقى الشغل الشاغل داخل العراق، هو موقف فصائل المقاومة، إذ تتبادر الى الاذهان تساؤلات مهمة: كيف سيكون الموقف؟
وفي هذا الصدد، أكد عضو المكتب السياسي لحركة النجباء، حسين عباس، أن التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل لا يُعدّ مفاجئاً للمراقبين، إلا أن ما يميز المرحلة الحالية هو أن الصراع اتخذ طابعاً وجودياً يمس هوية الطرفين على المستوى الأيديولوجي والعقيدة العسكرية، ما يجعل مآلاته غير قابلة للتكهن، رغم أن موازين القوة حتى الآن تبدو في حالة توازن نسبي
وقال عباس ان “الصراع الحالي لم يكن مفاجئاً وهو سيحدد المستقبل بنحو استراتيجي لكل طرف؛ كونه اصبح وجودياً ويمس هوية كل طرف على البعد الايديولوجي والعقيدة العسكرية وهو صراع معقد لا يمكن التكهن بمآلاته ونتائجه، الا ان المعطيات تشير بأن هناك تدافع في القوة وهي على كفة توازن لهذه اللحظة”.
وأضاف: “لا يمكن ان نقول بأن العراق يتمتع بقدرته على تحييد ارضه وحتى بعض الفصائل المقاومة النافذة كونها مرتبطة بأيديولوجيا الرفض للهيمنة الصهيوامريكية في المنطقة وهذا التركيب المعقد يجعل من العراق بحال او اخر طرفاً في الصراع بنسبية كل طرف وحال مع تقلبات ومتطلبات هذا الصراع”.
وحول دور الفصائل، مضى عباس بالقول: “لا يقتصر دور الفصائل مقاومة العراقية في مثل هذا الصراع على الوقوف ساكنة بحكم توجهاتها الفكرية وهي بذات الوقت تنتظر ظروف تكون فيها اكثر تأثيراً في هذا الصراع ولعب دور حاسم والى الآن لم تتهيأ الظروف الفاعلة لدورها”.
وبشأن موعد تدخل الفصائل العراقية، اكد انه سيتم “عندما يكون لها تأثير منتج في معادلة الصراع وهي مستعدة له وتحدده ظروف الصراع ومعطياته على الارض”، مبيناً ان “ساحة الصراع اليوم تفرض نمطاً من الوحدة والتكاتف لهذه الفصائل المقاومة يتلائم وطبيعة السلاح المؤثر والدور المنتج وكون الصراع يُعد وحسب شكله وموضوعه صراعاً غير مفتوح للاطراف المتعددة وهو الى الآن بين طرفين فيما لو تغيرت الظروف بتدخل اطراف بشكل مباشر لمساعدة المحور الصهيوامريكي فأن فصائل المقاومة سيكون لها دورها الفاعل الذي يعزز نظرية وحدة الساحات”.
واوضح، انه “لا يمكن التكهن بصمود الجمهورية الإسلامية من عدمه وهو ذات السؤال ربما يطرح الى اي مدى ممكن ان يصمد الكيان المؤقت الصهيوني خاصة وبعد ما شهدناه من رد ايراني صادم للاوساط الصهيونية قبل غيرها وهذا يتعلق بحجم القوة التي يمتلك كل طرف وكيفية التحكم بفاعليتها وتوقيتات هذه الفاعلية والقوة والتدميرية وبنك الاهداف التي يمكن الوصول اليها وهذه كلها في طور الترقب للاحداث وتطوراتها في هذا الصراع”.
وبالعودة للخبير العسكري، عماد علاوي، فانه اعتبر “ردود فعل بعض فصائل المقاومة داخل العراق تعد انعكاساً طبيعياً لدعمها المعلن للجمهورية الإسلامية الإيرانية، خاصة بعد ما وصفه بـالعدوان غير المبرر الذي تعرضت له طهران في وقت تخوض فيه مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة في سلطنة عُمان”.
وعن حادثة إسقاط طائرة مسيرة بالقرب من قاعدة عين الأسد التي تتمركز فيها قوات أمريكية، لفت علاوي إلى أن القيادة الأمريكية لم تحدد مصدر الطائرة، في ظل نشاط مكثف للطائرات المسيرة من كلا الجانبين – الإيراني والإسرائيلي – داخل الأجواء العراقية.
وفي ذروة التصعيد بين ايران واسرائيل، أفاد مصدر أمني، بإسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة عين الأسد، غربي العراق.
وقال المصدر لوسائل إعلام محلية، إن “دفاعات قوات التحالف الدولي اسقطت طائرة مسيرة بالقرب من قاعدة عين الاسد الجوية بمحافظة الانبار غربي البلاد”، مبيناً أن “الطائرة مجهولة ويتم التعرف عليها من خلال الفحص الجنائي”.
وبحسب علاوي، فإن “أي فصيل عراقي لم يتبن حتى الآن هذه العملية، مشيراً إلى أن التحقيقات لا تزال جارية بشأن هوية الجهة التي أطلقت الطائرة المسيّرة، وأهدافها من محاولة الاقتراب من القاعدة”.
وأكد علاوي في ختام تصريحه، أن “الأوضاع الراهنة تتطلب ضبط النفس والحذر، لا سيما مع تصاعد التوتر الإقليمي، محذراً من أن استمرار استباحة الأجواء العراقية قد يجر البلاد إلى مواجهات غير محسوبة”.
وكانت “إسرائيل” قد شنت فجر الجمعة (13 حزيران 2025)، هجوما جويا على إيران، استهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية من بينها منشأة “نطنز” ومقرات للحرس الثوري في طهران وأصفهان، وردت إيران بإطلاق مُسيرات ثم موجات من الصواريخ الباليستية على “إسرائيل”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات