الوثيقة | مشاهدة الموضوع - إنجاب الأطفال في الفضاء خارج كوكب الأرض سيصبح ممكناً
تغيير حجم الخط     

إنجاب الأطفال في الفضاء خارج كوكب الأرض سيصبح ممكناً

مشاركة » الأحد نوفمبر 19, 2023 7:45 am

4.jpg
 
لندن ـ «القدس العربي»: تعمل شركة هولندية متخصصة على تطوير البيئة اللازمة والعوامل المساعدة من أجل تمكين البشر من الإنجاب في الفضاء الخارجي بعيداً عن كوكب الأرض، وهو ما سيُشكل خطوة بالغة الأهمية في اتجاه استعمار الكواكب الأخرى وتمكين البشر على الهجرة إلى الفضاء الخارجي عندما يُصبح ذلك متاحا.

ويسود الاعتقاد في أوساط العلماء بأن وصول البشر إلى الكواكب الأخرى واستعمارها ليس سوى مسألة وقت، وأن المستقبل سيكون خارج كوكب الأرض، حيث تعمل العديد من الشركات ووكالات الفضاء على تطوير وسائل نقل لهذه الغاية. وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية واطلعت عليه «القدس العربي» إنه يمكن للأزواج البشريين أن ينجبوا أطفالاً قريباً في الفضاء، حيث يعمل العلماء على تمكين البشر من ذلك لكن الجاذبية والإشعاع يشكلان مخاطر جسيمة.
ولم يولد أي إنسان في الفضاء حتى الآن، لكن شركة «Spaceborn United» الهولندية الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية تهدف إلى تغيير ذلك.
وتقول «دايلي ميل» إن رحلات الفضاء التجارية أصبحت حقيقة واقعة بالفعل، وعلى الرغم من أن شركات مثل «سبيس إكس» و«بلو أوريجين» وغيرهما لم تنقل بعد ركاباً إلى القمر أو المريخ، إلا أن بعض العلماء يعتقدون أنها مسألة وقت فقط قبل أن يتمكن البشر من ارتياد الفضاء بسهولة ويسر.
ويقول إجبرت إديلبروك، وهو الرئيس التنفيذي لشركة «سبيس بورن يونايتد» إنه إذا أرادت البشرية أن تصل إلى الكواكب والنجوم حقاً، فسوف نحتاج إلى إيجاد طريقة للتكاثر هناك.
ويتمثل هدف شركته على المدى القريب في اختبار ما إذا كان من الممكن إنجاب قوارض مختبرية وولادة في الفضاء، ثم العيش لتلد أطفالاً أصحاء.
وتقول الشركة الهولندية إن الهدف النهائي لهذا البحث هو دعم الحمل البشري والولادة في الفضاء، وهي خطوة يقول إيدلبروك إنها ضرورية إذا أراد الناس أن يعيشوا خارج الأرض.
وقال إيدلبروك لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تكنولوجي ريفيو: «البشرية تحتاج إلى خطة احتياطية». وأضاف: «إذا كنت تريد أن تكون كائناً مستداماً، فأنت تريد أن تكون كائناً متعدد الكواكب».
وحسب تقرير «دايلي ميل» فإن «حاضنة الأجنة الفضائية» الخاصة بالشركة عبارة عن جهاز على شكل قرص مصمم لاحتواء الخلايا الذكرية والأنثوية (الحيوانات المنوية والبويضات) ودمجها في مدار أرضي منخفض، ويبلغ حجم الأداة الغريبة بأكملها حجم صندوق الأحذية.
وبعد خمسة إلى ستة أيام من النمو، سيتم تجميد الجنين النامي بالتبريد وإعادته إلى الأرض، حيث سيتم فحصه لتحديد ما إذا كان من الممكن زرعه في أم بديلة وحمله حتى نهايته، وفقاً لما تقول الشركة صاحبة هذه التكنولوجيا.
وقال إيدلبروك إن تجميد الأجنة يهدف إلى المساعدة في حمايتها خلال الحدث المؤلم المتمثل في العودة إلى الغلاف الجوي للأرض. ويضيف: «إنه كثير من الاهتزاز، والكثير من الاهتزازات، والكثير من قوى الجاذبية، ويجب عدم تعريض الأجنة لهذا».

تأخير الاختبار الأول

وبعد أن أدت مشكلات داخل شركة «سبيس بورن» إلى تأخير الاختبار الأول لهذه التقنية هذا العام، فمن المقرر أن يصعد الجهاز إلى مدار أرضي منخفض في تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
وبعد هذه التجربة، لدى «سبيس بورن» خطط لاختبار الأجنة البشرية المخصبة تحت الجاذبية الاصطناعية ثم تحت ظروف الجاذبية المنخفضة.
وتقول «دايلي ميل» إن التكاثر هو أحد أهم وظائف الحياة على الأرض، وفي الفضاء فإن الافتقار إلى الجاذبية يُعتبر أحد العوائق الأساسية أمام التكاثر البشري، وبدون الجاذبية التي تمسك بجسدي شخصين فإن عملية التكاثر البشري ستكون صعبة للغاية.
وبعد الإخصاب، ليس من الواضح كيف سيؤثر نقص الجاذبية على نمو الجنين. وتشير بعض الأبحاث إلى أن البيئة منخفضة الجاذبية يمكن أن تغير كيفية انقسام الخلايا الجذعية الجنينية، وكيفية تمايزها إلى أنواع مختلفة من الخلايا، وكيفية دفاعها ضد تلف الحمض النووي.
لكن جميع هذه الدراسات أجريت على أطباق من الخلايا المزروعة في المختبر، وليس من الواضح كيف ستترجم النتائج إلى خلايا حيوان حي أو شخص.
ويقول العلماء إن الإشعاع هو قضية رئيسية أخرى أيضاً، حيث خارج الغلاف المغناطيسي للأرض، سوف يقصف الإشعاع الكوني المجري «GCR» مركبة فضائية وركابها، مما قد يؤدي إلى تعزيز طفرات الحمض النووي والسرطان.
وبالنسبة للجنين الذي تنقسم خلاياه بسرعة، قد يكون هذا النوع من التدخل كارثياً.
وفي المدار الأرضي المنخفض، كما هو الحال على متن محطة الفضاء الدولية، يمتد الغلاف المغناطيسي للأرض إلى ما هو أبعد من سطح الكوكب لحماية رواد الفضاء من التأثيرات الضارة. ولكن خارج نطاق الغلاف المغناطيسي، كما هو الحال في الطريق إلى المريخ، سيتم تعريض المسافرين إلى الاشعاع الكوني «GCR». وهذا التعرض للإشعاع، خاصة بالنسبة للنساء في منتصف وأواخر الثلاثينيات من العمر، يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
ويبدو أن تأثيرات الإشعاع الفضائي على الجهاز العصبي المركزي لرواد الفضاء يمكن تحملها، وفقاً لدراسة أجريت هذا العام والتي درست التعرض على مدار 30 يوماً، لكن من المرجح أن تستمر المهمة إلى المريخ لعدة سنوات.
وفي أخبار واعدة، فإن الحيوانات المنوية للفئران المحفوظة في محطة الفضاء الدولية كانت قابلة للحياة تماماً مثل تلك المخزنة على الأرض، وفقاً لدراسة نشرت في عام 2021.
ويقول العلماء إن خطط شركة «سبيس بورن» لإجراء تجارب على الأجنة البشرية لا تزال بعيدة المنال بعد سنوات، وحتى تجاربهم على الفئران لم تنطلق بعد. ولكن مع تقدم السياحة الفضائية على قدم وساق، قد تكون مسألة وقت فقط قبل أن يحاول زوجان من البشر الحمل في الفضاء.
العناوين الاكثر قراءة









 

العودة إلى منوعات

cron