الوثيقة | مشاهدة الموضوع - دول التعاون الخليجي تستكشف فرص الاستثمار في العراق
تغيير حجم الخط     

دول التعاون الخليجي تستكشف فرص الاستثمار في العراق

مشاركة » الأربعاء إبريل 03, 2024 8:15 pm

1.jpg
 
بغداد/الدوحة – رويترز: في المنطقة الخضراء في بغداد، وهي منطقة محصنة من إرث سنوات الحرب في العراق، يتواصل العمل لاستكمال فندق ريكسوس الفخم الذي يجري بناؤه بتمويل قطري، مما يسلط الضوء على الاهتمام الاستثماري المتزايد من دول الخليج.
وتأمل حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في استضافة زعماء دول الخليج وغيرهم من الوفود من الشرق الأوسط في غرف وأجنحة فندق ريكسوس بغداد الفاخرة وعددها 470 غرفة وجناحاً عند وصولهم لحضور قمة جامعة الدول العربية المقررة العام المقبل.
وتسعى حكومة العراق إلى جذب مزيد من الاستثمارات من المنطقة من أجل اقتصاد تضرر خلال عقود من الحرب والاضطرابات، لكنه يستفيد من عائدات نفطية قياسية مما يساعد على تحفيز الطلب على السلع الاستهلاكية من السكان الذين يتزايد عددهم بسرعة ويقدرون بنحو 43 مليون نسمة على الأقل.
ويشهد العراق، العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» هدوءاً نسبياُ منذ هزيمة «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)» في عام 2017، على الرغم من وقوع أعمال عنف متفرقة، بما في ذلك بين الفصائل الشيعية الحاكمة وهجمات في الآونة الأخيرة من جماعات متحالفة مع إيران.
ومع ذلك، تعهدت دول الخليج، التي كانت علاقاتها مع العراق معقدة، بسلسلة من الاستثمارات في إطار مساعيها لتنمية القوة الناعمة في بلد تتمتع فيه إيران بنفوذ لا مثيل له عبر شبكة قوية من الحلفاء. وتم تحقيق ذلك جزئياً من خلال انفراجة في العلاقات بين إيران والسعودية.
وقال معتز الخياط، رئيس مجلس إدارة «شركة استثمار القابضة» القطرية التي تقف وراء مشروع ريكسوس إن هذا هو الوقت المناسب للاستثمار في العراق، مشيراً إلى قدرة الحكومة العراقية على بناء مشروعات ضخمة وجذب مستثمرين دوليين.
وقال إن العراق يتمتع بالأمان والانضباط بشكل أكبر، وإنه يعتقد أن بغداد ستكون واحدة من أهم العواصم العربية في خلال 25 عاما مقبلة.
وقال محجوب الزويري، مدير «مركز دراسات الخليج» في جامعة قطر إن السعودية وقطر والإمارات شرعت بعد ذلك في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع العراق في محاولة لإبعاد بغداد عن إيران وتقريبها من «البيئة السياسية العربية».
وفي مايو/أيار 2023، قالت السعودية إنها خصصت ثلاثة مليارات دولار للاستثمار في العراق عبر «صندوق الاستثمارات العامة» السيادي. وأعلنت لاحقاً عن مشروع متعدد الأغراض بقيمة مليار دولار يشمل إنشاء مكاتب ومتاجر وأكثر من 6000 وحدة سكنية.
وزار أمير قطر بغداد في يونيو/حزيران 2023، حيث وقعت «شركة استثمار القابضة» القطرية مذكرات تفاهم بقيمة سبعة مليارات دولار لتطوير مدينتين سكنيتين جديدتين وفنادق خمسة نجوم وصفقات لإدارة وتشغيل المستشفيات. وقال عبد العزيز الغرير، رئيس غرفة تجارة دبي، إن «العراق بلد ضخم ولديه إمكانيات كبيرة وربما أدركوا هناك أن الشريك الأكبر والأفضل لهم يجب أن يكون من المنطقة».
وارتفعت الصادرات من أعضاء غرفة تجارة دبي 96 في المئة تقريباً في النصف الأول من العام الماضي.
كما أبدت دول الخليج اهتماماً متزايداً بقطاع الطاقة العراقي، وهو منطقة نفوذ رئيسية لإيران التي تزود العراق حالياً بما يصل إلى 40 في المئة من احتياجاته من الطاقة الكهربائية سواء مباشرة أو عبر تصدير الغاز.
واستحوذت قطر العام الماضي على حصة 25 في المئة في صفقة بقيمة 27 مليار دولار بقيادة شركة «توتال إنِرجيز» الفرنسية لتطوير إنتاج النفط واحتجاز الغاز المُصاحِب الذي يحرق فوق رؤوس الآبار، في حين وقعت شركة «أورباكون القابضة» القطرية مذكرة تفاهم بقيمة 2.5 مليار دولار لتطوير محطتين لتوليد الكهرباء يبلغ إجمالي طاقتهما الإنتاجية 2400 ميغاوات.
كما وقعت شركة «نفط الهلال» الإماراتية العام الماضي ثلاثة عقود مدتها 20 عاماً لتطوير حقول الغاز الطبيعي في محافظتي البصرة وديإلى الجنوبيتين. وتعتزم شركة «أكوا باوَر» السعودية إنشاء مزرعة للطاقة الشمسية بطاقة إنتاجية 1000 ميغاوات.
كما يعمل العراق على ربط شبكة الطاقة لديه بالشبكة الكويتة، وفي المستقبل بالشبكة السعودية.
غير أن اقتران هشاشة الاستقرار في العراق بسبب العنف، والفساد المستشري، والبيروقراطية المعيقة يسبب مخاوف قد تعيق الاستثمارات الخليجية.
وقال الزويري إنه ليس واثقاً من أن الاستثمارات القادمة من الخارج ستساعد العراق على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وعزا ذلك إلى انتشار الفساد والتناحر السياسي.
وكانت المحكمة العليا في العراق قد قضت في سبتمبر/أيلول الماضي بأن اتفاقاً لترسيم الحدود البحرية مع الكويت غير دستوري في ضربة للنوايا الطيبة المتنامية مع دول خليج عربية.
وقرار المحكمة نهائي لكن مجلس التعاون الخليجي وصفه بأنه لاغ. وفي وسع البرلمان أن يصدق على اتفاق جديد ويقول مسؤولون عراقيون إن المحادثات في هذا الشأن جارية.
وقال دبلوماسي خليجي «لا نزال على تفاؤل بشأن العمل في العراق رغم وجود مخاوف من أن البعض في المنطقة قد يسعى لإفساد ذلك».
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى تقارير