الامم المتحدة – بروكسل -غزة- اف ب -الزمان
أبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي المنعقد الجمعة معارضتها وقفا فوريا لإطلاق النار في قطاع غزة. وقال نائب المندوبة الأميركية روبرت وود «في حين تدعم الولايات المتحدة بشدة السلام المستدام الذي يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين العيش بأمن وسلام، لا ندعم الدعوات الى وقف فوري لإطلاق النار»، معتبرا أن ذلك «سيؤدي فقط الى زرع بذار الحرب المقبلة، لأن لا رغبة لحماس برؤية سلام مستدام أو حل الدولتين».
و اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة إن «وحشية» حماس لا يمكنها تبرير «العقاب الجماعي» للفلسطينيين، وذلك خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي للبحث في وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، أكدت الولايات المتحدة رفضها له.
وقال غوتيريش الجمعة «أدين بلا تحفظ هجمات حماس في 7 من تشرين الأول/أكتوبر. لقد روعتني التقارير عن العنف الجنسي»، معتبرا أنه «لا يوجد أي مبرر لقتل نحو 1200 شخص عمدا، بينهم 33 طفلاً، وإصابة آلاف آخرين، واحتجاز مئات الرهائن».
لكنه أضاف «في الوقت عينه، فإن الوحشية التي مارستها حماس لا يمكنها تبرير العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني».
وأشار الى أنه «في حين أن إطلاق حماس الصواريخ تجاه إسرائيل من دون تمييز، واستخدام المدنيين كدروع بشرية هي انتهاكات لقانون الحرب، لا يعفي هذا التصرف إسرائيل من انتهاكاتها».
ودعا غوتيريش الى الإطلاق «الفوري وغير المشروط» لأكثر من 130 رهينة لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، إضافة الى «معاملتهم بشكل انساني والسماح بزيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لحين إطلاق سراحهم».
وأبلغت واشنطن الداعمة لإسرائيل، مجلس الأمن معارضتها لوقف فوري لإطلاق النار.ودعا وزراء الخارجية العرب مجلس الأمن الدولي الى اتخاذ قرار ينهي بشكل «فوري» الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان باسم المجموعة العربية «نعتقد بأنه من الضروري وضع حد للمعارك بشكل فوري»، داعيا مجلس الأمن الى الموافقة على مشروع قرار بوقف إنساني لإطلاق النار في غزة. على إثر رسالة غوتيريش غير المسبوقة، أعدت الإمارات العربية المتحدة مشروع قرار يطرح للتصويت الجمعة، على ما أفادت الرئاسة الإكوادورية للمجلس. ويطالب مشروع القرار في نسخته الأخيرة التي اطلعت عليها فرانس برس بـ»وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية» في غزة، محذرا من «الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة».
كما يدعو النص المقتضب إلى «حماية المدنيين» و»الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن» و»ضمان وصول المساعدات الإنسانية».
ويبتّ مجلس الأمن الدولي الجمعة تحت ضغط الأمين العام للأمم المتحدة في دعوة إلى «وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية» في قطاع غزة، في عملية تصويت غير محسومة النتائج في ظل أوع دبلوماسية مشحونة. فيما تدور معارك عنيفة الجمعة داخل أكبر مُدن قطاع غزة وفي محيطها، بعد شهرين على هجوم حركة حماس ضد إسرائيل واندلاع حرب تحصد أعداداً متزايدة من القتلى، فيما يصوّت مجلس الأمن الدولي في مسعى استثنائي على مشروع قرار لوقف إطلاق النار. وأضاف الاتحاد الأوروبي الجمعة قياديين كبيرين في الجناح العسكري لحركة حماس إلى اللائحة السوداء للإرهاب، وربطهما مباشرة بهجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل.
وأعلنت بروكسل إضافة كل من القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد ضيف ونائبه مروان عيسى إلى قائمة العقوبات.
وأضافت أن «الشخصين يخضعان لتجميد أموالهما وأصولهما المالية الأخرى في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي»، مشيرة الى أنه «يحظر أيضا على مشغلي الاتحاد الأوروبي توفير الأموال والموارد الاقتصادية لهما».
وبعدما ركز الجيش الإسرائيلي هجومه البري ضد حماس في مرحلة أولى في شمال غزة، وسع عملياته هذا الأسبوع إلى جنوب القطاع حيث يحتشد زهاء مليوني مدني باتوا محاصرين في بقعة تضيق مساحتها تدريجياً. وبإسناد جوي وبحري، وصلت دبابات وجرافات إسرائيلية إلى خان يونس الخميس ودار قتال في هذه المدينة الأكبر في جنوب القطاع، كما اشتبك مقاتلو حماس مع الجيش الإسرائيلي شمالا في مدينة غزة ومنطقة جباليا المجاورة. ووجه أنطونيو غوتيريش الأربعاء رسالة إلى مجلس الأمن استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له «لفت انتباه» المجلس إلى ملف «يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر»، في أول تفعيل لهذه المادة منذ عقود.
وكتب في رسالته أنّه «مع القصف المستمر للقوات الإسرائيلية، ومع عدم وجود ملاجئ أو حدّ أدنى للبقاء، أتوقع انهيارا كاملا وشيكا للنظام العام بسبب ظروف تدعو إلى اليأس، الأمر الذي يجعل مستحيلا (تقديم) مساعدة إنسانية حتى لو كانت محدودة»، مجددا دعوته إلى «وقف إطلاق نار إنساني» لتفادي «تبعات لا رجعة فيها على الفلسطينيين وعلى السلام والأمن في المنطقة».
وعلق المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك بالقول «نأمل أن يأخذ مجلس الأمن بندائه» مشيرا إلى أن الأمين العام تحدث منذ الأربعاء مع وزيري الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والبريطاني ديفيد كاميرون، ومع عدد من الدول العربية.
وبموازاة حملة القصف المدمر التي باشرتها إسرائيل ردا على هجوم غير مسبوق لحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر أوقع 1200 قتيلا غالبيتهم من المدنيين بحسب السلطات الإسرائيلية، تشن الدولة العبرية منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر هجوما بريا واسع النطاق في القطاع الفقير والمحاصر تماما، ما أدى إلى مقتل 17177 شخصا أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.
ويعاني القطاع من نقص المواد الغذائية والماء والوقود والأدوية في وقت نزح 1,9 مليون شخص أي 85% من سكانه وسط دمار وأضرار طالت نصف مساكنه.
وعلى إثر رسالة غوتيريش غير المسبوقة، أعدت الإمارات العربية المتحدة مشروع قرار يطرح للتصويت على مجلس الأمن الجمعة، على ما أفادت الرئاسة الإكوادورية للمجلس.
ويطالب مشروع القرار في نسخته الأخيرة التي اطلعت عليها فرانس برس بـ»وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية» في غزة، محذرا من «الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة».
كما يدعو النص المقتضب إلى «حماية المدنيين» و»الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن» و»ضمان وصول المساعدات الإنسانية».
غير أن نتيجة التصويت غير مضمونة بعدما رفض مجلس الأمن في الأسابيع التي تلت اندلاع الحرب اربعة مشاريع قرارات.
وخرج المجلس عن صمته أخيرا في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر باعتماده قرارا دعا إلى «هدنات وممرات إنسانية» في قطاع غزة، وليس إلى «وقف إطلاق نار».
وتعتبر الولايات المتحدة، أقرب حلفاء إسرائيل، أن إصدار قرار جديد لمجلس الأمن «لن يكون مفيدا في المرحلة الراهنة»، وذلك بعدما عارضت أحد مشاريع القرارات السابقة ورفضت باستمرار فكرة وقف إطلاق نار.
وقال مساعد السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة روبرت وود الخميس «موقفنا لم يتغير، نعتقد أن أفضل ما يمكن القيام به من أجلنا جميعا ... هو أن ندع الدبلوماسية المتكتمة تتواصل في الكواليس، نعتقد أن هذا أفضل أمل لمحاولة تحسين الوضع ميدانيا ومن أجل المساعدة الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن».
من جهتها علقت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار في بيان أن «القانون الدولي يرتب على الولايات المتحدة وكل الدول الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن الدولي واجبا واضحا بمنع وقوع الفظاعات».
وتابعت «لا يمكن أن يكون هناك أي تبرير لمواصلة عرقلة عمل ذي مغزى في المجلس يهدف إلى وقف إراقة دماء المدنيين والانهيار الكامل للنظام الإنساني وفظاعات أسوأ من ذلك ستنجم عن تفكك النظام العام وحركات النزوح الجماعي».
من جهته قال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور «نأمل حقا أن يصادق مجلس الأمن على هذا القرار وينصت إلى الموقف الشجاع والمبدئي للأمين العام».
في المقابل، ندد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين بخطوة غوتيريش واتهمه الأربعاء بأنه يشكل «خطرا على السلام العالمي».