الوثيقة | مشاهدة الموضوع - (أرقام مُرعبة).. هل تفشى مرض الإيدز في العراق؟
تغيير حجم الخط     

(أرقام مُرعبة).. هل تفشى مرض الإيدز في العراق؟

مشاركة » الأربعاء مارس 20, 2024 7:38 am

علي الحمداني

يعتبر مرض الإيدز من الأمراض الخطرة والمنتشرة في عموم أنحاء العالم، وإلى الآن لم يتم التوصل لعلاج فعّال لإيقاف فايروس العوز المناعي البشري (HIV) المسبب للمرض، وسط مخاوف من تفشيه داخل العراق.

يقول عضو لجنة الصحة النيابية، باسم الغرابي، في حديث لـ(المدى)، إن “انتقال الايدز من مواطن لآخر قد يكون بسبب لجوئه الى مركز او مستوصف لإجراء حجامة او وشم او عملية نتيجة عدم تعقيم الأدوات، أو بسبب العلاقات المحرّمة والسياحة الجنسية إلى بعض الدول منها أذربيجان”. ويضيف أن “هناك نسب للإصابة بالإيدز بين متعاطي المخدرات والمثليين والمتحوّلين جنسياً، وأحياناً تحدث الإصابة نتيجة خطأ داخل المختبرات وغيرها من الوسائل المسببة بانتقال المرض”.

غير مُعلنة

ويكمل، عضو لجنة الصحة النيابية قوله، إن “العراق سجل أكثر من ألفي إصابة حسب ما أعلنته وزارة الصحة، من بينهم سبعة أطفال، موزّعين على مختلف المحافظات العراقية، لكن هذه الإحصائيات هي لمن ظهرت عليهم أعراض المرض ومسجلين لدى وزارة الصحة، لذلك ربما هناك أعداد أعلى بكثير من المصابين لكن لا تظهر عليهم أعراض المرض، أو لم يكتشفوا إصابتهم بالمرض وتجاهلوا الفحوص الطبية”، مبيناً أن “أغلب الحالات المصابة بالمرض غير مُعلنة”. ويعزو الغرابي، انتشار مرض الإيدز إلى “ضعف التوعية بطرق انتقاله وخطورته، ما يستدعي أن تتظافر الجهود الحكومية، خاصة وأن البلاد لها تجربة سابقة عندما أُصيب أكثر من 200 شخصاً بمرض الهيموفيليا بعد حقنهم بمادة فاكتر 8 من شركة فرنسية”.

بيانات “صادمة”

وكانت وزارة الصحة العراقية كشفت في 29 شباط الماضي، عن تسجيل أكثر من 2000 إصابة بالإيدز في البلاد، من بينها 7 حالات لأطفال، مشيرة إلى أن جانب الرصافة من بغداد هو الأعلى بالإصابات.

وفي حينها قال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر في تصريحات للتلفزيون الرسمي، إن “العراق ضمن البلدان منخفضة التوطين لمرض الإيدز، وهناك أكثر من 2000 شخص مصاب”، مبيناً أنه “تم تسجيل 7 حالات بين الأطفال”.

وأضاف البدر، أنه “بإمكان المصاب بالإيدز التعايش مع المرض وإكمال حياته، والعلاجات متوافرة بشكل كامل”، منوّهاً بأن “الحجامة والوشم من أسباب نقل الإيدز”. ولفت إلى أنه “لا يوجد لقاح أو شفاء تام للإيدز حتى الآن، والتشخيص المبكر يعد أهم مرحلة في قضية الإصابة بالمرض”.

بداية المرض

وبحسب الجهات الصحية العراقية الرسمية، فإن “مرض الإيدز ظهر للمرة الأولى في البلاد عام 1986 نتيجة تسلم عدد من المواطنين المصابين بنزف الدم الوراثي للعامل الثامن المستورد من فرنسا، وكانت الوجبة المستوردة ملوّثة بهذا الفايروس وأصيب في حينها 286 شخصاً”. وتعاقدت وزارة الصحة العراقية في ثمانينيات القرن الماضي مع شركة “ماريو” الفرنسية لتوريد فاكتر 8 وفاكتر 9، اللذان يعملان على تخثر الدم لمرضى الهيموفيليا.

وفي العام 1986 دخل المصابون بمرض الهيموفيليا إلى مستشفيات بغداد لتلقي العلاج الفرنسي الذي استوردته وزارة الصحة من شركة ماريو المنتجة لهذه الأمصال، لكن سرعان ما تحوّلت إصاباتهم إلى مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، فبدأوا يموتون الواحد تلو الآخر.

واتضح فيما بعد أن الشحنة التي أرسلتها الشركة الفرنسية كانت مُحمّلة بدم ملوّث بفايروس الإيدز، فسجل العراق في العام نفسه أول إصابة بهذا المرض، في وقت لم يكن يمتلك حينها أي برنامج خاص بعلاج هذا المرض، فتفشت العدوى بين المرضى الذين نقل إليهم الدم الملوّث. وكانت نسبة الإصابات في عموم المحافظات العراقية لا تتجاوز 124 إصابة قبل 5 سنوات، بحسب إحصاءات رسمية، وكانت تلك الإصابات تحت السيطرة، غير أن تراجع الواقع الصحي في عموم البلاد أسهم بنحو متسارع بزيادات كبيرة في الإصابات.

فايروس “خطير”

يقول أستاذ التقنيات الاحيائية والأمراض الانتقالية، الدكتور فراس رياض جميل، إن “الإيدز مرض فايروسي ليس له علاج ينتقل عن طريق الأعضاء التناسلية وعادة من الاتصال الجنسي، وقد ينتقل عن طريق الدم ومن الأم إلى ابنها إذا كانت مصابة عن طريق الدم أو المشيمة”.

ويضيف جميل خلال حديثه لـ(المدى)، أن “فايروس الإيدز يعد الأخطر لأنه يندمج مع الجينات البشرية ويُدمّر الجهاز المناعي والخلايا البائية ما يعرض المُصاب به للإصابة بأي مرض ولا يُشفى منه”. ويوضح، أن “هناك عدداً كثيراً من الأشخاص المصابين عن طريق العلاقات غير الشرعية لكن لا يكشفون عن أنفسهم، والأخطر عندما يذهب هؤلاء للحلاقة أو لعمل الحجامة أو مراجعة طبيب الأسنان ومن ثم لا تخضع الأدوات التي تستعمل لهم للتعقيم، لتكون حينها – هذه الأدوات – مصدراً لانتقال المرض إلى الآخرين”.

أسبابه

يذكر أنه في 26 كانون الثاني الماضي ووفقاً لمصدر طبي في دائرة صحة محافظة ذي قار نقلت عنه محطات إخبارية عراقية، أن “الإصابات الموثقة في سجلات دائرة صحة ذي قار تبلغ 200 إصابة بمرض الإيدز غالبيتها لأشخاص أعمارهم دون الـ 45 عاماً أي ضمن فئة الشباب”، لافتاً إلى ان “هذا الرقم يضرب بـ 10 للأشخاص غير المسجلين بشكل رسمي ما يعني وجود 2000 مصاب بمرض الإيدز يتجولون في المحافظة دون أي علاج”.ولفت المصدر، إلى أن “غالبية الإصابات كانت لأشخاص زاروا جمهورية أذربيجان في وقت سابق، حيث تعتبر هذه الدولة مصدراً للمرض”، موضحاً أن “ذي قار كانت لديها إصابتان فقط مسجلتان بشكل رسمي قبل 15 عاماً، إلا أن الانفتاح على بقية الدول والسفر أدى لهذا الارتفاع المرعب في أعداد المصابين بهذا المرض الخطير”.بدوره يقول فهد فارس وهو صاحب متجر لرسم الاوشام في بغداد، إن “أجهزة الوشم تحتوي على إبر خاصة بالوشومات التي يطلبها الزبون، وهناك أجهزة ومواد أخرى كثيرة تدخل في عملية رسم الوشم”.ويؤكد لـ(المدى)، أن “تعفير الإبر والأدوات المستخدمة المشتركة بين الزبائن وتعقيمها يعتمد على الوشّام الذي يستخدمها ومراعاته للجانب الصحي، لضمان عدم انتقال الأمراض من خلالها”.

“تهديد” عالمي

وكانت وزارة الصحة في حكومة اقليم كردستان، أعلنت في 1 كانون الأول 2023، عن تسجيل 72 حالة اصابة جديدة بمرض الايدز، فيما أكدت أن النسبة الكبرى منهم من خارج الإقليم.

وقالت الوزارة في بيان نشرته بمناسبة اليوم العالمي لمرض الإيدز، إن “الجهات المعنية في الإقليم وضمن برنامج السيطرة، لعام 2023 قامت بإجراء 598 ألف فحص لفايروس HIV خاصة للأجانب قبل منحهم الإقامة وقبل التبرع بالدم والزواج والعاملين في الأماكن السياحية، إضافة إلى الموقوفين والمساجين والمصابين بمرض الثلاسيميا والتهاب الكبد الوبائي”.

وأضاف البيان، أن “الوزارة سجلت 72 حالة إصابة جديدة بمرض الإيدز خلال العام الحالي حيث أن العدد الأكبر منهم مواطنون أجانب”، مشيراً إلى “اتخاذ الإجراءات بحقهم وإعادتهم إلى بلدانهم”. وأكدت الوزارة، أن “حالات الإصابة الجديدة لمواطني الإقليم هم تحت العناية الطبية والوقاية حيث يتم إجراء الفحوص الطبية لهم واعطائهم العلاجات وتعليمات طبية بشكل مستمر”. وكانت الأمم المتحدة أعلنت في عام 2015 للمرة الأولى، أن هدفها إنهاء التهديد الذي يشكله الإيدز على الصحة العامة بحلول عام 2030.

ويبلغ عدد المصابين بفايروس نقص المناعة البشرية، وهو الفايروس الذي يسبب مرض الإيدز، 39 مليوناً في كل أنحاء العالم.

ومن بين هؤلاء 20.8 مليون في شرقي أفريقيا وجنوبيها، و6.5 مليون في منطقتي آسيا والمحيط الهادي.

ولكن من بين هؤلاء الـ39 مليوناً، لا يستطيع 9.2 مليون الحصول على العلاجات الضرورية مع أن فاعليتها ثبتت.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى منوعات