الوثيقة | مشاهدة الموضوع - اجتياح لبنان: حسابات إسرائيل الخاطئة! رأي القدس
تغيير حجم الخط     

اجتياح لبنان: حسابات إسرائيل الخاطئة! رأي القدس

مشاركة » السبت مارس 30, 2024 3:34 am

أدت غارات إسرائيلية على مستودع للصواريخ لـ«حزب الله» اللبناني ومركز لتدريب الجيش السوري في منطقة قريبة من مطار حلب الدولي منتصف ليل الخميس ـ الجمعة إلى مصرع 35 من قوات النظام السوري وهو العدد الأكبر من الضحايا منذ 3 سنوات، كما لقي ستة من عناصر «حزب الله» مصرعهم في الهجوم نفسه.
جاءت الغارات على ريف حلب بعد ساعات من غارة إسرائيلية أخرى تسببت بمصرع شخصين في مبنى سكني قرب منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، وهي منطقة نفوذ لمجموعات موالية لإيران، ولـ»حزب الله» وكذلك للحرس الثوري الإيراني مقرات فيها، ورغم وقوع هذا العدد الكبير من الضحايا للنظام، فالواضح أن الضربات الإسرائيلية، تركّز على «حزب الله» والميليشيات الإيرانية نتيجة انخراط القوى المحسوبة على طهران في المنطقة العربية، وخصوصا في اليمن ولبنان، في استهداف إسرائيل كنوع من التنسيق مع حركة «حماس» و«الجهاد الإسلامي» ولتشتيت الجهد الإسرائيلي المنصبّ على سكان قطاع غزة.
يقوم «حزب الله» بحسابات سياسية وأمنية وعسكرية دقيقة في تعامله مع إسرائيل، ومنها سماحه لمنظمات فلسطينية بمحاولات تسلل وهجمات ضد إسرائيل، وهي سياسة ذكية هدفها إظهار الحزب دوليا بصيغة الملتزم بوضعية الدفاع ضد اعتداءات إسرائيل، ويدخل في ذلك أيضا، ما أكدته مصادر صحافية، من إبعاده «قوات الرضوان» إلى مسافة لا تبعد كثيرا عمّا أقرّه القرار 1701 الأممي.
ضمن ميزان التصعيدات المتوازية تمكن الحزب من دفع ما يقرب من 80 ألف إسرائيلي للنزوح من منطقة الجليل (فيما قدّرت مصادر إسرائيلية عدد اللاجئين اللبنانيين بـ120 ألفا) والواضح أن القرار السياسي بعودة النازحين ينتظر ضمانات دولية ترتبط بتطورات الحرب على غزة.
إضافة إلى الحصيلة الدموية لقصفها على سوريا، فقد نظمت الفرقة 36 في الجيش الإسرائيلي، والتي ساهمت لثلاثة أشهر في القتال داخل غزة، ورشة عمل لجميع قادة كتائبه النظاميين والاحتياط استعدادا لـ«تحرك محتمل» في لبنان.
تتحدث المصادر الإسرائيلية عن خطة عمل عسكرية «تحقق الإنجاز في وقت قصير جدا». الأكيد أن حسابات غزة الإسرائيلية لا يمكن أن تتطابق مع حسابات اجتياح جديد للبنان. يتجاهل قرار كهذا سلسلة التداعيات العالمية الوخيمة على إسرائيل نتيجة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي مارسته في غزة، كما أنه يتجاهل حسابات العالم، بما في ذلك حسابات أمريكا، الداعم الرئيسي لتل أبيب، التي يصعب تخيّل قبولها اجتياحا إسرائيليا جديدا للبنان.
معلوم أن أي قرار إسرائيلي ممكن في الهجوم على «حزب الله» سيحسب حجم النيران التي ستتلقاها الدولة العبرية، وكثافة القتال المحتملة، لكنّه لن يستطيع أن يحسب إمكانيات تطوّر الحرب وامتداداتها الاستراتيجية والإقليمية. وقائع التاريخ الحديث تظهر، على أي حال، أن إسرائيل لا تتعلم من وقائع التاريخ!
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى المقالات