بغداد ـ «القدس العربي»: قلّلت الحكومة العراقية، برئاسة محمد شياع السوداني، الخميس، من نيّة واشنطن سحب موظفين دبلوماسيين من سفارتها في العاصمة الاتحادية بغداد، على خلفية بوادر اندلاع توتّر أمني بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة ثانية، معتبرة أن الإجراء الأمريكي تنظيمي ولا يتعلق بمؤشرات أمنية داخل الأراضي العراقية، وذلك رغم دخول فصيل شيعي مسلح على خطّ الأزمة، بتهديده استهداف المصالح الأمريكية في العراق، عبر «مئات الاستشهاديين»، في حال جرى استهداف إيران.
نشاط طبيعي
وأكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، صباح النعمان، أن جميع البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية العاملة في العراق تتمتع بأوسع مديات العمل الآمن وحرية التواصل والفاعلية، وتمارس نشاطاتها بشكل طبيعي، سواء في العاصمة بغداد أو في مختلف المحافظات.
وذكر للوكالة الحكومية أن «إخلاء بعض العاملين في السفارة الأمريكية، من العراق أو مناطق أخرى في الشرق الأوسط، هو إجراء احترازي تنظيمي يتعلق فيهم، ولا علاقة له بوجود أي مؤشر أمني ميداني داخل الأراضي العراقية».
وأضاف أن «جميع المؤشرات والإيجازات الأمنية التي ترد إلينا بشكل يومي تؤكد تصاعد وتيرة الاستقرار واستتباب الأمن الداخلي في عموم البلاد».
ووفق المسؤول الحكومي العراقي فإن «جميع البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية العاملة في العراق تتمتع بأوسع مديات العمل الآمن وحرية التواصل والفاعلية، وتمارس نشاطاتها بشكل طبيعي، سواء في العاصمة بغداد أو في مختلف المحافظات العراقية»، موضحا أن «القوات الأمنية تواصل تنفيذ خططها بكفاءة عالية لضمان الأمن والاستقرار، والتقارير الاستخبارية والميدانية لا تشير إلى وجود تهديدات فعلية من شأنها التأثير في عمل البعثات أو الوضع العام في البلاد».
وتابع أن «قيادة العمليات المشتركة وباقي الأجهزة الأمنية تتابع كل التطورات، وتؤكد استمرار العمل بمستوى عالٍ من الجاهزية والقدرة على التعامل مع أي طارئ وفق المعايير المهنية المعتمدة».
معلومات المتحدث باسم السوداني جاءت عقب ساعات على تأكيدات رسمية أفادت بأن خطوات إخلاء بعض العاملين غير الأساسيين في السفارة الأمريكية في العراق تتعلق بإجراءات تخص الوجود الدبلوماسي الأمريكي في عدد من بلدان الشرق الأوسط.
مصدر حكومي رسمي ذكر أنه «تعقيباً على ما تم تداوله من أخبار تتعلق بخطوة إخلاء لبعض العاملين غير الأساسيين في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد، نؤكد أن هذه الخطوات تتعلق بإجراءات تخص الوجود الدبلوماسي الأمريكي في عدد من بلدان الشرق الأوسط، ولا تخص العراق فقط، إذ لم يسجل لدى الجانب العراقي أي مؤشر أمني يستدعي هذا الاخلاء».
وجدد المصدر التأكيد على أن «كل المؤشرات والإيجازات الأمنية تدعم تصاعد قراءات الاستقرار واستتباب الأمن الداخلي».
ولفت الى أن «جميع البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية العاملة في العراق، تتمتع بأوسع مديات العمل الآمن وحرية التواصل والفاعلية وبمختلف النشاطات وعلى مستوى جميع أنحاء العراق وليس في العاصمة بغداد فقط». لكن في مقابل ذلك، هدد الأمين العام لـ«كتائب سيد الشهداء»، أبو آلاء الولائي، بإرسال مئات «الاستشهاديين» لمهاجمة المصالح الأمريكية في حال اندلعت الحرب ضد إيران.
وكتب في «تدوينة» له بقول: «إذا اندلعت الحرب سيكون المئات من الاستشهاديين على الموعد وسيُذلُّ كبرياء أمريكا ثانيةً كما ذُلَّ أول مرة في العراق حين خرجت تجر أذيال الخيبة».
وأكد أن «هذه المرة لن تبقى باقية في الشرق الاوسط لها (أمريكا) ولا لعملائها، وستسقط أنظمة كانت تحتمي بالاحتلال، حينها ستكون الغلبة لله ولعباده المخلصين».
وكان مسؤولان أمريكيان قد أفادا بأن وزارة الخارجية تستعد لإصدار أمر بمغادرة جميع الموظفين غير الأساسيين من السفارة الأمريكية في بغداد، بسبب احتمالات حدوث اضطرابات إقليمية، حسبما نقلت عنهما وكالة «أسوشيتد برس».
وأشارا إلى أن السفارة في بغداد «تعمل بالفعل بطاقم محدود، وبالتالي فإن هذا القرار لن يشمل عدداً كبيراً من الموظفين».
في الوقت ذاته، أفادت الوكالة بأن الوزارة «منحت إذناً بمغادرة الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من سفارتي الولايات المتحدة في البحرين والكويت، ما يمنحهم خيار مغادرة البلاد إذا رغبوا بذلك».
كما نقلت عن مسؤول أمريكي ثالث أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مستعدة لـ«دعم عملية محتملة لإجلاء الطاقم الأمريكي من السفارة في بغداد».
بغداد تقلّل من نيّة واشنطن سحب دبلوماسيين لها من البلاد: إجراء تنظيمي
وقد أدلى المسؤولون بهذه التصريحات للوكالة، بشرط عدم الكشف عن هويتهم، نظراً لأن الخطط لم تُعلَن بشكل رسمي بعد.
وتالياً، أصدرت سفارة واشنطن في بغداد، تحذيرا للمواطنين الأمريكيين بناء على تحديث من وزارة الخارجية الامريكية بعدم السفر للعراق «لأي سبب كان»، فيما وضعت 12 نصيحة إذا قرر الأمريكي السفر الى العراق من بينها «كتابة وصيته».
وقالت السفارة في بيان «في 11 يونيو/ حزيران، أمرت وزارة الخارجية بمغادرة موظفي الحكومة الأمريكية غير الطارئين بسبب تفاقم التوترات الإقليمية».
وأضافت: «لا تسافر إلى العراق بسبب الإرهاب والخطف والصراع المسلح والاضطرابات المدنية وقدرة الحكومة الأمريكية المحدودة على تقديم خدمات الطوارئ لمواطني الولايات المتحدة في العراق، لا تسافر للعراق لأي سبب».
ولخصت السفارة الوضع بأن «المواطنين الأمريكيين في العراق يواجهون مخاطر كبيرة بما في ذلك العنف والخطف. تهاجم الجماعات الإرهابية والمتمردة قوات الأمن العراقية والمدنيين بانتظام. الميليشيات المناهضة للولايات المتحدة تهدد المواطنين الأمريكيين والشركات الدولية. تحدث هجمات باستخدام أجهزة ناسفة مرتجلة وإطلاق النار غير المباشر والمركبات الجوية من دون طيار في العديد من المناطق بما في ذلك المدن الكبرى».
وطلبت الخارجية الأمريكية من موظفي الحكومة الأمريكية في العراق «العيش والعمل تحت أمن مشدد بسبب التهديدات الخطيرة».
وأكدت أن «هناك خطر العنف الإرهابي، بما في ذلك الهجمات الإرهابية وغيرها من الأنشطة في العراق. كثيرا ما تحدث المظاهرات والاحتجاجات والإضرابات في جميع أنحاء البلاد. يمكن أن تتطور هذه الأحداث بسرعة دون سابق إنذار، وكثيراً ما تعطل حركة المرور والنقل والخدمات الأخرى، وأحياناً تتحول إلى عنف».
وزادت: «لا تسافر بالقرب من الجماعات المسلحة أو الحدود الشمالية للعراق بسبب استمرار التهديد بالهجمات من قبل الجماعات الإرهابية، والصراع المسلح، وقصف جوي، واضطرابات مدنية».
مخاوف أمنية
وأوضحت أنه «بسبب مخاوف أمنية، تمنع كوادر الحكومة الأمريكية في بغداد من استخدام مطار بغداد الدولي».
ووضعت السفارة 12 شرطا يجب أن يقوم بها الأمريكي في حال قرر السفر إلى العراق، تتلخص بوضع خطة أمنية شخصية بالتنسيق مع صاحب العمل أو المؤسسة المضيفة أو النظر في التشاور مع منظمة أمنية مهنية، وصياغة وصية وتعيين المستفيدين المناسبين من التأمين و/أو التوكيل.
ومن بين التوصيات «ترك عينات دي أن أي مع مقدم خدماتك الطبية في حال كان من الضروري لعائلتك الوصول إليها لأغراض تحديد الهوية، ومناقشة خطة مع الأحباء بشأن رعاية/حضانة الأطفال والحيوانات الأليفة والممتلكات والأصول غير السائلة (المجمعات والأعمال الفنية وغيرها) رغبات الجنازة، إلخ».
ودعت إلى «مشاركة الوثائق المهمة ومعلومات تسجيل الدخول ونقاط الاتصال مع الأحباء حتى يتمكنوا من إدارة شؤونك إذا لم تتمكن من العودة إلى الولايات المتحدة كما هو مخطط لها، واشترك في برنامج تسجيل المسافرين الذكي لتلقي التنبيهات من السفارة الأمريكية وتسهيل التواصل معك في حالة الطوارئ، ومراجعة تقرير أمن البلد للعراق، وزيارة موقع سي دي سي للحصول على أحدث المعلومات الصحية للسفر المتعلقة بسفرك وعودتك إلى الولايات المتحدة، وننصحك بشدة بشراء التأمين قبل السفر».