الوثيقة | مشاهدة الموضوع - مركز دراسات: النتائج التي سيحققها السوداني في البيت الأبيض قد تدعم منصبه ضد التحديات المستقبلية
تغيير حجم الخط     

مركز دراسات: النتائج التي سيحققها السوداني في البيت الأبيض قد تدعم منصبه ضد التحديات المستقبلية

مشاركة » الثلاثاء إبريل 16, 2024 5:58 am

3.jpg
 
ترجمة/ حامد أحمد

تناول تقرير لمعهد الشرق الأوسط للدراسات زيارة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، لواشنطن مبينا تزامنها مع أوضاع متوترة في المنطقة ستكون بمثابة محك للعلاقات بين البلدين سيحاول فيها السوداني الموازنة ما بين الحفاظ على علاقات ثنائية رصينة مع واشنطن من جهة والحفاظ من جهة اخرى على دعم سياسي له في الداخل يعزز منصبه ضد تحديات مستقبلية.
ويشير التقرير الى ان لقاء السواني بالرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين 15 نيسان والذي تم التخطيط له منذ فتر ة طويلة يأتي بعد اقل من يومين على تنفيذ ايران هجوم مباشر على إسرائيل تخلله اطلاق اكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ من أراضيها وحلقت قسم منها فوق المجال الجوي العراقي في طريقها لإسرائيل، حيث من المحتمل ان يخيم هذا الهجوم على اللقاء الذي كانت تعد له بغداد وواشنطن بعناية على مدى شهور في محاولة للحفاظ على علاقاتهما في خضم ازمة الحرب الدائرة في غزة وتبعاتها .
ويذكر التقرير ان التحدي الكبير بالنسبة للسوداني وبايدن سيكون في إيجاد طريق لكبح فصائل مسلحة عراقية مدعومة من إيران في حال قررت إسرائيل تنفيذ ردها ضد ايران ووكلائها في المنطقة وليس من المستبعد ان تتضمن ضربات على اهداف لهم في العراق. ويحاول السوداني في هذه الظروف تدارك الموقف في الحفاظ على موازنة بين علاقة ثنائية مع واشنطن والحفاظ على دعم داخلي من كتل سياسية متنفذة.
وكان السوداني قد حاول جاهدا في السابق منع وتقييد فصائل مسلحة من تنفيذ هجمات على مصالح أميركية داخل البلاد ومنشآت دبلوماسية ولم يستطع منع ضربات جوية خارجية على أراضي عراقية استنكرتها جهات سياسية على انها خرق لسيادة البلد.
وفي مقال له نشرته مجلة، فورين افيرز، الأميركية قال السوداني “حكومتنا تدرك الموقف الحساس الذي تمر به والموازنة الدقيقة التي يجب ان تحافظ عليها ما بين الولايات المتحدة ومجاميع تحاول في بعض الأحيان الدخول في صراع مباشر مع قوات أميركية”.
ويؤكد رئيس الوزراء انه بمرور الوقت ستختفي ظاهرة السلاح المنفلت خارج سيطرة الدولة، مشيرا الى ان “قرار شن حرب او دخول في سلم يجب ان يكون مقتصرا على الدولة فقط وليس لأي طرف آخر ان يدعي بهذا الحق”.
ويشير التقرير الى ان من المطالب المركزية للأطراف المتشددة في حكومة السوداني هي مطالبته بتحديد موعد من بايدن لمغادرة القوات الاميركية العراق.
ولكن من غير المحتمل ان يطرح السوداني مثل هكذا طلب بقدر ما سيدعو لمناقشات ومفاوضات مستمرة حول جدول زمني يفضي مستقبلا لسحب القوات وهو ما سيساعده ذلك سياسيا. ويبدو ان بايدن قد لا يعطي السوداني وعدا صعبا بهذا الموضوع ولكن ربما قد يفي بوعد تقليص عدد القوات حال إعادة انتخابه.
ومن جانبها يتوجب على بغداد تقييم وضعها الأمني حال حدوث انسحاب كامل للقوات وتأثير ذلك على قدراتها العسكرية وترسانتها من الأسلحة الأميركية.
حيث ان العراق ما يزال بحاجة لتدريب واجراء عمليات صيانة على أسلحته فضلا عن المعلومات الأمنية التي تزوده بها القوات الأميركية فيما يتعلق بالتعاون المشترك بينهما ضمن قوات التحالف لمنع أي ظهور مستقبلي لتهديدات داعش.
وبالنسبة لواشنطن فإن الحاق هزيمة دائمة بداعش ما يزال يشكل الهدف الرسمي لمستشاريها ومدربيها الذي يقدر عددهم ب 2,500 جندي متواجدين في العراق وهو ما تستند عليه اطراف اتخاذ القرار في واشنطن في التأثير على حكومة السوداني التي تدعو لانسحاب تلك القوات.
وفيما يتعلق بالإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة إزاء القطاع المصرفي العراق وتقييد منافذ صرف الدولار ، فان السوداني قد يطلب من الإدارة الأميركية تخفيف بعض القيود والعقوبات التي فرضتها على افراد عراقيين وتخفيف تدريجي للقيود المفروضة على النظام الصيرفي العراقي، وحال تحقق ذلك من شأنه ان يخفف من بعض الضغوط السياسية الداخلية على السوداني اذا لم يستطع ضمان تعهد واضح من الإدارة الاميركية على سحب القوات.
ومن القضايا الملحة الأخرى التي سيجبر السوداني على متابعتها وإيجاد حلول لها مع زيارته لواشنطن هي تلك المتعلقة بالخلافات الاقتصادية وما يتعلق بصادرات النفط مع إقليم كردستان حيث يعاني الإقليم من تبعات غلق أنبوب جيهان وتوقف صادراته النفطية عبر هذا الأنبوب لتركيا منذ آذار 2023 وتعرضه لضائقة مالية لم يستطع خلالها تسديد رواتب موظفي القطاع العام في الإقليم.
وكان ثمانية أعضاء كونغرس من الجمهوريين قد بعثوا برسالة لبايدن قبيل الزيارة بتاريخ 28 آذار يعبرون فيه عن قلقهم لدعوة الزيارة هذه مشترطين على البيت الأبيض الضغط على الحكومة العراقية لاعادة فتح أنبوب النفط العراقي التركي ليتمكن إقليم كردستان من تصدير النفط مع ضمان تسديدات مبيعات نفط كردستان وتغطية نفقات مستثمري النفط من الشركات العالمية العاملة في الإقليم. ويخلص التقرير الى ان السوداني قد شد رحاله لواشنطن رغم كل تلك التحديات التي ذكرت، ويرى السوداني في هذه الزيارة فرصة لنقل العلاقة بين العراق والولايات المتحدة من علاقة ذات وجهة واحدة الى علاقة شاملة، ولكن بتزامنها مع الاحداث التي وقعت في المنطقة فان القضايا الأمنية ستطغى بدون شك على واجهة ومركز المفاوضات الثنائية. النتائج التي سيحققها السوداني في زيارته ستكون بمثابة اختبار لإدارته السياسية وقد تدعم منصبه ضد أية تحديات مستقبلية.
عن: معهد الشرق الأوسط للدراسات
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى محليات