أكد الخبير الأمني والاستراتيجي أحمد الشريفي، أن العراق يمر بمرحلة حساسة تُعد من أخطر المراحل في تاريخه الحديث.
وقال الشريفي إن “المرجعية الدينية وسماحة السيد مقتدى الصدر عبّرا عن رغبتهما في تحييد العراق عن الصراع الإقليمي، من خلال دعوتهما الحكومة إلى اتباع سياسة النأي بالنفس، إلا أن الحكومة تعاني من حرج كبير، بسبب فقدانها السيطرة على الفصائل المسلحة، التي باتت تحتكر قرار السلم والحرب، وتتخذ خطوات تصعيدية ضد الوجود الأمريكي في البلاد”.
وأشار الشريفي إلى أن “تحركات الفصائل قد تفسر دوليا على أنها اصطفاف عراقي ضد المجتمع الدولي، لا سيما بعد قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي وصف إيران بتهديد للأمن والسلم الدوليين، ما يضع العراق في موقف يتعارض مع توجهات حليفه الاستراتيجي، الولايات المتحدة”.
وعلى الصعيد العسكري، حذّر الشريفي من أن “أي نشاط ميداني للفصائل قد يُستغل كذريعة من قبل إسرائيل لتوجيه ضربات داخل الأراضي العراقية، مشددا على أن الرد من الفصائل سيكون حتميا، مما ينذر باتساع رقعة المواجهة”.
وأضاف أن “تهديدات واشنطن بضرب منشآت مدنية عراقية غير دقيقة، لكونها ستُدان دوليا، مرجحا أن تقتصر الاستهدافات على مقرات ومراكز قيادة تابعة للفصائل المسلحة”.
وفي سياق أوسع، ربط الشريفي بين تصاعد وتيرة الضربات بين إسرائيل وإيران وبين ما وصفه ببدء تنفيذ مشروع “الشرق الأوسط الجديد بالقوة”، مشيرا إلى أن “خيار الحرب الطويلة قد تم اتخاذه فعلا”.