لندن ـ «القدس العربي»: تنتظر أسواق العالم أن تطل عليها أول سيارة طائرة سيتم إنتاجها بكميات تجارية وتُصبح متوفرة للمستهلكين في كل مكان، وذلك على الرغم من أن هذا النوع من المركبات لا يزال غير مسموح باستخدامه في أغلب دول العالم، حيث لا توجد قوانين تنظم عمله وليس معروفاً حتى الآن إن كان من يريد قيادة هذا النوع من المركبات يحتاج إلى رخصة طيران أو إلى رخصة قيادة خاصة، أو أن بمقدوره أن يقود السيارة الطائرة بدون أي تدريبات إضافية.
ومن المعروف أن فكرة «السيارة الطائرة» تهيمن منذ سنوات على سوق السيارات في العالم، حيث تتسابق العديد من الشركات لإنتاج هذا النوع من المركبات، وبدأت العديد من الشركات في تطويرها وتجربتها فعلاً، لكن الجديد في هذا المجال أن شركة أوروبية بدأت بالفعل الإنتاج وبكميات تجارية ومن المفترض أن يتم طرح هذه المركبات في الأسواق قريباً أمام المستهلكين.
وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي»، إن السيارات الطائرة قد تُصبح قريباً قادرة على نقل الركاب في جميع أنحاء أوروبا بحلول العام المقبل.
ونقلت الصحيفة عن شركة «كلاين فيجن»، ومقرها سلوفاكيا، أن سيارتها «إير كار» ستكون أول سيارة طائرة تُنتج بكميات كبيرة في العالم، وستُطرح للبيع في أوائل عام 2026، أي خلال شهور قليلة من الآن.
وهذه السيارة الهجينة الغريبة، المُصممة على طراز سيارة كوبيه رياضية، والمزودة بأربع عجلات وجناحين، تكتسب سرعة على طول المدرج قبل أن ترتفع في الهواء.
ويمكن للطائرة ذات المقعدين تحرير أجنحتها القابلة للسحب في أقل من دقيقتين استعداداً للإقلاع، قبل إعادة طيها في وجهتها.
وصرح ستيفان كلاين، مؤسس شركة «كلاين فيجن»، بأن سيارة «إير كار» سوف «تُحقق حلماً راودني» في جعل رحلات الركاب الجوية «في متناول أيدي الناس العاديين».
وقال: «مع إطلاق نموذجنا الأولي الإنتاجي، نقترب خطوة أخرى من تغيير طريقة تنقل العالم – دمج الطريق والسماء في بُعد جديد للتنقل الشخصي».
وتقدر شركة «كلاين فيجن» أن السيارة ستُطرح للبيع في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2026، لكنها لن تكون رخيصة الثمن.
وصرح متحدث باسم الشركة لصحيفة «دايلي ميل» أن سعر السيارة سيبدأ من 800 ألف دولار (600 ألف جنيه إسترليني)، وقد يصل إلى مليون دولار (750 ألف جنيه إسترليني) حسب المواصفات، حيث على سبيل المثال، سيتمكن المشترون من الاختيار بين محرك بقوة 280 أو 320 أو 340 حصاناً.
وبعد رحلات تجريبية ناجحة، قالت «كلاين فيجن» إن أحدث نسخة من نموذجها الأولي لسيارتها «AirCar» أصبح الآن قيد العمل والاختبار. لكن الصور الترويجية الجديدة تُعطي فكرة عن شكل «AirCar 2» عند قيامها بأول رحلة تجريبية لها، والمقرر إجراؤها في أيلول/سبتمبر المقبل.
وتقطع سيارة «إير كار» حوالي 980 قدماً (300 متر) من مساحة المدرج، وتصل سرعتها إلى 124 ميلاً في الساعة، لكن سرعتها القصوى تبلغ 155 ميلاً في الساعة عند إقلاعها.
وتعمل السيارة بوقود البنزين العادي، ويمكنها حمل شخصين فقط إلى ارتفاع أقصى يبلغ 18 ألف قدم بفضل مروحة بين جسم الطائرة وذيلها.
وعلى الرغم من أنها تعمل بالبنزين، ستتحول «إير كار» إلى سيارة كهربائية «بمجرد أن تصبح كثافة طاقة البطاريات جيدة بما يكفي»، وفقاً لما صرّح به أنطون زاجاك، المؤسس المشارك للشركة.
وعند طرحها للبيع، ستكون «إير كار» مناسبة للرحلات الترفيهية أو كخدمة سيارات أجرة تجارية على غرار أوبر، وفقاً لمطوريها.
وبلمسة زر، يمكن للطيار فتح جناحين استعداداً للإقلاع في غضون دقيقتين، حيث يُعاد طيّهما بأمان وتخزينهما في هيكل السيارة عند الهبوط.
وأكملت سيارة «إير كار» الأصلية بنجاح أكثر من 170 ساعة طيران وأكثر من 500 عملية إقلاع وهبوط. وفي العام الماضي، أنجزت شركة «كلاين فيجن» أول رحلة ركاب لسيارة «إير كار»، وكان على متنها الموسيقي الفرنسي جان ميشيل جار. وأثناء جلوسه في السيارة الهجينة الفريدة، سافر جار برفقة طيار مسافة ميلين تقريباً في غضون 10 دقائق فوق مطار بيشتاني في سلوفاكيا.
ووصف جان ميشيل جار، رائد الموسيقى الإلكترونية والموسيقى المحيطة، التجربة بأنها أشبه بكتاب لجول فيرن، في إشارة إلى روائي القرن التاسع عشر المعروف بأعمال الخيال العلمي، بما في ذلك رواية «حول العالم في ثمانين يوماً». وقال جار: «في لحظة تتحدث مع السائق، ثم تجد نفسك في الجو.. إنها تجربة مذهلة».
وفي العام الماضي أيضاً، زار جيمس ماي، مقدم برنامج توب غير السابق، كلاين فيجن وشهد سيارة «إير كار» أثناء عملها في مطار دولي في سلوفاكيا. وقال المذيع: «لقد هبطت سيارة إير كار. نادراً ما أعجز عن التعبير، لكنني عاجز عن التعبير الآن».
وفي موطنها الأصلي سلوفاكيا، حصلت سيارة «AirCar» على شهادة صلاحية الطيران في كانون الثاني/يناير 2022، ما سمح بنقل الركاب التجاريين وفتح الباب أمام الإنتاج الضخم للسيارة.
وفي بريطانيا تم تخصيص 20 مليون جنيه إسترليني من التمويل الحكومي لهيئة الطيران المدني لجعل سيارات الأجرة الطائرة حقيقة واقعة.
وفي الأسبوع الماضي، صرّح مايك كين، وزير النقل في الحكومة البريطانية، بأنه ستكون هناك سيارات أجرة طائرة في سماء بريطانيا في غضون ثلاث سنوات فقط، مع أول رحلة لسيارة أجرة طائرة مأهولة بحلول عام 2026.
وتقول «دايلي ميل» إنه بناء على هذه المعلومات فإن أي شخص في بريطانيا إذا اشترى سيارة «إير كار» فقد لا يُسمح لها بالتحليق في سماء المملكة المتحدة بحلول العام المقبل، أي عند طرحها في الأسواق.
ووفقاً لمورغان ستانلي، من المتوقع أن يصل حجم السوق العالمية للسيارات الطائرة إلى تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2040، قبل أن يقفز إلى 9 تريليونات دولار أمريكي بحلول عام 2050.
ويقول الخبراء إن الانتشار الواسع للمركبات الطائرة سوف يؤدي إلى استغلال المساحة الفارغة الشاسعة في الهواء، مع تقليل الازدحام المروري بشكل كبير.