الوثيقة | مشاهدة الموضوع - ترجيحات بزيارة أردوغان بغداد وجيشه يخطط لمنطقة عازلة داخل العراق بعمق 40 كم
تغيير حجم الخط     

ترجيحات بزيارة أردوغان بغداد وجيشه يخطط لمنطقة عازلة داخل العراق بعمق 40 كم

مشاركة » الأربعاء مارس 13, 2024 4:32 pm

1.jpg
 
بغداد/ تميم الحسن

يتوقع زيارة الرئيس التركي طيب رجب اردوغان بغداد في وقت قريب، بعد تعثـر الزيارة السابقة التي كان يفترض اجراؤها العام الماضي. وفي غضون ذلك وعدت وزارة الدفاع التركية بـ”صيف مختلف” هذه المرة في العراق، ووضع “حل دائم” لمشكلة حزب العمال الكردستاني على الحدود.

وتنوي انقرة، بحسب وزارة الدفاع، تنفيذ اجراءات في الصيف المقبل، واقامة منطقة عازلة في شمالي العراق بعمق قد يمتد الى 40 كم.

وحتى الان لم ترد الحكومة العراقية على تلك التصريحات، فيما كانت بغداد قد اشتكت في مجلس الامن ضد الضربات التركية.

وعلى مدى السنوات الماضية لم ينفك الجيش التركي عن قصف ومطاردة حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) المنتشر على الحدود العراقية وفي منطقة سنجار.

ووفقا لتقديرات منظمات غير حكومية، فإن الهجمات التركية أودت بحياة ما لا يقل عن 129 مدنيا في شمال العراق وإصابة 180 آخرين وذلك منذ 2015 حتى تموز 2022.

هل يأتي أردوغان؟

انقرة الان، وبحسب وزارة الدفاع التركية، تخطط لحسم الصراع مع الـ”بي كي كي” في العراق خلال الاشهر القريبة المقبلة، وفي اعقاب هذا الكلام تأتي انباء عن احتمال زيارة اردوغان بغداد.

وبين العراق وتركيا ملفات كثيرة عالقة، اضافة الى الحدود والامن، هناك ملفات المياه والنفط، التي ستأخذ الجزء الاكبر من زيارة أردوغان ان حدثت.

وفي حزيران العام الماضي، اعلن مسؤول في الخارجية العراقية قرب زيارة الرئيس التركي، ثم تأجلت الى أيلول الماضي.

وقالت مصادر مطلعة انذاك، ان “ضوء أخضر لم يصدر من طهران بعد لزيارة أردوغان”، بسبب تورط ايران، كما يتم تسريبه، في ملف حزب العمال.

وأشارت تلك المصادر الى ان اطراف في الاطار التنسيقي، كانت قد عرقلت الزيارة المفترضة للرئيس التركي الى العراق العام الماضي.

وكان اردوغان الذي فاز العام الماضي بالانتخابات الرئاسية محققا اكثر من 52% من اجمالي الاصوات، زار بغداد مرتين في عامي 2008 و2011.

واشار سياسيون، مثل النائب السابق مثال الالوسي، الى ان على بغداد ان تعرف بانها تتعامل هذه المرة مع “نسخة جديدة من أردوغان”.

وقال الالوسي لـ(المدى)، “الرئيس التركي الان يشعر بقوته الداخلية والخارجية بعد فوزه بالانتخابات، وأصبح اكثر استقرارا”.

وتتشابك العلاقة بين ايران والفصائل مع حزب العمال المعروف بـ”بي كي كي” حيث ينتمي عدد من افراد الحزب الى الحشد ويستلم رواتب وأسلحة من الهيئة.

ووفق التسريبات ان طهران تستخدم ملف “بي كي كي” للضغط على بغداد وامريكا وخاصة في قضية مدينة سنجار التي تقع تحت سيطرة الحزب منذ 7سنوات.

عسكريا قال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، في تصريحات لعدد من الصحافيين الأتراك الاثنين الماضي: “تماشياً مع الإطار الذي رسمه رئيسنا (أردوغان)، سوف نكمل الدائرة التي ستؤمن حدودنا مع العراق هذا الصيف، ونزيل الإرهاب بحيث لا يصبح مشكلة تؤرق بلادنا”.

وتنشر تركيا نحو 7 آلاف جندي وضابط يتغلغلون بعمق يصل الى 100 كم داخل الأراضي العراقية ولديهم 11 قاعدة عسكرية و19 معسكرا في العراق.

واكد غولر ان بلاده تنوي إنشاء حزام امني داخل العراق، وقال متحدثا عن حزب العمال: “إذا أبقيناهم على بعد من 30 إلى 40 كيلومتراً على الأقل من حدودنا، فإن أمتنا وحدودنا ستكون آمنة”.

وأضاف: “نضالنا مستمر وفق خطة مدروسة منذ ما يقرب من 6 سنوات، والآن تحتاج تركيا للانتقال إلى مرحلة أخرى”.

وشنت تركيا أكثر من 4 الاف هجوم على العراق خلال ست سنوات، منذ شهر آب عام 2015 لغاية كانون الثاني من عام 2021. بحسب تقرير لـ”تحالف المجتمع المدني الدولي” التابع للأمم المتحدة.

ولم تعلق بغداد حتى اللحظة على تلك التصريحات، لكن الحكومة العراقية كانت قدمت في شباط الماضي، شكوى الى مجلس الامن الدولي على تركيا وايران وامريكا لاستهدافهم المتكرر أمن وسيادة البلاد.

وفي جلسة البرلمان التي عقدت في 2022 حول “الاعتداءات التركية”، قال وزير الخارجية فؤاد حسين ان “العراق سجل منذ 2018 أكثر من 22 ألفا و700 انتهاك تركي للعراق، وأنه تقدم بـ296 مذكرة احتجاج على تركيا”.

ولا يلاقي التواجد التركي بالعراق ذات الحماسة التي تبديها أطراف في “الاطار” بالاعتراض على القوات الامريكية.

ويعادل عدد القوات التركية المتواجدة بشكل دائم في العراق (اكثر من 7 الف مقاتل) ضعفي عدد القوات الأمريكية في العراق والبالغة 2500 فردا.

معبر سنجار!

ويقول غازي فيصل الدبلوماسي السابق لـ(المدى)، “اليوم ايران وعدد من المليشيات المسلحة المرتبطة بالحرس الثوري تدعم حزب العمال في سنجار”.

وتعد سنجار مدينة مهمة لأنها تقع ضمن الطريق الستراتيجي الذي يربط ايران بسوريا ولبنان ويتم عبره نقل الاسلحة والمقاتلين. على ما يقول الدبلوماسي السابق.

ويضيف: “هناك صراع بين انقرة وطهران في موضوع التحكم بسنجار..والقواعد التي تقيمها تركيا منذ 2014 في العراق تعمل بريا وجويا على استهداف جبل قنديل احد أبرز معاقل حزب العمال بالعراق”.

واكد فيصل الذي يدير المركز العراقي للدراسات الستراتيجية ان التمدد التركي داخل العراق “لم يكن بموافقة بغداد، وهو من اجل ضمان وجود حزام فاصل امني على امتداد الحدود العراقية التركية شبيه بالمنطقة العازلة بين تركيا وشمالي سوريا”.

من جانب آخر تحدث مدير المركز العراقي عن علاقات اقتصادية بين بغداد وانقرة يجب ان تأخذ بعين الاعتبار في اي مفاوضات او في زيارة أردوغان المتوقعة.

ويقول فيصل “تركيا بلد صناعي متقدم ولديه خبرة في السلاح الجوي والعراق بحاجة الى السلاح والسلع التركية”.

كذلك يؤكد ان طريق التنمية بين تركيا وأوروبا ودول المنطقة “سيحول العراق الى قلب تجاري، وأردوغان يقول لن تتحقق مكاسب هذا الطريق بدون ازالة تهديد حزب العمال الكردستاني”.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى محليات