الوثيقة | مشاهدة الموضوع - هجمات داعش: الغرب يحذّرُ منها ومحور المقاومة يتلقاها : السفير الدكتور جواد الهنداوي
تغيير حجم الخط     

هجمات داعش: الغرب يحذّرُ منها ومحور المقاومة يتلقاها : السفير الدكتور جواد الهنداوي

مشاركة » السبت مارس 30, 2024 3:49 pm

لم تتوقف تهديدات وتحذيرات امريكا و الغرب بعودة داعش إلى مسرح العمليات وساحات عمله الإجرامي، والتي هي جغرافية الدول المناهضة او المُعادية للسياسات الإمبريالية و الصهيونية، و لغيرها، إنْ اقتضت الضرورة والمصالح . والتوظيف السياسي لداعش والإرهاب، ومن قبل الإمبريالية و الصهيونية لم يعدْ سّراً، وابدعَ كثيرون في نشر وثائق وشرح مواقف وكشف خبايا تؤكّد حقيقة هذا التوظيف .
أصبحَ، في الوقت الحاضر، وقوع الهجمات الإرهابية لداعش او المنسوبة إلى داعش يتزامن مع محطات و مواقف سياسية تمّرُ بها او تتبناها دول مناهضة لسياسة امريكا و الغرب او دول محور المقاومة ( بالمعنى الواسع للمصطلح )، كما هو حال الهجمات الإرهابية، التي وقعت في كروكوس، في موسكو، بتاريخ ٢٠٢٤/٣/٢٢، والتي جاءت بعد فوز الرئيس بوتين بولاية خامسة، والتقدم الميداني لقواته في أوكرانيا . وكذلك الهجوم الارهابي في جنوب ايران، والذي تزامن مع الذكرى الرابعة لاغتيال القائد العسكري قاسم سليماني، وتبنّته داعش، ولاية خراسان، بتاريخ ٢٠٢٤/١/٣ .
قبل اسبوع، صرّحت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في بغداد، بأنَّ تنظيم الدولة الاسلامية لايزال يشكّل تهديداً في العراق . التصريح يأتي قبل ايام من زيارة متوقعة لرئيس مجلس الوزراء في العراق إلى واشنطن، ومن ضمن مفردات اللقاء بين السيد رئيس الوزراء والرئيس بايدن موضوع مغادرة قوات التحالف الدولي العراق، ونتمنى ان لا يوظّف داعش مناسبة الزيارة و التحذيرات الرسمية التي صدرت في فرنسا وفي المانيا وغيرها من الدول، لارتكاب جريمة أرهابية، تُعّكر اجواء و حيثيات الزيارة .
ad
الدول الغربية، هي ايضاً تبنّت تصريحات تؤكد الحذر والترقب الأمريكي من عودة داعش ؛ فرنسا، مثلاً، رفعت حالة التأهب تحّسباً لاحتمال عوّدة لداعش -خراسان، و مثلما صرّح الرئيس الفرنسي، قائلاً انَّ بلاده تعرضتّ قبل ايام، لأكثر من محاولة، أحبطتها القوات الامنية .
كذلك، أدلت وزيرة الخارجية الألمانية بتصريحات مماثلة، مشيرة إلى ان الأجهزة الامنية في برلين، أحبطت خلال ال18 شهر الماضيّة، العديد من المحاولات الإرهابية . كذلك أعلنت النمسا، انها أحبطت عمليات ارهابية، كانت تستهدف مؤسسات دينية مسيحية، خلال فترة اعياد الميلاد قبل ثلاثة شهور . كما صرّحَ قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا امام الكونغرس عن خطر هجمات ارهابية قادمة من افغانستان ( جريدة الاخبار اللبنانية، تأهب جماعي في اوربا، شبح انفلات داعش يعود، مقال للكاتب سعيد محمد، ٢٠٢٤/٣/٢٨ ) .
الأمر المُلفت هو ان الدوائر الرسمية الغربية المعنية تستعلم وتُحّذر من هجمات ارهابية مُقبلة، و تقعُ فعلاً الهجمات، ولكن تقع وتستهدف روسيا و إيران وغيرهما من دول المحور المناهض لسياسة امريكا و الغرب ! ودون ان ننسى نشاط وهجمات داعش وبمختلف مسمياته في سوريّة، والهجمات التي يقوم بها، مستهدفة بين الحين و الاخر الجيش العربي السوري، وبالتعاون المكشوف والواضح مع إسرائيل ومع القوات الأمريكية المتمركزة في شرق سوريّة .
لسلوك امريكا والغرب في تعاملها مع ظاهرة الإرهاب رسالتيّن إلى اعدائهم وخصومهم، وحتى لحلفائهم و اصدقائهم: الرسالة الاولى هو تبيان قدراتهم المعلوماتية و الاستخبارتية على رصد تحركات المنظمات الإرهابية والجماعات المسلحة، وأنهم ( اقصد امريكا و الغرب ) متفوقين على غيرهم في استشراف الاحدات . الرسالة الثانية هي جعل الآخرين، ممن يراودهم الشك، على يقين بأنَّ امريكا هي التي تتحكم بتوظيف و توجيه داعش و الإرهاب ! قد يستغرب القارئ فحوى الرسالة الثانية !
ولكن كثير من الوقائع والحقائق المؤلمة، التي تشهدها ساحاتنا وتعانيها شعوبنا، وخلفها تقف بوضوح الادارة الأمريكية و ارادة الشّر الصهيونية، دون اعترافهما بمسؤوليتهما. خُذْ على سبيل المثال الدور الأمريكي و الصهيوني في سرقة النفط من الحقول السورية، والتي للأسف تحت سيطرة قوات “قَسَدْ” وبحماية و رعاية القوات الأمريكية! الجميع على علمٍ بها ولا يختلف اثنان على حقيقة هذه السرقة، ولا ننتظر تصريح او اعتراف أمريكي بسرقة نفط سوريّة.
مِنْ بين المشتركات الأمريكية الاسرائيلية ديدنهما في إظهار البطش واللا اخلاق تجاه خصومهم و اعدائهم، معتبرين ذلك قوة و وسيلة لارهاب الخصم و العدو، فلا عجب من سعيهما في توظيف ظاهرة الإرهاب وتوجيهها حيث ما ارتأت مصالحهما (واقصد المصلحة الإمبريالية و المصلحة الصهيونية) .
كاتب عراقي
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات