الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إسرائيل بصدد تجهيز بديل عن القوات البرية وتسخير الروبوتات
تغيير حجم الخط     

إسرائيل بصدد تجهيز بديل عن القوات البرية وتسخير الروبوتات

مشاركة » الأربعاء يونيو 11, 2025 7:53 pm

4.jpg
 
حالياً المهمة الأكبر إدخال منظومة الليزر الدفاعية التي، بحسب مسؤولين عسكريين، تشكل انعطافة استراتيجية بالنسبة إلى إسرائيل، وثورة في مجال منظومات الدفاع الجوي، انطلاقاً من أن هذه المنظومة تأتي بديلاً عن منظومات دفاعية لمواجهة الصواريخ والمسيرات على مختلف أنواعها.

كشفت حرب "طوفان الأقصى" التي اندلعت بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والمستمرة منذ 20 شهراً، عن نتائج الخطط العسكرية والأمنية التي وضعتها المؤسسة العسكرية لضمان جهوزية واستعداد الجيش الإسرائيلي لاحتمال خوض حرب قريبة، وفي مقدمها إهمال سلاح البرية والاعتماد على التكنولوجيا وتطوير معدات قتالية بديلة عن الجنود، وتفادي الثغرات التي خفضت من قدراته القتالية في ساحة حرب غزة.

هذا ما كشف عنه بحث خاص أجراه معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، الذي أشار إلى أن "المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أهملت على مدار أعوام القوات البرية وأفقدت مقومات الجيش ليكون جيشاً قوياً في أرض المعركة". وبحسب البحث تبين أن استعداد الجيش الإسرائيلي للمعركة التي يخوضها حالياً، هو جزئي، وأظهر ضعف جهوزيته لمواجهة تهديدات أخرى في ساحة المعركة الجديدة، لا سيما في مواجهة تهديد الطائرات المسيرة وصواريخ كروز، وفوق كل ذلك تحدي الأنفاق. كما تبين ضعف كبير في تجهيزه حتى للعناصر البسيطة في ساحة المعركة، بخاصة الطائرات المسيرة التكتيكية.

"جيش الفرسان"

وفي ملخص البحث فإن ما سبق أن عرف بـ"جيش الفرسان" أصبح اليوم "وحدة الفرسان التكنولوجية"، ويقول الباحث في شؤون الحرب والشؤون القومية والأيديولوجية عيزر جات، في سياق استعراضه لبحث وضعية الجيش منذ الحرب واعتماده وتطويره تكنولوجياً، إن التقارير التي ذكرت أن الجيش يواجه مشكلات وعوائق بسبب العدد القليل لفرقه العسكرية هي أمر غير صحيح، ويضيف "تبين أن لدى الجيش عدداً من الفرق مماثلاً لعدد الفرق التي كانت لديه في حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر 1973)، عندما قاتل ضد نحو 18 فرقة معادية ونحو 4500 دبابة. أما القوة البشرية المجندة للجيش التي تقدر بنحو 350 ألف جندي، فهي أكبر بكثير من القوة البشرية لحزب الله وحماس مجتمعين. بالطبع ثمة حاجة إلى تعديلات متنوعة تشمل تعزيز القوات النظامية وتجهيز صفوفها، إضافة إلى توسيع وتكييف كبيرين لنظام الدفاع ضد الميليشيات في المناطق القريبة من الحدود لمواجهة أي هجوم مفاجئ على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر"، يقول جات.

لكن، ووفق ما يحدد جات، هناك ما هو أشد خطورة من مجرد العدد الكبير لفرق الجيش وعناصره في مقابل ضعف قوتها، "فالتحديات والصعوبات التي يواجهها الجيش خطرة وكثيرة، وهي تتطلب قبل كل شيء تطوير تقنيات متقدمة في مجالات الذخائر الموجهة بدقة والدفاع النشط والاتصال والاستخبارات الآنية والذكاء الاصطناعي والروبوتات، هذه كلها تعتمد على أنظمة وتدابير مضادة إلكترونية محوسبة ودمجها مع نشاطات الجيش في ساحة المعركة".

وبحسب البحث، اعتمدت إسرائيل على تصميم تكنولوجي في ساحة المعركة أكثر من الاعتماد على الجنود، وقامت بتزويد جيشها بمعدات وتصاميم لتصبح المعركة في ساحة الحرب معركة إلكترونية. ويقول جات "جيش الفرسان في طور التحول إلى جيش فرسان متطور تقنياً، ليس إلا".
العميد الاحتياط غاي حازوت أوضح فكرة كيفية تخلي إسرائيل عن الجيش البري في كتاب أصدره عام 2024، وتناول فيه، ضمن جوانب أخرى عن الجيش، ما تكشف عن ضعف الجيش في حرب "طوفان الأقصى".

الكتاب أطلق عليه اسم "جيش التكنولوجيا العالية وجيش الفرسان، كيف تخلت إسرائيل عن الجيش البري؟". وانتقد حازوت بشدة تراجع أهمية القوات البرية في الجيش الإسرائيلي وإهمالها، عقائدياً وعملياتياً، على مدى العقود القليلة الماضية. كما انتقد تقسيم الجيش إلى "جيش تكنولوجي متطور نخبوي" يعتمد على سلاح الجو والأسلحة الموجهة بدقة والوحدات الخاصة، وما يسمى بـ"جيش الفرسان" المتقادم، القوات البرية التي تشكل المحور المركزي للجيش وبنيته العسكرية، وهذا جرى إهماله، ليفاجأ في ساحة الحرب في غزة.

أنظمة الذكاء الاصطناعي

وأكد حازوت أن ما ظهر في ساحة الحرب في غزة هو نتيجة للاعتماد على التكنولوجيا وبناء وحدات تكنولوجية، فيما تم إهمال القوات البرية حتى وصلت إلى أدنى مستوياتها في حرب القطاع. وبرأيه فإن ما حصل يعود للاعتقاد الإسرائيلي بأن عصر حروب تل أبيب الكبرى انتهى، مع استمرار انسحاب الدول العربية من دائرة الصراع. في المقابل جرى تعزيز مركزية ما أطلق عليها "المعركة بين الحروب" التي طبقتها تجاه سوريا، و"نتيجة ذلك تراجعت قوة الفرق العسكرية التي كانت في الحروب السابقة تسحق العدو أثناء تقدمها عشرات ومئات الكيلومترات"، بحسب تعبيره، "لتصبح الآن تزحف إلى عمق بضعة كيلومترات بنتائج تكاد تكون معدومة".

ومن بين أمور أخرى، كما أشار حازوت، خلق هذا فعلياً توازناً في الردع المتبادل بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان و"حماس" غزة، وعزز من ثقتهما وجرأتهما، فيما الجيش الإسرائيلي أصبح "جيش الفرسان"، أي جيش غير قادر على المواجهة والحسم.

من جهته، رأى لباحث جات أن "جيش الفرسان" أصبح جزءاً أساساً ورئيساً من "جيش التكنولوجيا المتقدمة"، وقال "في الواقع، كانت هذه العملية واضحة للعيان حتى قبل الحرب، وهي ترنو إلى الاتجاهات التكنولوجية العالمية الأساسية العامة التي تشكل الحرب وبناء الجيوش في العصر الحالي".

في جانب آخر من بحث "معهد أبحاث الأمن القومي"، جرى تسليط الضوء على المنظومات الإسرائيلية المتطورة والقدرات الإسرائيلية بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة، تليها الطائرات الهجومية من دون طيار. كما طورت إسرائيل أكثر الصواريخ المضادة للدبابات تطوراً وأنظمة "أطلق وانسَ" وأنظمة "القفز". كما دخلت في الحرب الأخيرة أنظمة الذكاء الاصطناعي المدمجة بأجهزة استشعار متطورة لتحديد الأهداف وتوجيه الأسلحة، أما الأنظمة الروبوتية البرية فلم تصل إلى مرحلة أخيرة من التطوير قبل اندلاع حرب "طوفان الأقصى".

في الأثناء، وعلى رغم التقارير التي تشير إلى ضرورة تكثيف الاستثمار في الجيش وجهوزيته، إلا أن المؤسسة العسكرية تواصل رصد الموازنات لتطوير منظومات إلكترونية وفي مجال الروبوتات، التي سبق واستخدمها الجيش في عمليات للكشف عن كمائن وغيرها.

حالياً المهمة الأكبر إدخال منظومة الليزر الدفاعية التي، بحسب مسؤولين عسكريين، تشكل انعطافة استراتيجية بالنسبة إلى إسرائيل، وثورة في مجال منظومات الدفاع الجوي، انطلاقاً من أن هذه المنظومة التي تأتي بديلاً عن منظومات دفاعية لمواجهة الصواريخ والمسيرات على مختلف أنواعها وكلفتها باهظة الثمن، ستوفر مليارات الدولارات لتكاليفها الزهيدة، كما ستضمن تقليص التهديد للجبهة الداخلية الإسرائيلية، في الوقت الحالي من الحوثيين وإيران.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير

cron