الوثيقة | مشاهدة الموضوع - الطموحات والتحديات المتوقعة
تغيير حجم الخط     

الطموحات والتحديات المتوقعة

مشاركة » الأحد مايو 05, 2024 9:21 am

ترجمة / حامد أحمد

تناول تقرير لموقع ، مودرن ديبلوماسي Modern Diplomacy ، الاخباري مشروع طريق التنمية الذي ينوي العراق تحقيقه لربط البلد بممر بري وسككي ما بين منطقة الخليج جنوبا وتركيا شمالا وصولا للأسواق العالمية بالتعاون مع تركيا وقطر ودولة الإمارات والذي توج باستقبال رئيس الوزراء العراقي ،

محمد شياع السوداني للرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال زيارته الأخيرة للعراق ، مشيرا الى ان تحديات ومصاعب مالية وامنية قد تقف بوجه المشروع تتعلق بإكمال ميناء الفاو الكبير فضلا عن ثلاث مراحل لإكمال طريق التنمية تنتهي الأولى بحلول عام 2028 في حين تنتهي المرحلة الاخيرة بحلول عام 2050.

ويشير التقرير الى ان مشروع طريق التنمية والذي يعرف بممر القناة الجافة الذي تبلغ كلفته 17 مليار دولار يشتمل على انشاء طريق بري ذو مسلكين للشاحنات وسكك الحديد بطول تقريبي يصل الى 1 ألف و200 كم تمتد من ميناء الفاو في محافظة البصرة الى الحدود التركية شمالا. حيث يمر هذا الطريق بالبصرة والديوانية والنجف وكربلاء وبغداد والموصل مشكلا بذلك شبكة طرق برية تربط بغداد بانقرة.

وكان العراق قد دعا لمشروعين ضخمين لترسيخ دوره كنقطة وصل حيوية بين آسيا وأوروبا لتعزيز أهميته الجيوسياسية ويتمثلان بميناء الفاو الكبير ومبادرة طريق التنمية. وكان العراق قد شرع بتنفيذ مشروع ميناء الفاو منذ عقد من الزمن ، وتتضمن الخطة الطموحة للمشروع منصة حاويات بضائع ضخمة وميناء جاف للبضائع وارصفة تحميل نفط خام فضلا عن رصيف تحميل جاف للنقل البري ومنصة للنقل البحري ، واذا ما تم اكمال هذا المشروع فان ميناء الفاو قد يصبح من بين اكبر الموانئ في العالم.

ورغم حصول تأخيرات بسبب قيود مالية وتحديات أخرى ، فان بغداد اتخذت خطوة مهمة عام 2020 للمضي قدما في المشروع وذلك بتوقيع عقد بقيمة 2.6 مليار دولار مع شركة دايوو الكورية للهندسة والانشاءات للمباشرة بالمرحلة الأولى من المشروع الذي من المقرر ان ينتهي في غضون اربع سنوات ، المرحلة الأولى تقترب من الانتهاء مع خطط لدخول الميناء مرحلة التشغيل بحلول العام 2028 . اما المرحلة الثانية للمشروع التي لم يباشر بها بعد فتشتمل على منطقة صناعية يتخللها مصفى نفطي ومصنع للصلب ووسائل راحة صناعية أخرى. وستتمثل المرحلة الثالثة بإنشاء مدينة الفاو الجديدة وتضم مركزا سكنيا وتجاريا مع مدارس ومنشآت مدنية وجوامع.

ويشتمل مشروع طريق التنمية على شبكة طرق نقل تهدف الى ربط ميناء الفاو الكبير بتركيا. وكما هو مخطط له فان انشاء شبكة الطرق البرية هذه وسكك الحديد سيتم التقدم بإكمالها عبر ثلاث مراحل، المرحلة الأولى مخطط لها ان تكتمل بحلول عام 2028 ثم تتبعها المرحلة الثانية على ان تكتمل في العام 2033 والمرحلة الثالثة والأخيرة على ان تكتمل بحلول العام 2050. وبغض النظر عن الأمور اللوجستية، فان المشروع مصمم لتعزيز جانب التنمية العمرانية الخدمية المدنية مع توقع بانشاء مدن جديدة وبروز مراكز صناعية وتجارية خدمية على امتداد الممر البري من البصرة جنوبا الى الحدود التركية شمالا.

ووسط التقارب الحاصل بين العراق وتركيا، فان مشروع طريق التنمية العراقي قد حظي باهتمام مركزي بين طموح الرئيس اردوغان للتقرب من مصادر الطاقة وخطوط التجارة وطموح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للارتقاء بمكانة العراق الستراتيجية واحياء أهمية البلد التجارية كنقطة وصل بين الشرق والغرب.

وخلال زيارته الأخيرة للعراق اكد الرئيس اردوغان على تعهد تركيا بالتعاون مع العراق وقطر والامارات لإنشاء المشروع بقوله “ان الحكومة التركية تنوي الاستمرار بمساعدة العراق لضمان اكمال المشروع بأسرع وقت ممكن لتتمكن المنطقة من تحقيق اهدافها الاقتصادية والتنموية”.

ولكن يشير التقرير الى ان تحديات وجوانب غير واضحة كثيرة تحيط بالمشروع نفسه، حيث هناك مخاوف بخصوص الجدوى المالية وقدرة الحكومة على تأمين سيولة نقدية كافية ضمن حصتها في المشروع والحصول على تمويل من مصادر دولية، فضلا عن سجل تاريخ العراق المعروف بعد عام 2003 بضعف ادارته لمشاريع بنى تحتية ضخمة مثل هكذا مشروع التي تعرقلها تجاذبات سياسية ضمن منظومة سياسية مبنية على المحاصصة والمحسوبية والولاء الحزبي، فضلا عن جانب الإجراءات البيروقراطية الروتينية التي تعرقل تنفيذ مشاريع طويلة الاجل.

ومن المعرقلات المحتملة الأخرى للمشروع هو تواجد مجاميع مقاتلي حزب العمال الكردستاني الباكاكا في مناطق جبلية في إقليم كردستان بمحاذاة الحدود التركية التي تدعو انقرة الى ازالتهم كونهم يشكلون تهديدا لأمن تركيا الوطني، وقد يشكلون ثغرة امنية على مسار طريق المشروع من الجنوب وصولا الى الحدود مع تركيا.

بالإضافة الى ان المراحل القريبة القادمة تحمل ملامح عدم استقرار اقتصادي وسياسي ستتمثل بتكثيف تحركات تركيا العسكرية ضد مجاميع حزب العمال الكردستاني في اقليم كردستان خلال هذا الصيف على امل إزالة التهديد الذي تشكله هذه المجاميع على تركيا، في وقت لم تحدد بغداد مستوى تعاونها العسكري مع انقرة في هذا المجال وفيما اذا قد يحفز ذلك مقاومة من فصائل مسلحة موالية لإيران داخل العراق تقف بوجه اهداف تركيا الأمنية وبالتالي تعريض مشروع طريق التنمية لمعضلات تعرقل تنفيذه.

• عن موقع مودرن ديبلوماسي
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير