الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إسرائيل ترفع الرهان إزاء “حزب الله”.. حرب شاملة أم “عدة أيام”؟
تغيير حجم الخط     

إسرائيل ترفع الرهان إزاء “حزب الله”.. حرب شاملة أم “عدة أيام”؟

القسم الاخباري

مشاركة » الخميس مارس 14, 2024 2:51 am

5.jpg
 
وسعت إسرائيل نطاق نشاطاتها الهجومية في لبنان وعادت إلى قصف أهداف حتى في البقاع اللبناني، على بعد مسافة أكثر من 70 كم عن حدودها. الأهداف التي هوجمت هذا الأسبوع شملت مواقع عسكرية ذات أهمية كبيرة لحزب الله. رداً على ذلك، زادت المنظمة الشيعية عدد الصواريخ، لكنها لم تهاجم عمق الأراضي الإسرائيلية لمسافة أبعد حتى الآن. التصعيد الأخير الذي هو مبادرة إسرائيلية، يعود ويقرب الطرفين إلى منسوب الحرب الشاملة. هذه نتيجة حاول الطرفان تجنبها منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.

هذه العملية تعكس زيادة كبيرة للمقامرة الإسرائيلية، على أمل أن تتراجع قيادة حزب الله بالضغط العسكري. كل ذلك يحدث إزاء جمود في الجبهة الجنوبية. الخطة الأصلية للإدارة الأمريكية عولت على وقف إطلاق النار الذي سيتم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس قبيل بداية شهر رمضان. في وقف إطلاق النار السابق في القطاع، حول صفقة المخطوفين الأولى في بداية تشرين الثاني، أوقف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، النار من لبنان بصورة أحادية الجانب. كان مأمولاً أن يحدث هذا مرة أخرى، ومبعوث الرئيس الأمريكي عاموس هوكشتاين يمكنه استغلال الأسابيع الستة المخطط لها كهدنة في المعارك للتوصل إلى تسوية تبعد رجال حزب الله عن الحدود مع إسرائيل، وتعيد الهدوء إلى الجبهة، ويعود سكان الشمال إلى بيوتهم (أيضاً كان لحزب الله حاجة ملحة خاصة به – هناك أكثر من 100 ألف من اللبنانيين غادروا بيوتهم في الجنوب وانتقلوا شمالا إزاء عمليات القصف الإسرائيلية).

لكن الوسطاء من الولايات المتحدة، مصر وقطر، لم ينجحوا حتى الآن في تحقيق هدفهم في القطاع. الاتصالات بشأن صفقة تبادل أخرى لم تنضج بعد. في الجانب الفلسطيني، حماس راضية عن زيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع في شهر رمضان (إزاء انتقاد غربي قاس لسلوك إسرائيل)، وتعتقد حماس أن الجيش الإسرائيلي لن يقتحم رفح إزاء معارضة الولايات المتحدة في التوقيت الحالي. أما إسرائيلياً، فلا يبدو رئيس الحكومة نتنياهو في عجلة من أمره لعقد صفقة، ولم يوافق على إعطاء المفاوضين حرية مناورة أكبر.

النتيجة أن الحرب في غزة مستمرة، بوتيرة منخفضة في هذه الأثناء، مع وجود قليل لقوات الجيش الإسرائيلي (5 – 6 طواقم لوائية فقط) وتقريباً بدون وجود وحدات في شمال القطاع. ونقطة الضغط الأساسية على الحكومة تتعلق هنا بوضع المخطوفين المتفاقم، لكن الاحتجاج لا ينجح في سحب مشاركة جماهيرية واسعة وراءه.

في الوقت الذي يعود فيه جزء من السكان إلى عدد من بلدات الغلاف إزاء انخفاض أخطار الصواريخ، بقي عشرات آلاف المخلين من المنطقة الشمالية بعيدين عن بيوتهم. تتعرض الحكومة لضغط من الجمهور لإزالة هذا التهديد. بالصورة التي يكون فيها ذلك ممكناً، غرد وزير الأمن القومي في حكومة الجنون الحالية أمس، وطلب طلباً استفزازياً من وزير الدفاع، وهو شن حرب شاملة ضد حزب الله فوراً. هذه الأقوال كتبت وكأنه ليس للوزراء مسؤولية جماعية عن سياسة الحكومة، وكأن القرار النهائي في يد وزير الدفاع وليس في يد رئيس الحكومة.

تحت ضغط تحقيق نتائج المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، نشرت أمس أقوال قائد المنطقة الشمالية، اوري غوردن، الذي قال إن أكثر من 300 من رجال حزب الله قتلوا وأصيب حوالي 750 منذ بداية القتال على الحدود مع لبنان. (غوردن شمل في هذا العدد حوالي 60 من النشطاء المسلحين في منظمات لبنانية وفلسطينية أخرى ولم يحسب عشرات المدنيين الذين قتلوا في الهجمات). من بين القتلى خمسة قادة كبار بمستوى قائد لواء وأعلى في حزب الله. نسبة الخسائر في الطرفين هي 15: 1 لصالح إسرائيل.

زعيم حزب الله، حسن نصر الله، الذي هو غير راض عن هذه المعطيات، يبدو أنه غير في الفترة الأخيرة طبيعة العمل وأمر بزيادة نطاق إطلاق الصواريخ، في هذه الأثناء ليس لمناطق بعيدة عن الحدود الشمالية. ربما يعد حزب الله طرق عمل مختلفة لجباية ثمن أعلى من إسرائيل.

لكن مثلما في الجنوب، لا يوجد في هذه الإنجازات العملية ما يكفي لتهدئة الجمهور الإسرائيلي. الحقيقة الأبرز هي منطقة الحدود التي تم إخلاؤها من السكان بتعليمات من الجيش والحكومة، منذ الأسبوع الأول للحرب. إسرائيل تأمل إصلاح الانطباع، ربما بواسطة تصعيد لعدة “أيام قتال” عنيف، يتم فيها زيادة الهجمات وزيادة نطاق الأهداف التي يتم قصفها. لكن لا تأكيد على أن هذه العملية ستحقق الهدف منها وستجبر حزب الله على التراجع. في الوقت نفسه، تزداد احتمالية أن هذه الأمور قد تخرج عن السيطرة، إلى درجة الوصول إلى مواجهة شاملة.

مثلما بخصوص العملية في رفح، فهذا سيناريو تتحفظ الإدارة الأمريكية منه. الرئيس بايدن ورجاله يهتمون بأن يطلقوا لوسائل الإعلام، تقريباً بشكل يومي، تحذيرات من عمليات إسرائيلية وتشخيصات غير متعاطفة مع سلوك نتنياهو. التقييم الاستخباري السنوي الأمريكي الذي نشر قبل بضعة أيام، متشائم جداً فيما يتعلق بوضع إسرائيل الاستراتيجي.

إذا ازداد انتقاد البيت الأبيض حول تحركات إسرائيل – التهديد بالدخول إلى رفح، وزيادة مدى الهجمات في لبنان – فربما تدفع إسرائيل الثمن بوقف فرض الفيتو الأمريكي على قرارات ضدها في مجلس الأمن، وربما حتى بقيود على نقل سلاح وذخائر من الولايات المتحدة. بصورة مخيبة لآمال إسرائيل، تتبع الإدارة الأمريكية مقاربة احتواء تجاه عدوان إيران وامتداداتها. خطوات نتنياهو الأخيرة لا تتساوق مع مقاربة بايدن، خصوصاً وع ورود تقارير يومية عن خطورة الأزمة الإنسانية في القطاع.

عاموس هرئيل

هآرتس 13/3/2024
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى الاخبار

cron