الوثيقة | مشاهدة الموضوع - حادث القنصلية الإيرانية في سوريا يهدد بانهيار هدنة الفصائل في العراق
تغيير حجم الخط     

حادث القنصلية الإيرانية في سوريا يهدد بانهيار هدنة الفصائل في العراق

القسم الاخباري

مشاركة » الأربعاء إبريل 03, 2024 8:21 pm

2.jpg
 
بغداد/ تميم الحسن

اكثر من 6 الاف كم تفصل بغداد عن موقع الهجوم الذي طال مبنى دبلوماسيا ايرانيا في سوريا، مساء اول امس، الا ان القلق في العراق كبير.

ويتوقع سياسيون ومحللون، استخدام الاراضي العراقية مرة جديدة في الحرب بين طهران من جهة وتل أبيب وواشنطن من جهة اخرى.

وسارعت بغداد بعد ساعات من الحادث الى “ادانة الهجوم”، فيما أعلن فصيل مسلح عن تجهيز 12 الف مقاتل للدخول في حرب مع اسرائيل.

واكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أنّ الضربات التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق وأدّت إلى مقتل سبعة من عناصر الحرس الثوري الإيراني يوم الاثنين، “لن تمر من دون رد”.

وذكر موقع “أكسيوس” الامريكي، نقلا عن مسؤول أميركي، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة “أبلغت إيران بأنه ليس لها أي دور أو علم مسبق” بالضربة التي طالت القنصلية الإيرانية في سوريا.

لكن الموقع ذاته نقل عن مسؤولين أميركيين اخرين وإسرائيليين، أن تل أبيب أبلغت إدارة الرئيس جو بايدن بالضربة التي قتلت قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي في دمشق قبل تنفيذها بدقائق قليلة.

وأضافوا أن إسرائيل، اعلمت واشنطن فقط بالهجوم، ولم تطلب من الولايات المتحدة “الضوء الأخضر” لتنفيذ الضربة.

وصرح سفير إيران لدى سوريا حسين أكبري بأن ضربة عسكرية، يشتبه أنها إسرائيلية، أصابت الاثنين مبنى قنصلية في مجمع السفارة في دمشق.

وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان إن القصف خلف مقتل سبعة مستشارين عسكريين، من بينهم محمد رضا زاهدي القائد الكبير في فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري.

وحملت طهران إسرائيل المسؤولية عن تبعات الهجوم فيما قال حسين أكبري إن بلاده “سترد بشكل حاسم”.

الى ذلك أعربت وزارة الخارجية العراقية، عن إدانتها لإستهداف البعثة الدبلوماسية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق.

وذكرت وزارة الخارجية في بيان أن “هذا الهجوم يُمثل انتهاكاً واضحاً وصارخاً للقانون الدولي وللسيادة السورية وتُحذر من خطورة المساس بأمن البعثات الدبلوماسية التي لها حصانة دبلوماسية بموجب القوانين الدولية”، لافتة الى ان “توسع دائرة العنف في المنطقة سيؤدي لمزيد من الفوضى وعدم الاستقرار” .

ودعت الوزارة، مجدداً المجتمع الدولي إلى “التحرك العاجل لوقف عمليات القتل والتدمير في قطاع غزة والاستهداف المستمر للأراضي السورية” .

وكان انخراط مايسمى بـ”المقاومة العراقية” في حرب غزة، العام الماضي، قد تسبب بمقتل عدد من مقاتلي الحشد بغارات انتقامية امريكية، وقياديين اثنين في الفصائل بهجمات وسط بغداد.

ويقول مثال الالوسي النائب السابق في حديث لـ(المدى): “يجب ان نتوقع تصعيدا كبيرا واستهدافا اسرائيليا لاهداف إيرانية داخل العراق”، مبينا ان “الحكومة والإطار التنسيقي يعلمون بذلك”.

واضاف ان “اطراف في التحالف الشيعي ارسلت امس، رسائل الى دولة غربية لتتجنب تورط العراق بهجمات جديدة قد تحدث بسبب ما يجري بين ايران واسرائيل”.

وتأتي هذه التطورات في وقت يفترض ان يزور فيه محمد السوداني رئيس الحكومة، البيت الابيض، في منتصف نيسان الحالي، في أول زيارة لرئيس وزراء عراقي الى الولايات المتحدة من فريق الحشد.

وتناولت تقارير غربية، معلومات عن تلميحات أمريكية باحتمال “إلغاء الزيارة” اذا تعرضت القوات الامريكية في العراق الى هجمات على خلفية حادث القنصلية.

ويقول الالوسي، وهو عضو سابق في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان: “انصح رئيس الوزراء بضبط الاوضاع في الداخل وابعاد الذين يريدون تحويل العراق الى ساحة حرب وان لا يؤجل زيارته الى واشنطن”.

وبدأت فصائل عراقية بالتصعيد، حيث اكدت كتائب حزب الله في العراق، أنها جهزت الاف من “مقاتلين اردنيين” بأسلحة وصواريخ، في أول رد على حادث القنصلية الايرانية.

وقال المسؤول الأمني للكتائب ابو علي العسكري في منشور على قناته في “تلغرام”، إن “المقاومة الإسلامية في العراق أعدت عدتها لتجهيز المقاومة الإسلامية في الأردن بما يسد حاجة 12 ألف مقاتل من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقاذفات ضد الدروع والصواريخ التكتيكية وملايين الذخائر وأطنان من المتفجرات، لنكون يداً واحدة للدفاع عن إخوتنا الفلسطينيين”.

وأضاف، “جاهزون للشروع في التجهيز ويكفي في ذلك من حركة حماس أو الجهاد الإسلامي، لنبدأ أولا بقطع الطريق البري الذي يصل إلى الكيان الصهيوني”.

ويعتقد ان هذه التصريحات قد تخرق الهدنة “الضمنية” بين الفصائل والولايات المتحدة التي بدأت منذ شباط الماضي.

ويقول احمد الياسري، وهو محلل سياسي مقيم في استراليا لـ(المدى) ان “الاستهداف الاسرائيلي نوعي هذه المرة، وردود طهران حتى الان تبدو انها تسلك الطرق الدبلوماسية”.

ويعد الجنرال محمد رضا زاهدي، الذي قضى في هجوم القنصلية، أبرز قيادي في الحرس الثوري يقتل بعد قاسم سليماني، وثالث قيادي منذ حرب غزة.

وتولى زاهدي قيادة قوات فيلق القدس في لبنان منذ عام 2008، وأدرج على قائمة العقوبات الامريكية منذ عام 2010.

ويرى الياسري ان التفاعل الايراني حتى اللحظة مع الحادث لا يمثل تهديدا مباشرا للعراق “لكن قد يحدث العكس اذا قرر الحرس الثوري اشعال المنطقة (العراق وسوريا ) مرة اخرى”.

وخفف الحرس الثوري، في الشهرين الاخيرين، الهجمات في العراق وسوريا لحماية حزب الله في لبنان، مقابل تصعيد في البحر الأحمر لإبعاد الخطر عن إيران واشغال الدول الغربية، بحسب مايقوله الياسري.

ويضيف: “الحرس الثوري في بعض الأحيان يتصرف بشكل منعزل عن نهج الحكومة الايرانية التي ترى مايجري حتى الان، بانه انتهاك للسيادة”.

ويبين الياسري “لكن اذا رد الحرس الثوري واضطرت امريكا الى التدخل حينها سيتأثر العراق” خصوصا وان هذا يحدث مع احتمال تنفيذ اسرائيل عملي
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار